دخل كعادته وهو يضبّط غترته التي يحرص على أن تكون مكويه بدقه وهو يقول مزمجرا "شفت شفت هذيلين النواب البصامين، اشلون يوافقون على قانون التقاعد؟ لا وجلسة سرية بعد يا حظى، هم امخرطينها من زمان بس هالمرة خرطوها عدل، سمعنا يقولون ختامها مسك مو خرا وكرامة السامعين" وواصل وهو يعيد طرف غترته اللي انهدل من كثر ما حرك راسه "ما ابي أسبهم واعطيهم حسنات، اصلا سبهم حلال وما فيه اثم".

وهنا قال بوكشمه وهو ضاحكا " مو هذيلين اللي عملت ليهم دعايه وصرت تكسي لعيال الفريق علشان بس يصوتون لهم ؟ مو هذلين اللي بصوتك تقدر !" وهنا جلس وأكمل "شنسوى ولد عمي انتخبنا المطاوعية مال الجمعيات، دسمتهم الحكومة وسوتهم وزراء وشوريين والبقيه ضبطوهم وضبطوا  أعيالهم بالوظائف والمناصب السنعه واحنا الشعب ما استفدنا شي لا منهم ولا من الحكومة وقالوا لينا هالمره لا تنتخبوا المطاوعية وخاصة مال الجمعيات، طاوعناهم وانتخبنا يا زعم المستقلين وطلع عنبر اخو بلال!".

سأله بو كشمه بخبث "من هم اللي قالوا لكم وطاوعتوهم وكيف؟" رد بغضب أكثر "شدراني من وكيف؟ انتون تعرفونهم احسن منا! طلع هالمجلس كلهم ريموت كنترول بيد الحكومة ! والله محد بينتخبهم هالمرة ".  هنا قال بو كشمه وهو يغمز " اوه هالمرة بتقاطع الانتخابات؟" وهنا استدرك بوغترة قائلا "شنهو نقاطع! لا ما يجوز، ليش احنا معارضة! وثانيا يحطون البال علينا ما يشغلون اعيالنا ويمكن حتى معاش التقاعد يقطعونه عنا! عبالك الحكومة ما تعرف من يصوت ومن ما يصوت، والله يجيبونه من تحت الأرض، لو تقاطع الكل يقاطعك في المسيد وفي النادي والفريج ".

أعاد بو كشمه أسلوبه الساخر "ما تنتخب لا المستقلين ولا مال الجمعيات، ولا بتقاطع حيرتنا وياك يا حامض حلو" وهنا هدأ بوغترة وهو يهز راسه "والله هالبرلمان وسالفة الانتخابات ما ينعرف لها مثل السمك اللي ما ينقلي ولا ينشوى " بو كشمه نفذ صبره وهو يقول "والله احنا اللي احترنا وياك ومع امثالك شنهو تبون ؟ وهنا استعاد حيويته وقال وكأنه يخطب وبكل زهو "هالمرة بننتخب التكنوقراط والله يوفقنا وياهم ويا صابت يا خابت".  بو كشمه ساخرا "تكنوقراط شنهو ذي ياكلونه مقلي لو مشوي" ورد بو محمد وهو متنرفز " انا غلطان اللي اخذ واعطى وياك وافضفض لك وانت تتمسخر علي، يعني انا ما اعرف شنهو تكنوقراط! تكنوقراط يعنى.. يعني هذيلين اللي هالمرة يرشحون روحهم " وبو كشمه يهدى اللعب " هدي والله انت أخوى وأنا احبك بس طول بالك علي، ما قلت لنا شنهو تكنوقراط يمكن أنا وغيري ما نعرف أو نعرف شي غير" ورد بعصبيه "تكنوقراط يعنى مهندسين ومحامين ومال الاقتصاد، أهم شي ما يطلعون لينا ريموت كنترول".

هنا قام بو كشمه كعادته في إنهاء الحديث "ولد عمى مو هم اللي ريموت كنترول ! اسمح لي انت وامثالك ريموت كنترول ! لما رشحوا الوطنيين قالت ليكم الحكومة لا تنتخبوهم انتخبوا مرشحي الجمعيات الدينية الموالية وقلتم شوركم وهداية الله وفي المرة الثانية عندما ارتفعت بعض الأصوات قليلا من بعضهم ضد الخمر والدعارة وزعلت الحكومة قالت ليكم لا تنتخبوهم وفعلا طبقتوا وسمعا وطاعه وسقط كل مرشحي الجمعيات وفاز المستقلين، وشفتوهم شنهو صاروا، على قولتكم ريموت كنترول وعلشان تستمر اللعبة قالوا لكم هالمرة عندنا لكم فانوس راح نحكه ويطلع ليكم ناس غير نمونه واسمهم  تكنوقراط، وهؤلاء سوف يعيدون لكم اللبن المسكوب والحق المسلوب قلتم الشيوخ ابخص واحنا وياهم، ولد عمي من جعل نفسه سبوت اكلته الدياي . واضح لو بتسوون روحكم ما فهمتون كالعادة.

يالله باي بروح أشرب لي شي رفعت ضغطي انت وجماعة الريموت كنترول".   

*(بوكشمه) رجال عادي وبسيط، عقله حصيف وقلبه نظيف وضميره عفيف، يشعر بالغصة وتخنقه العبره لما آل إليه حال بلاد المليون نخلة.