سوالف بوكشمة: شغل البنغالية في إدارة السياسة المحلية
بوكشمة - 2018-10-10 - 1:17 م
نبدأ كلامنا بتوضيح بأن العنوان ليس استصغارا أو انتقاصا من أشقائنا البنغاليه ولكن ارتبط في الخليج مصطلح (نفركل شي في معلوم) بالأشقاء البنغالية. فأقدم رئيس وزراء في العالم (نفر كل شى في معلوم) فهو تربوي واقتصادي وجيولوجي ويفهم في الأنساب والأحساب والجغرافيا والتاريخ والطب والفلسفه وكل أنواع العلوم وماوراء الطبيعه وما بينها وفوقها وتحتها وما خفى منها وما ظهر.
وكذلك وزراؤه الموقرون إذ فجأة يتم إسناد حقيبة وزارة الصحة لوزيرة التنمية التي لم تحقق أي تنمية تذكر وتتقلد معها وزارة حقوق الإنسان التي لا تفقه بها شيئاً. ثم نجد أن وزير آخر يعين في الصحه وينقل بعدها لوزارة الإسكان هذا عدا نائب رئيس الوزراء العتيد الذي لم يغادر الوزارة منذ أول مجلس وزراء حتى يومنا هذا حتى أصبح يطلق عليه الوزير الجوكر ويقاسمه في ذلك وزير الخارجية السابق.
ولا ننسى الوزير الذي عاصر خمس أمراء حتى توفاه الله ولذا البحرين الدولة الوحيدة التي إذا عين فيها وزير لا يمكن أن يعزل لأنه ملصوق ب سوبر جلو إذ قد يعين وزير بلا وزارة أو رئيس أو عضو في هيئة أو في مجلس شورى أو مستشار مثل الوزير الذي عندما عرف أنه سيتغير لكبر سنه ركب باروكه وأصبح أضحوكة وفي المرة الثانية عندما عين وزير مكانه رابط عند مكاتب المعزبية حتى عين مستشارا شخصيا للملك للشئون الاقتصادية برتبة وزير.
أما الوزراء المحسوبون على صاحب رؤية 2030 الفلتة المضحوك عليه من شركة ماكينزي التي تجيد لعبة كوبي بيست فهؤلاء من النوع السوبر مان الذين ممكن أن يمسكوا وزارتين وثلاث وأن تسند لهم رئاسة مجلس إدارة أكثر من شركة في نفس الوقت يديرون شركاتهم العائلية والشخصية.
وأما الحبر الأعظم فهو يحب من يونسه ويرفه عنه، لذا عين اثنين من المهرجين في مجلسه الخاص وهم لا يملكون سوى شهادة الثانوية عضو مجلس شورى بل عين أحدهم وزير (فاحت فضايحه وسرقاته من أول يوم بوزارة البلديات ) وكما أننا لم ننس الشاعر الذي فاق في نفاقه كل شعراء الموالاة، لذا صار من الأساسيين في مجلس الشورى.
والأكثر غرابة هو تحويل حارسه الشخصي وشهادته مضروبه إلى وزير لأهم وزارة ولذا ليس غريباً أن يحولها من وزارة تربية وتعليم إلى وزارة عسكرية فالطبع يغلب التطبع. وننتقل للبطل المغوار المعجزة نمبر ون في كل الألعاب من فروسية وقتال وكرة قدم وسلة وحتى ألعاب البلاي ستيشن ورئيس عدة هيئات واتحادات.
وننتقل لزوجة الحبر الأعظم التي تم تفصيل لها مجلس لشئون المرأة وبنى لها مقر فخم لكي تتفشخر وتتبادل برقيات الشكر مع زوجها ولكى أيضا تعين من ترضى عليهن في الوزارات ومجلس الشورى وغيرها من المجالس.
وطبعا تضخمت الدواووين الثلاثة بالأنفار فكل ساقط له ديوان لاقط مثل الوزير أبو بعبوص المفصول الذي عين مستشارا بديوان 2030 . وكذلك تناوب وزراء سابقون على رئاسة مجلس الشورى وهكذا قيس على بقية المسئولين. فليس مهم مؤهلاتك فكل المطلوب أن تكون مرضيا عليك لتتولى أي منصب حتى في وكالة الفضاء.
ونذكر الوكيل الذي أجر الأرض الصناعية بأبخس الأثمان لشركة وتقاعد وعين مديرا لها براتب خرافي ثم يتم إرجاعه وكيلا لنفس الوزارة ، الغريبة أن مملكة البحرين الصغيرة لديها وزراء ومستشارون برتبة وزير أكثر من الهند والصين مجتمعين (70 وزير)، ولم ننس تعيين 4000 متطوع في سلك التعليم بدون أية مؤهلات .
وحتى الإعلام لم يخل من هؤلاء فليس غريبا أن نجد رئيس مجلس إدارة صحيفة محلية أخوه مستشار للحبر الأعظم للإعلام يكتب في تغريداته ( لهو بدلا من له ). وحتى البرلمان وصل جماعة (نفر كل شي معلوم) ولذا ليس غريبا أن نسمع تصريح من مرشح رياضي يقول أفضل ناس للبرلمان هم الرياضيون (ليش مطلوب منهم الجرى مثلاً ) فيرد عليه ممثل بأن يمكن أن يدخل البرلمان الممثلين، طبعا هو صادق إذ المطلوب هو أن تمثل على ناخبيك بأنك تمثلهم ثم تتحول في البرلمان الكارتوني إلى ممثل عن الحكومة تدافع عنها داخاليا وخارجيا لكي تحصل على منصب في الشورى أو الخارجية مثل النائب الذي عين سفيرا وعندما تم فضح شهادته المزورة تمت مكافأته بإسناد سفارة دولة أخرى له.
المحصلة ليس مطلوبا منك الكفاءة ولا المؤهل ولا الخبرة بل بالعكس امتلاكك إياها سوف تكون سببا لإبعادك عن المنصب الذي تستحقه ويستحقك .
*(بوكشمه) رجال عادي وبسيط، عقله حصيف وقلبه نظيف وضميره عفيف، يشعر بالغصة وتخنقه العبره لما آل إليه حال بلاد المليون نخلة.