الرسائل الرسمية للمالكية: بالتأكيد لا تريدون الجحيم الذي بعثنا فيه أهل الدراز!

صورة التقطها أحد القاطنين في المالكية لإحدى نقاط التفتيش التي نصبتها قوات الداخلية على مداخل القرية
صورة التقطها أحد القاطنين في المالكية لإحدى نقاط التفتيش التي نصبتها قوات الداخلية على مداخل القرية

2018-09-28 - 10:19 ص

مرآة البحرين (خاص): حملة تخويف ورسائل تحذير وصلت لمسامع أهالي المالكية عبر قنوات عديدة ليس أولها مجلس الوزراء وليس آخرها محافظ الشمالية. رسائل مفادها أنه لا أحد يريد منكم أن يعيش في الجحيم الذي بعثنا إليه أهل الدراز عامين كاملين.

مجلس الوزراء أطلق الاثنين (24 سبتمبر/ أيلول 2018) العنان للأجهزة الأمنية لممارسة ما تراه بحق أهالي المالكية حين دعا إلى «إنزال أقصى العقوبات بحق كل من يثبت تورطه»، واتخاذ الإجراءات الصارمة والحاسمة التي تجعل من مرتكبي هذا الجرم عبرة لمن لا يعتبر».

استقبلت وزارة الداخلية الرسالة بكل وضوح، وفي أقل من 24 ساعة أعلنت المخابرات أنها ألقت القبض على 15 عنصرا تخريبيا مدعوما من الحرس الثوري الإيراني. سياسة النفخ في القضية لتبرير كل ما سيلحقها من انتهاكات تمارسها الجهات الأمنية.

ذكرت مصادر أن المعتقلين تم توقيفهم لساعات طويلة منذ اعتقالهم (20 سبتمبر/ أيلول 2018)، وأنهم تعرضوا للضرب على الرأس والصفع على الوجه، وتم صعق بعضهم بالكهرباء. وقال معتقلون على ذمة قضايا أخرى إن بعضهم تعرض للإغماء مرات عديدة.

كل هذه المخططات والانتهاكات بسبب كتابات على الجدران، حيث عمد محتجون لكتابة شعارات سياسية كان من بينها «يسقط حمد» على أحد الشوارع. دفع ذلك السلطات للجنون وردّات فعل غير عاقلة، وإلا ما معنى أن تعلن، بدون خجل، أن الحرس الثوري يقف وراء ذلك؟!

لم تُشبع تلك الإجراءات غرور العائلة الحاكمة، فأوعزت إلى إدارة الأوقاف الجعفرية بإغلاق مأتم الرضا بعد اعتقال رئيس وأعضاء مجلس إدارته. وهددت جميع المؤسسات الدينية الأخرى بأن عقوبات غليظة ستطالها في حين لم تستجب لأي توجيهات تصدر عن الأمن.

كانت الأجهزة الأمنية قد طلبت من إدارة مأتم الرضا مسح الشعارات التي كتبها المحتجون إن هي أرادت خروج المواكب العزائية للشوارع كما جرت العادة في عاشوراء، إلا أن إدارة المأتم قالت إن مسح الشعارات ليس من اختصاصها وإنما من اختصاص الأمن.

يوم الثلاثاء (25 سبتمبر/ أيلول 2018) اجتمع محافظ الشمالية علي العصفور مع عدد من ممثلي إدارات المآتم في مسجد ومقام الأمير زيد، وخوّفهم من نوايا السلطات تجاه المواكب وإدارات المآتم، ودعاهم إلى نشر بيان يتبرأ مما جرى في قريتهم والتعبير عن ندمهم!

في اليوم التالي نشرت الصحافة المحلية بيانا باسم جميع مواكب ومؤسسات المالكية ادعت فيه أنهم استنكروا وشجبوا ما حدث في القرية، وأكدوا «فيه الولاء والانتماء التام للقيادة الحكيمة من آل خليفة الكرام»، قالب جاهز تنشره الصحف عن المؤسسات والأندية كلما دعت الحاجة.

لا شيء يشبع غرور العائلة الحاكمة ويوقف انتقامها، كان كل ذلك يجري في وقت تحاصر فيه نقاط التفتيش قرية المالكية (جنوب غرب العاصمة المنامة)، وكانت قوات الشرطة من باكستانيين وأردنيين وسوريين يتوعدون المارة بمصير مشابه للدراز... «نحن ننتظر الأوامر للقيام بذلك فقط».

تمتد السيارات لطوابير طويلة بانتظار الدخول أو الخروج من المالكية، يتعرض فيها الأهالي للشتم والإذلال، فقط لأن محتجين كتبوا «يسقط حمد» هل يستحق هذا الأمر كل تلك العقوبات؟ يجيب أستاذ علم الاجتماع المعارض البحريني عبدالهادي خلف بالقول «إهانة الملك: قبل  سنوات قام صبيةٌ بإلقاء قطعة تورتة على الملك السويدي. لم تهجم أجهزة الأمن عليهم ولم تتصايح الناس وا ملكاه. بل قُبض عليهم ثم أُخلي سبيلهم بكفالة. وبعد أشهر تم تقديمهم للمحاكمة فعوقبوا بغرامة مالية تتراوح بين ما يعادل 500 و300 دولار على إهانتهم الملك علناً!»