العام الدراسي الجديد.. مكيفات لا تعمل وكتب تالفة ونقص منظّفين وتسريح مراسلين، والوزارة: انتم المخرّبين والعابثين!
2018-09-17 - 3:53 م
مرآة البحرين (خاص): دخلت الكهرباء إلى العاصمة البحرينية المنامة في ثلاثينات القرن الماضي، وحتى اليوم لا يعرف البحرينيون كيف يتعاملون مع أجهزة التكييف، فهم مازالوا يعبثون بمنظم درجات حرارة المكيف، أو يخربون بشكل متعمد في بعض موزعات الهواء الخاصة به، هذه باختصار النكتة التي تابعها البحرينيون عبر بيان لوزارة التربية والتعليم.
أتى هذا التصريح بعد شكاوى متعددة انتشرت مع بدء العام الدراسي الجديد، بينها وجود أعطال كثيرة في مكيفات صفوف عدد من مدارس البحرين، وسط الارتفاع الشديد في درجات الحرارة، ونقص شديد في الكتب، وتوزيع كتب قديمة وتالفة من جهة أخرى على أعداد كبيرة من الطلبة، ووجود فصول يجلس بها الطلبة بلا معلمين بسبب النقص، ونقص في عدد عمال التنظيف واعتلاء الغبار لغرف المدرسين والفصول ومرافق المدارس، وانقطاع المياه عن بعض المدارس.
وزير التربية جال على بعض المدارس الجاهزة من أجل التصوير والظهور الإعلامي، مع حرصه أن تكون بداية جولاته من مدرسة الفاتح في دلالة يعرفها البحرينيون.
أبرز ما يعانيه الطلاب والمعلمين هو ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة الخانقة، وعليه تصبح جاهزية المكيفات لاستقبال الطلبة أمراً غير قابل للتهاون أو التأخير، لكن الأمر لم يكن كذلك في عدد من مدراس البحرين. نائبة رئيس جمعية المعلمين المنحلة جليلة السلمان كتبت على صفحتها في تويتر: "لازالت تردنا شكاوى عن عطل مكيفات الصفوف في عدد من مدارس البحرين، ورسالتنا للتربية احموا طلبتنا من هذا الجو الخانق فهم مسؤولية وأمانة، لا نتمنى حوادث عارضة نتيجة الحر، الصيانة مهمة وكان من المفترض التأكد من انهاء كل أعمالها قبل دوام الطلبة والمعلمين، أصلحوا المكيفات".
وقد كتب ولي أمر معبّراً عن استيائه من ترك الأطفال تحت لهيب الشمس الحارقة في هذا الطقس: "مدرسة البديع من المدارس التي درس بها آباؤنا ونحن وأبناؤنا وإلى اليوم من غير صالة أو حتى مكان يلجؤون له الطلبة أثناء الفسحة، بالإضافة إلى قفل الصفوف أثناء الفسحة وترك الأطفال تحت لهيب الشمس".
لكنّها ليست المكيفات فقط التي تعاني منها المدارس، بل الكثير من الارتباكات والقرارات التي فاجأت الهيئات التعليمية، منها إنهاء عقود عدد كبير من المراسلين والمراسلات في المدارس التي توصف بأنها (صغيرة)، والإبقاء على مراسل واحد فقط في المدارس (الكبيرة). هكذا بدون سابق إنذار تم إنهاء خدمة عدد كبير من المراسلين من البحرينيين الذين كانوا يعتمدون على عملهم هذا مصدراً لرزقهم، بحجة التقشف وعدم وجود ميزانية كافية، وتفاجأ المعلمون في المدارس التي صارت بلا مراسل، بأن عليهم هم أنفسهم أن يقوموا بهذا الدور بشكل أو آخر، وهو ما نقله لنا بشكل خاص معلمون ومعلمات من المدارس المختلفة.
تعلّق السلمان في تغريدة لها عن تقليل عدد العاملات: "كيف تتوقع التربية أن يسير اليوم الدراسي بشكل سلس ويسير دون عاملين ودون مراسلين؟ من يقوم بتجهيز البيئة النظيفة لبدء اليوم الدراسي؟ ومن يقوم بنقل المراسلات اللازمة للمعلمين والوزارة. السنة الماضية.. العاملات، السنة الحالية.. المراسلين، السنة القادمة ؟؟" في إشارة منها أنه في العام الماضي تم تقليص عدد العاملات، وفي هذا العام تم تقليص عدد المراسلين. ثم تضيف: "المكيفات، ونقص الكتب حتى اللحظة، ومنظّفين اثنين لكل مدرسة مع مراسل واحد فقط للقيام بكل مستلزمات المدرسة الداخلية وبعض الأمور التنظيمية الكثيرة، قائمة تطول ولا تقصر نتمنى الانتهاء منها بأسرع وقت ممكن كيلا تتفاقم الأجواء اللاهبة أصلاً".
ويعلّق أحد أولياء الأمور حول تبعات المشكلة ذاتها "المعلمين والمعلمات داوموا الأسبوع الماضي وبعض ما وصلنا أنهم استغلوا اول يوم في تنظيف المدارس وتنظيف غرفهم من الغبار". فيما علّقت إحدى المواطنات "بعض المدرسات جاءت بعاملات منازلهن للتنظيف، ومراسلة واحدة للمدرسة سوف يصيبها انهيار عصبي".
أما الكتب الدراسية المستعملة والتالفة فتلك مصيبة أخرى، الكاتبة ياسمين خلف تحدثت في مقال لها حول لذلك قائلة: "نتفهم أن الحكومة تمر بأزمة مالية، وأن التقشف طال كل الوزارات، ولكن عندما يصل الأمر إلى كتب الطلبة، خصوصاً الأطفال، ولاسيما طلبة الحلقة الأولى، فنحن نقول هنا "stop"، فالأمر محبط ومحطم للنفسية، وعلى الوزارة أن تعيد النظر في هذا التصرف، فبدلاً من هدر ميزانية الوزارة في طباعة منشورات، وإعلانات، وإقامة حفلات، وفعاليات، الأولى أن تضع تلك الميزانية في طباعة الكتب الدراسية، والتي لم يستلم بعض الطلبة في بعض المدارس- حتى موعد كتابة المقال - كتبهم أسوة بأقرانهم".
ثم تناقش خلف قضية أعداد الطلاب في الفصل الواحد مع قلّة عدد العاملين والمنظّفين: "تلك حكاية، وحكاية حشر أكثر من 40 طالبا في فصل دراسي واحد حكاية أخرى، مما يشكل ضغطا ليس فقط على الطلبة الذين سيقل تركيزهم، بل حتى على المدرسين الذين يقومون اليوم بمهام مضاعفة خصوصاً مع قلة عدد الموظفين بالمدارس، أوصل الحال بالمعلمين إلى تنظيف الفصول الدراسية في أيام الإجازة الأسبوعية لاستقبال الطلبة لشح عدد المنظفين!، وكيف سيستوعب الطلبة دروسهم في فصول خشبية بمكيفات سيئة و"حارة" في جونا هذا؟"
لكن وزارة التربية التي تتقشّف عبر توزيع الكتب المستعملة على الطلبة، وعبر فصل العاملات والمنظفات والمراسلات، لا تتقشّف في هدر ميزانيات في جوانب استعراضية أخرى، يقول الكاتب الصحافي رضي السماك: "200 ألف كتاب توزعه التربية مجاناً على المدارس الخاصة من المال العام المدعوم من رفع الضرائب. طيب هل هذا ينعكس على تخفيض رسوم الطلبة في هذه المدارس نفسها؟ ثم ما مصلحة أولياء أمور طلبة المدارس الحكومية محدودي الدخل لدعم تلك المدارس الخاصة من جيوبهم؟".
في مقابل كل هذه الشكاوى، اكتفت التربية بتصريح للوكيل المساعد للموارد المالية والخدمات بوزارة التربية والتعليم خالد الغريب، مفاده أن "معظم الشكاوى الواردة عن ارتفاع درجات الحرارة في الفصول الدراسية ناتجة عن وجود نوافذ وأبواب مفتوحة، أو العبث بمنظم درجات الحرارة (مع العلم أنه قد تم توجيه إدارات المدارس في تعاميم سابقة تفيد بكيفية التعامل مع المكيفات قبل بدء العام الدراسي)، أو التخريب المتعمد في بعض موزعات الهواء الخاصة بالمكيف مما يؤثر على توزيع الهواء في الفصل الدراسي، أو وجود كسور في زجاج بعض النوافذ مما يسمح بدخول الهواء الساخن، أو قيام بعض الطلبة بوضع زجاجات المياه والعصائر على مخرج هواء المكيف بغرض تبريدها".
خلاصة تصريح التربية: لا خلل لدينا، انتم المخرّبين والعابثين!
وخلاصتنا: دولة الكويت الشقيقة عاشت أزمة أعطال مكيفات في مدارسها، فقام وزير التربية هناك حامد العازمي بإحالة قياديي وزارته للتحقيق، بينهم الوكيل المساعد للتعليم العام فاطمة الكندري وعدد من الموظفين ومدراء الشؤون الهندسية ومدراء المناطق التعليمية. فافهم.