الموسيقي البحريني محمد جواد يفكّ لغز "القيثارة الدلمونية" وينال براءة اختراعها
1970-01-01 - 12:00 ص
مرآة البحرين (خاص): حصل الفنان والموسيقي البحريني محمد جواد على براءة اختراع عن إعادة تصنيع آلة موسيقية يعود تاريخها إلى خمسة آلاف سنة.
ومنحته وزارة الاقتصاد والتجارة اللبنانية مطلع هذا الأسبوع حقوق الملكية الفكرية عن الآلة التي أطلق عليها اسم "القيثارة الدلمونية" والتي يقول إنه صمّم هيكلها استلهاماً من ختم دلموني عثر عليه مؤخراً في جزيرة فيلكا الكويتية.
ودُشنت الآلة التي تحتوي على رأس نحاسي عبارة عن رأس ثور خلال حفل أقيم في بيروت يوم الاثنين 14 مايو/ أيار 2018.
وفي حديث لـ"مرآة البحرين" قال جواد إن "الآلة شبيهة بصوت العود أحياناً وشبيهة بصوت القانون أحياناً وفي جزء منها شبيهة بصوت البيانو".
واستدرك "لذا يمكن عزف موسيقى جميع شعوب العالم عليها. هذا بفضل المفاتيح الموجودة فيها وقابليتها لتغيير النغمة من شرقية إلى غربية"، وفق تعبيره. "مرآة البحرين" أجرت حواراً مع الفنان محمد جواد. وفيما يلي مقتطفات:
مرآة البحرين: ما هي قصّة هذا الاختراع "قيثارة دلمون"؟
محمد جواد: مشروع تدشين القيثارة أو إعادتها للوجود هو حلم راودني منذ خمس سنوات حين لفت انتباهي الباحث البحريني الأستاذ محمود البقلاوة إلى أن رأس الثور النحاسي الذي عثر عليه في معبد باربار الدلموني والمعروض حالياً في متحف البحرين الوطني يمثل سماعة القيثارة. زاد من إصراري على تنفيذها وإعادة بعثها من جديد ختم دلموني عثر عليه مؤخراً في جزيرة فيلكا الكويتية يوضح هيكلها تماماً. كنت أودّ تدشينها في البحرين إلا أنّ الأحداث المتوالية حالت دون ذلك. لم يتحقق الحلم هناك وتحقق مع مجيئي إلى هنا في لبنان. لقد تمكنت من بناء تصميم كامل لها، المقاييس نوعية الخشب والأوتار. لكن ما كان ينقصني هو الفني أو نجّار قادر على صنع هذه الآلة الناعمة. إلى أن التقيت بأحد الفنانين اللبنانيين وهو الأستاذ علي الحلاق الذي يعمل في مجال صناعة الآلات الموسيقية وإصلاحها كما يقوم بالعزف على القانون أيضاً. لقد رحب بالفكرة؛ لكنه في البداية قال إنه لأول مرة يرى مثل هذه الآلة. لذا فقد رافقته على مدى شهرين ونصف ذهاباً وإياباً إلى الورشة؛ وعملت على توفير تفاصيل الآلة من الألف إلى الياء. إلى أن انتهينا من بناء هيكلها بالشكل المتوقع تماماً. ما هو أصعب من ذلك بكثير كان خلق سلّم موسيقي صحيح لها. لذا فقد بدأنا بعد ذلك العديد من التجارب وتغيير الأوتار عليها إلى أن توصلنا إلى سلم موسيقي صحيح مؤلف من اثني عشر وتراً. في الأصل كانوا أحد عشر وقد أضفت إليها واحدا. صارت بين أيدينا الآن آلة ليست تحفة فنية فقط؛ ولكن آلة موسيقية تستطيع كل شعوب العالم أن تعزف عليها من خلال تغيير المفتاح وتغيير النغمة الصوتية. لقد تحققت القيثارة الدلمونية على أرض لبنان.
مرآة البحرين: كيف توصلت إلى الشكل النهائي للقيثارة والجزم بأنها هي نفسها القيثارة الدلمونية؟
محمد جواد: الشكل لم يكن مستغرباً أو بعيداً عن المخيلة. رغم أننا لم نجد [من خلال الكشوفات الأثرية في البحرين] من هيكلها إلا الرأس النحاسي فهو الوحيد الذي لم يتحلل بينما تحللت باقي مكونات الآلة الأخرى. ولكن، كما أسلفت الإشارة إلى ذلك، استناداً لما عثر عليه حديثا في جزيرة فيلكا الكويتية التي كانت تتبع آنذاك إلى الحضارة الدلمونية كان ثمّة ختم دلمونيّ رسم عليه الشكل الكامل للقيثارة، والتي يتبيّن أنها شبيهة وتوأمة للقيثارة السومرية. وهذا طبيعي نظراً لتقارب الحضارتين السومرية والدلمونية. لقد سهل ذلك علينا تكوينها وتصنيعها ومن ثم تدشينها لاحقا. ثمّة الكثير من التشابهات بين الحضارتين الدلمونية والسومرية؛ وخاصة في نواحي الثقافة والموسيقى والعادات والتقاليد. بل وحتى اللهجة؛ أنت ترى شيوع لغة الكشكشة من البصرة إلى البحرين الكبرى لغاية حدود عمان. هذه كلها علامات على تشابه الثقافتين. لذا ليس مستغرباً أن تكون القيثارة الدلمونية توأمة للقيثارة السومرية.
مرآة البحرين: لكن ما هي مميزات هذه الآلة تحديداً أو ما الذي يميّز القيثارة الدلمونية عن الآلات الوترية الأخرى؟
محمد جواد: ما يميزها هي أنها أول آلة وترية عرفتها البشرية ومن خلالها جاءت جميع الآلات الوترية الموسيقية الأخرى التي توجد بين أيدينا اليوم. إن واحدة من النسخ التي تم العثور عليها للقيثارة السومرية معروضة حالياً في المتحف البريطاني. وقد كتب عليها بأنها أول آلة وترية عرفتها البشرية. ذلك أنها كانت المفتاح لكل الآلات التي تطورت منها بعد ذلك. هذه الآلة هي توأمة القيثارة السومرية. لكن كانت تنقصها تونة واحدة أو نغمة موسيقية واحدة، حيث كانت تحتوي على أحد عشر وترا؛ لذا قمت بإضافة الوتر الثاني عشر لها لتصبح سلما موسيقيا صحيحا. أصبحت لدينا آلة قابلة لأن تُعزف عليها جميع أنواع موسيقى شعوب العالم. إن هذا بفضل المفاتيح الموجودة فيها وقابلية تغيير النغمة فيها من شرقية إلى غربية. من حيث الصوت، هي شبيهة نوعاً ما بصوت العود ونوعاً ما بصوت القانون وأحياناً شبيهة بصوت البيانو عندما يكون "الأوكتاف" أو سلّم المقام غربياً. من يسمع صوت هذه الآلة ولم يشاهدها لن يتعرّف إليها. وقد يظن أنها عود أو قانون.
مرآة البحرين: كيف حصلت على براءة الاختراع؟
محمد جواد: حصلت على براءة اختراع القيثارة الدلمونية وحقوق الملكية الفكرية من وزارة الاقتصاد والتجارة في لبنان تحت اسم "القيثارة الدلمونية". هذا الأسبوع فقط استلمت شهادة براءة الاختراع رسمياً وأطمح أيضاً إلى أن تسجل في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" لتصبح آلة معترف بها إلى جانب الآلات الوترية والموسيقية الأخرى التي عرفتها شعوب العالم. هذه هي المرة الأولى التي تسجل بها هذه الآلة تحت هذا الاسم، ومن خلال ذلك ستنطلق في رحلة إلى جميع البلدان لتؤدي مختلف أنواع الموسيقى. ورغم حجم الآلة الكبير والمكون من ثلاث قطع؛ إلا أنه يمكن تفكيكها كاملة بسهولة. لقد صممت لتكون سهلة النقل. إذ يمكن شدها من دون مسامير وبطريقة تكون فيه قابلة للتفكيك والتركيب.
محمد جواد يتوسط علي الحلاق صانع القيثارة وابنه مصمم الزي الدلموني
شهادة براءة اختراع منحت لمحمد جواد عن القيثارة الدلمونية
- 2018-11-21الفائزة بجائزة منظمة التعليم الدولية جليلة السلمان: سياسات التربية منذ 2011 هي السبب الأكبر وراء تقاعد المعلمين!
- 2018-05-17الموسيقي البحريني محمد جواد يفكّ لغز "القيثارة الدلمونية" وينال براءة اختراعها
- 2017-10-03مترجمات «ما بعد الشيوخ» في حوار مع «مرآة البحرين»: كان الهدف أن نترجم ثقل الكتاب!
- 2017-10-03«مركز أوال للدراسات والتوثيق» في حوار مع «المرآة»: كتاب «ما بعد الشيوخ» طبع 6 مرات رغم تزوير الترجمة من جهات أخرى
- 2017-10-03فؤاد الخوري ليس كأيّ كتاب... مروة حيدر: رسالة "دعوة للضحك" وصلت… أنا مترجمة تبتسم!