في حفل أقيم بمكتبة أنطوان… الناقد البحريني علي الديري يوقع كتبه في بيروت
2018-02-10 - 8:43 م
مرآة البحرين: أقام مركز أوال للدّراسات والتوثيق حفل توقيع لكتب الناقد والمؤلف البحريني الدكتور علي الديري، مساء يوم أمس الجمعة 9 فبراير/شباط 2018، في مكتبة أنطوان بأسواق بيروت، وذلك بحضور عدد من الإعلاميين والمثقفين والنشطاء.
ووقّع الديري خلال الحفل كتابي "من هو البحريني؟" و"إله التوحش" الصادرين عن مركز أوال، كما وقّع أيضا كتاب "بلا هوية" الصادر عن مرآة البحرين، وجميع هذه الكتب صدرت من بيروت خلال العامين الماضيين، بعد انتقال المؤلّف إلى منفاه في كندا.
حول كتاب «بلا هويّة» قالت مقدّمة الحفل الإعلامية البحرينية وفاء العم، إن الديري "استطاع أن يحوّل مسألة إسقاط الجنسية إلى معالجة لقضية الهوية، من يصنعها ومن يهدمها، انطلاقًا من الأسئلة التي طرحتها أماسيل، ابنته التي لم تتجاوز الاثني عشر ربيعًا" حينئذ. ولفتت إلى أن "أماسيل أخرجت الديري من حالة المفكر إلى الأب ونقلت أسئلتها من فلسفة الكلمات ودلالاتها إلى الأب الذي يبحث عن إجابات يقدمها لابنته ولأبناء المنفيين".
وأضافت العم أن "المعضلة الأساسية التي تشهدها البحرين" تكمن في "أن تجد نفسك فجأة بلا هوية، خارج الجماعة، وخارج الوطن" مضيفة "أن تكون بلا هوية أو أن تُنتَزَع هويتك قسرًا هي بذاتها عملية توحش، سواء كانت تصب في التوحش العقائدي أو في التوحش السّياسي اللّذين نشهدهما، والهدف دائًما هو السّلطة".
ولفتت العم إلى أن كتب الديري شاهد على مرحلة تحول في مسيرته، من الكتابة الفكرية الجامدة إلى الكتابة الحركية، حيث يمكننا أن نلحظ تغيرًا بين ما قبل انتفاضة العام 2011 وما بعدها، وما قبل المنفى في كندا، وما بعده.
وفي مداخلة لها عن كتاب "من هو البحريني؟"، قالت الإعلامية نور البكري إننا نجد في الكتاب "توضيحًا لافتا للفرق بين مصطلح بحريني وبحراني "وكيفية تغير دلالات كلمة "بحراني"، لتحمل مضامين سياسية وطائفية وتثير الحساسيات، بعدما كانت تشير إلى السكان الأصليين للبحرين"، وأنّ "سؤال "من هو البحريني؟"، الذي يجيب عليه الكتاب الأخير للكاتب يقدم إجابات على سؤال يطرح نفسه بقوة هذه الأيام: لماذا يبدو سهلاً إسقاط الجنسية في البحرين؟"
وخلال الجلسة، وجهت الإعلامية راميا ابراهيم سؤالها للكاتب عن الجمهور الذي يوجه إليه هذه الكتب، وعما إذا كان متورطًا في قضية صراع سلطة؟ شارحة أن هذا السؤال بديهي ويطرح نفسه في الأزمة البحرينية بين المعارضة والسّلطة حاليًا.
وأجاب الدكتور الديري بأن "هدفه الأساسي في كتبه كمن في دراسة النّصوص التي أسّست لما يمثل هذا الكل أو الأنا.. أي هذا القتل وهذا التّكفير وهذا الهدر لإنسانية الإنسان وحقّه في الوجود" مضيفًا أنها "قضايا تخص الوطن، ولست أستطيع تحديد ما إذا كنت متورطًا في ذلك، غير أني أتحصن بأدوات علوم الإنسان الحديثة من السّقوط في أي فخ طائفي أو معرفي أو عرقي"، خاتمًا "وكفى بالتاريخ شاهدًا".
من جانبه رأى الدكتور حسين رحال أنّ "المثقف الملتزم هو الذي يدافع عن قضايا شعبه، وأن صراع المعارضة البحرينية والمثقفين البحرينيين حاليًا هو من أجل البقاء على قيد الحياة والمشاركة ضد العنف الرّمزي الذي يُمارس ضدهم، والمتمثل في النفي وإسقاط الجنسية، بعد أن مورس ضدهم العنف المادي"، لافتًا إلى أن "تجربة الديري تبرز أنه على المثقف الملتزم أن يدفع ثمن أي من التزاماته".
وأشارت الإعلامية تغريد الزناتي إلى أن هذه الكتب، لا سيما كتاب "من هو البحريني؟" دفعتها إلى التّساءل بشأن مفهوم المواطنة الفكري، لافتة إلى أن "هوية المواطن تقع بين مفهومين: مفهوم المواطنة (أين وُلدنا؟ أين نعيش؟ أين أرضنا؟ أين أهلنا؟) وبين السجلات الرسمية النائمة في أدراج مكاتب الوزارات والحكومات"، وأضافت أنّ "مفهوم المواطنة تحول في البحرين إلى سَند يمتلكه الإنسان بحسب الأفضلية، وبحسب التقلبات السياسية أو المصالح الاقتصادية. هنا مواطنون فقدوا "ورقة الهُوية" لأسبابٍ سياسية، لاختلافات في الآراء والقناعات، وبسبب ممارساتِهم الفكرية. هنا أيضاً من نال "ورقة الهُوية" نفسها لنيل حقوقٍ لم يقُم أصحابُها بواجباتهم أصلاً لاستحقاقها. وكانت الهوية هدية لهم.."
الزناتي استشهدت بتصريح للكاتب في مقابلة له على قناة الميادين بأن "التعريف القانوني ليس مكتوباً على ورق، بل هو مكتوب بالدم" لتختم "هذا هو البحريني، شخصٌ ينشد الحرية، ويوسّع مجالَها العام بسلميتِه، ويغذي أرضَها بدماء شهدائِه، ويظلُ يحلمُ بوطنٍ حرٍ ومواطنة تحفظُ كرامتِه".
من جانبها أعربت الدكتورة خولة مطر عن سعادتها "للقدرة البحثية العميقة التي نجدها في كتب الدكتور علي الديري والجهد الذي يسد الفراغات الناقصة في المكتبة البحرينية"، مضيفة أنّه "حوّل الظّروف الصعبة إلى فرصة، وهو ما نحتاجه سواء في البحرين أو في المنطقة العربية ككل". وشدّدت على "ضرورة أن يقرأ الجميع هذا الكتاب (من هو البحريني) لأنه يشكل مرحلة مهمة من تاريخ البحرين غير معروفة حتى للبحرينيين أنفسهم"، وختمت بالقول إن "مثل هذه المشاركات ستصنع رجال ونساء المستقبل الذين سيصنعون التراث الحقيقي للبحرين".
وتقدّم رئيس منتدى البحرين لحقوق الإنسان، باقر درويش، بمداخلة عن كتاب "من هو البحريني" قال فيها "إنَّ إعادة كتابة الحقائق التاريخية التي تشتغل السلطة على تزويرها هي من وسائل الاحتجاج الثقافي السلمي، خصوصا وأنَّ الحكومة عمدت إلى تقويض سلطة المثقف الملتزم في البحرين".
وأضاف "كتاب من هو البحريني هو منجز معرفي هام وأحد أفعال الاحتجاج الثقافي السلمي، وسينافس في القادم من الأيام كتاب القبيلة والدولة لفؤاد الخوري، وهو الوثيقة التي صفع بها الديري قرار إسقاط جنسيته" حسب تعبيره.
درويش تحدّث عن تجربته مع قراءة الكتاب بقوله "كنت وأنا أقرأ صفحات الكتاب أتمنى ألا تنتهي" وأردف "هذا الكتاب هو تتمة لمشروع أرشيف البحرين في الوثائق البريطانية، نحن بحاجة إلى مزيد من هذه الدراسات التي تسلط الضوء المعرفي على الزوايا المسكوت عنها أو الحوادث التاريخية التي عمدت الحكومة إلى تشويهها وتزويرها".
ولفت محمد العصفور إلى أنّ انشداده إلى الكتاب انبعث من "معالجته لهذا التزاحم على حق الوجود الذي همش البحراني حتى أنتج سؤال من هو البحريني، البحريني الذي كان مكان السخرة ومكان العسف من قبل الحاكم ومن قبل محازبيه، وجعل السخرة مظهرا مِن مظاهر طبقنة المجتمع وجعل السكان الأصليين في الدرجة الأخيرة في الوطن".
واستحضر العصفور في مداخلته كتاب القبيلة والدولة في البحرين، فقال إنّ " كتاب من هو البحريني يشبه ولا يماثل كتاب القبيلة والدولة، لفؤاد إسحاق الخوري، لكن كتاب خوري كتاب اجتماعي محض، كانت أدوات صاحبه أكاديمية اجتماعية صرفة وليست أدوات متطورة كالتي نملكها اليوم، أما كتاب الدكتور الديري فينطوي على سعة في المعرفة وتنوع في الأدوات، ويقوم على قراءة علمية وثيقة لوثائق الأرشيف البريطاني".
وتلت المداخلات مجموعة من الأسئلة وجّهها المشاركون للدكتور الديري الذي وقّع كتبه في ختام الحفل للحضور.
- 2024-11-14هل أماط النائب قراطة الستار عن مسرحية الموازنة العامة قبل موعد العرض؟
- 2024-11-14كاتبة حكومية تفضح أعداد المجنسين وتدعو لخطة ترحيل محكمة
- 2024-11-13إبراهيم شريف: نصف الدين العام تتحمله مصروفات الديوان الملكي
- 2024-11-12ماذا تريد السلطة من المحكومين بالإعدام؟!
- 2024-11-11رابطة الصحافة البحرينية: "إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية" أصبحت أداة ترهيب وتقييد مباشر لحرية التعبير