لا يكفي أن أربعة من أبنائها سجناء.. عائلة الخبّاز 10 شهور بلا زيارة!
2017-10-24 - 10:57 ص
مرآة البحرين (خاص): أهالي المعتقلين السياسيين وجدوا في الحملة التضامنية التي أُطلقت تحت وسم #انقذوا_سجناء_البحرين، فرصة لإظهار جانب من معاناتهم ومعاناة أبنائهم في السجون البحرينية.
المغرّد أحمد الخبّاز، والذي يقبع أربعة من أخوته في قعر السجون البحرينية: ماهر عبّاس الخباز المحكوم بالإعدام، ومحمد ومرتضى المحكومين بالسجن المؤبد، وفاضل المحكوم بالسجن 5 سنوات، عبّر على صفحته في تويتر عن معاناة عائلته في الالتقاء بإخوته الأربعة خلال الزيارة، وأنه لا يسمح للعائلة الالتقاء بأبنائها الأربعة معاً، وقال "أكمل اخوتي عشرة شهور ولم تتم زيارتهم بسبب تعنت السلطة وتفريقهم عن بعض وجعل الزيارات بتواريخ مختلفة"، ثم أضاف "نطالب بخروج جميع اخوتي في زيارة واحدة موحدة وليس للسلطة الحق بتفريق إخوتي وحرمانهم من بعض"، وأضاف "إخوتي وهم داخل السجن لا يتقابلون مع بعضهم فكيف للسلطة أن تفرق شملهم حتى في الزيارة الشهرية"، ونوّه بأن "امتناع اخوتي عن الخروج للزيارات بسبب منع السلطة الخليفية لعقد زيارة جماعية وفرض اللقاء الفردي".
إخوة أربعة من عائلة واحدة تم اعتقالهم في يوم واحد. نسبت إليهم تهمة واحدة هي قتل قتل شرطي بقاذف في منطقة السهلة في 2013، وذلك إبّان احتجاجات شهدتها المنطقة في الذكرى السنوية الثالثة لثورة 14 فبراير. كان عدد المتهمين في هذه القضية 9 بحرينيين، لكن نصيب الأسد من الأحكام الجائرة والقاسية حصل عليه أبناء عائلة الخبّاز.
تعرّض ماهر الخبّاز (32 عاماً) لوجبات دسمة من التعذيب في مبنى التحقيقات الجنائية. أُجلس عارياً في غرفة باردة لساعات طويلة، وتم تعذيبه بالضرب بألواح خشبية، ثم بعمود من حديد ومفك براغي، وعرّض لصعقات كهربائية في الأماكن الحساسة وتم تهديده بالاغتصاب، وأجبر على الاعتراف بالقتل. ووُضع سلاح الفرد في فمه بعد أن رفض التوقيع على الاعترافات، وكسرت أسنانه الأمامية، وكاد أن يفارق الحياة لشدة ما ناله من تعذيب، ونقل إلى المستشفى العسكري وبقي لمدة إسبوع.
ورغم الدليل القاطع الذي قدّمه دفاع ماهر بما يفيد بوجوده في العمل وقت وقوع الحادثة، وشهادة مديره بذلك، ورغم عدم تعرّف الشرطة الذين تم إحضارهم كشهود على المتهمين، إلاّ أن محكمة الاستئناف العليا قضت في 31 أغسطس/ آب 2014 بإعدام ماهر، فيما أيدت الحكم بالسجن المؤبد على شقيقيه محمد ومرتضى، والسجن خمس سنوات لشقيقه فاضل. وتم منع المتهمين من التحدث أو الدفاع عن أنفسهم خلال جلسات المحاكمات.
أما أخوه محمد الخباز المحكوم بالسجن المؤبد، فقد توفي طفله عباس (3 سنوات) بسبب المرض، بينما يقبع أبوه داخل السجن دون أن يتمكن من رؤيته خلال كل تلك الفترة أو توديعه بعد أن فارق الحياة. لقد اعتقل محمد ولابنه من العمر 3 أشهر فقط، تركه وهو يعاني من نزيف دماغي إثر تعرضه للاختناق أثناء ولادته في الشهر الثامن.
كان محمد بصدد إصدار جواز (وثيقة سفر) لابنه لأخذه إلى العلاج في الرياض، لكن اعتقاله جاء أسرع. ومنذ ذلك الحين ماطل النظام في إصدار وثيقة السفر للطفل المريض رغم محاولات والدته المستميتة، ورغم علم السلطات أن تأخير علاج الطفل يعني موته لا محالة. تردّى الحال بالطفل إلى أن بلغ أن يعيش على أجهزة التنفس، وبعد عام ونصف من المماطلة أصدرت وزارة الداخلية الجواز في (9 سبتمبر/ أيلول 2014)، لكن الوقت كان متأخرا لعلاجه، فلم تعد تسمح حالته الصحية المترديه له بالسفر. توفى الطفل في 14 ديسمبر/ كانون الأول 2016 وترك في قلب والده حسرة، وفي قلب والدته حسرتين. السلطات لم يكفها ذلك، بل رفضت السماح لمحمد بإلقاء النظرة الأخيرة على طفله، وحرمته حتى من المشاركة في مراسيم العزاء.
هذا شيء من حال الإخوة المعتقلين، أما حال العائلة التي اُختطف أربعة من أبنائها مرّة واحدة؛ حياة أحدهم مهدّدة بالموت، فكأن ذلك لا يكفيها، محرومة من التقاء أبنائها الأربعة معاً والاجتماع بهم ولو من خلف زجاج عازل، محروم الأخ أن يلتقي أخاه الذي يقبع معه في ذات السجن دون أن يراه، محرومة العائلة أن تبقى عائلة ولو لنصف ساعة من زمن منقوص ومحبوس.