مارك أوين جونز: رابع شاب بحريني مطلوب يقتل هذا العام خلال محاولة اعتقاله… واتهامات بجريمة قتل مدبّرة
مارك أوين جونز - مدونة مارك أوين جونز - 2017-02-26 - 4:16 ص
ترجمة مرآة البحرين
صباح أمس، توفي عبد الله العجوز البالغ من العمر 22 عامًا في النّويدرات. وذكرت وزارة الدّاخلية أنّه سقط عندما كان يحاول الفرار من مكان اعتقاله. اعتُقِل عبد الله في العام 2013 وحُكِم عليه بالسّجن مدى الحياة بعد اتّهامه بتورطه في أنشطة إرهابية بما في ذلك إصابة ثلاثة عناصر شرطة. هرب من سجن الحوض الجاف في العام 2016. وكعادتها، لم تشعر وزارة الدّاخلية بضرورة إعطاء الكثير من التّفاصيل، تاركة للناس التكهن بشأن السبب الفعلي لموت عبد الله.
من الضّروري الإشارة إلى أن عبد الله هو السّجين الهارب الرّابع الذي يلقى مصرعه بعد مواجهة مع وزارة الدّاخلية. وبحسب ما زُعِم فإن السّجناء الثّلاثة الآخرين قُتلوا في البحر في ظروف مثيرة للريبة. وكما يعرف الكثير من البحرينيين، من المهم دائمًا التساؤل حول الرواية الرّسمية في البحرين، حيث إن وزارة الدّاخلية كانت قد كذبت سابقًا بشأن التّعذيب الممنهج. لا يهدف هذا المقال للقول إن وزارة الدّاخلية لا تقول الحقيقة، لكن ليس هناك أدلة كافية تشير إلى تغير في ثقافة الشّرطة والثّقافة السّياسية. لذلك، فمن الشذوذ عدم مساءلة الرّواية الرّسمية (إلا إذا كنتم طبعا، مثل الترولز على حسابي في تويتر، تُسَرون لموت النّاس).
@marcowenjones 3 down, 7 to go
— جعفر جمال (@jlive691) February 21, 2017
ترجمة التغريدتين:
مارك أوين جونز: #الشهيد_عبدالله_العجوز ارقد بسلام
جعفر جمال: رحل ثلاثة، و 7 سيرحلون
وفاة عبد الله
التّقارير الأصلية قالت إن عبد الله أصيب بطلق ناري، مع وجود تسجيل ( لعمته/خالته) تقول فيه إنه يوجد آثار لأعيرة نارية في الرأس والصدر. وتبدو هذه القصة غير صحيحة إذ إن صور الجثة لم تظهر أي آثار لأعيرة نارية. غير أنّه، من خلال صور جسده، هناك إصابة واضحة على الرأس والجبهة من الجانب الأيمن.
Images showing 21YO martyr Abdulla AlAjooz's head wounds after he was fatally shot by #Bahrain govt forces#الشهيد_عبدالله_العجوز #النويدرات pic.twitter.com/q0HA5UnONx
— Printemps Arabe (@PrintempsArabeS) February 21, 2017
ترجمة التغريدة: صور تظهر الشهيد عبد الله العجوز مُصابًا بجروح في الرّأس بعد إصابته بطلقات مميتة من قبل قوات الحكومة البحرينية. #الشهيد_عبدالله_العجوز #النويدرات
الصور أدناه للمبنى تظهر أنّه سقط من مكان قليل الارتفاع نسبيًا. الضريح الذي على الأرض هو المكان الذي وُجِدت جثته فيه.
يمكن أن توحي الصور بأنه وقع على رأسه. غير أن البعض أشاروا إلى أن ارتفاع المكان منخفض نسبيًا (وهو بالتأكيد لا يتجاوز 10 أمتار)، وبدوا متفاجئين من طبيعة إصاباته الرضّية.
إبراهيم شريف، وهو شخصية سياسية بارزة في البحرين، شاهد الجثة قبل الدفن، وتساءل عن سبب سقوطه على رأسه، وليس على يديه أو رجليه.
(٣) من يسقط متعمدا يسقط على قدميه ويديه لا على رأسه. الاصابة الرئيسة خلف الرأس وعلى طرفه وتورم في العينين. انتفاخ في المعصم واصابات اخرى..
— Ebrahim Sharif (@ebrahimsharif) February 21, 2017
وفي التّغريدة التّالية، أشار شريف أيضًا إلى أن محاولة الهروب أمر غير اعتيادي في حال كان المنزل محاصرًا.
(٣) من يسقط متعمدا يسقط على قدميه ويديه لا على رأسه. الاصابة الرئيسة خلف الرأس وعلى طرفه وتورم في العينين. انتفاخ في المعصم واصابات اخرى..
— Ebrahim Sharif (@ebrahimsharif) February 21, 2017
غير أن السقوط من علو طابقين، أو من أقل من مترين، ريما بشكل مفاجئ، يؤدي غالبًا إلى إصابات في الرأس. وفقًا لإحدى الدراسات، فإن السّقوط من مستويات أقل من 10 أمتار تؤدي غالبًا إلى إصابات بالغة في الرّأس.
"الإصابات الشّديدة في الرّأس حصلت غالبًا نتيجة للسّقوط من ارتفاعات أقل من 10 أمتار وأكثر من 25 مترًا، بينما في المجموعة التي سقطت من ارتفاع بين 10 إلى 25 مترًا، كان هناك عدة إصابات في الرّأس ونادرًا ما كانت سببًا للوفاة. هذه النّتيجة تشير إلى أن وضعية السّقوط قد تتغير أثناءه، ووضعية الهبوط تكون غالبًا على الرّأس من الأماكن الأقل ارتفاعًا".
بالتّالي، من الممكن أن يؤدي سقوط عرَضي إلى إصابات من هذا النّوع في الرّأس. التّجويف في الجمجمة قد يدل على أنه سقط عليها، وفي السّقوط، تكون الإصابات عادة بتأثير مستو، أي محصورة على مستوى واحد من الجسم. الإصابات في المعصم هي عادة أمر شائع أيضًا.
هذا بالطبع، لا يجعلنا نسقط الاتهامات بأن عبد الله قد دُفِع، أو قُتِل مسبقًا وأُلقِي من الحافة. علاوة على ذلك، إذا كان يهم بالفرار، فإن الاحتمالات تقل في أن يكون قد سقط صدفة (بشكل عرَضي) ووجهه إلى الأمام ضمن مسار تحركه، الأمر الذي كان سيؤدي إلى مسار مختلف للسقوط - مسار كان سيستطيع فيه ربما تصحيح وضعية وقوعه وعدم السقوط على رأسه.
في الواقع، أثيرت اتهامات مماثلة سابقًا بأن شابا رُمي عن مبنى من قبل الشرطة في البحرين. مسافة ابتعاد الجثة عن المبنى غير مقطوع بها ربما، حيث إنّ معظم الأجساد التي تسقط من ارتفاع بين 5 و 10 أمتار تحط على بعد متر أو مترين عن المبنى. مع ذلك، إن كان يفر، وقفز، يجب أن تتوقعوا أن تكون المسافة أكبر من متر أو مترين (إلا إن كان سقوطًا مسيطرًا عليه، وفي هذه الحالة ستتوقع أن تحط على قدميك، وليس على رأسك). وليس من الواضح أيضًا في رواية وزارة الدّاخلية أين كان أفرادها أثناء عملية "الهروب". هل كانوا يطاردونه على السّطح؟ إن قالوا إنه وقع، فعلى الأرجح أنّهم شاهدوا ما حدث، أو أنهم يزعمون أنهم يعرفون ما حدث؟ سُمِع صوت طائرة هليكوبتر، هل هناك تصوير يظهر ما حدث؟ هل هناك أي دليل للإشارة إلى مطاردة أو نزاع على السّطح، دم، ... إلخ؟
سبب الوفاة
ليس من الواضح أيضًا نوع التشريح الذي يتم إجراؤه في البحرين. القوات الأمنية ضغطت على العائلة لإجراء الدّفن في أسرع وقت ممكن، أي فقط خلال 24 ساعة من وقت الوفاة التقريبي (التي حصلت في وقت مبكر من يوم الإثنين 20 فبراير/شباط). وتحديد ما إذا كان قد دُفِع أمر صعب، على الرّغم من أن بعض الدلائل على جريمة قتل وليس حادثا، قد تتضمن علامات حديثة على إمساكه من أعلى باطن الذراع العلوي، وفقًا للدراسة المذكورة لاحقا (الأمر الذي يدل على أنّه قد دُفِع). هل نظر أولئك الذين فحصوا الجثة إلى هذه الآثار؟ ليس من الواضح ما إذا تم أخذ هذا بعين الاعتبار في التّشريح. وفقًا لدراسة عن البحرين، "تفاقمت هذه المشكلة بسبب واقع مفاده أنّ عمليات التّشريح لا تُمارس في البلاد إلا في حال الاشتباه بوقوع جريمة". والاشتباه بالجريمة هو أمر تمليه وزارة الدّاخلية البحرينية، التي تُصَرح بشكل واضح أن المشتبه به وقع، عندها علينا التّساؤل ما إذا كان يمكن التّأثير على استقلالية الطبيب الشرعي. وفاة يوسف موالي تظهر أهمية التّقارير المستقلة للتّشريح.
"قالت الشرطة إنها وجدت جثة موالي تطفو على وجه الماء في 13 يناير/كانون الثاني في منطقة أمواج، ليس بعيدًا عن منزل أسرته في المحرق. وأفاد طبيب تابع للدّولة أن الغرق كان سبب الوفاة، مستبعدًا وجود أي علامات على العنف. مع ذلك، حصلت قناة الجزيرة بشكل حصري على تقرير من عملية تشريح ثانية، أجراها طبيب شرعي مستقل، أفاد بأن موالي تعرض للتّعذيب بالكهرباء، وكان فاقدًا للوعي عند إغراقه".
شهادات الوفاة تُظهر أيضًا الكثير من النّتائج الخاطئة، وفقًا لدراسة في العام 2010 في البحرين. في العام 2015، قال المدعي العام إنّ شهادات الوفاة أفادت فقط عن السبب الفسيولوجي للوفاة (كما في حالة أحمد اسماعيل). مع ذلك، وفي القضايا الأخيرة للقتلى الثلاثة في البحر، تم فقط تحديد السبب المباشر (الإصابة بأعيرة نارية). وهكذا يبدو أنه هناك تضارب قوي في تحديد ما الذي كان السبب المباشر للوفاة. وبالتّالي، فإن شهادة الوفاة لن تكون مفيدة بالضّرورة.
مهما كان ما حدث، فإنه من غير العادي بالتأكيد أن تنجم وفاة أخرى عن مواجهة وزارة الدّاخلية البحرينية مع هارب آخر، وهي الوفاة الثامنة. في كلا الحالتين، هناك أسئلة مهمة يجب طرحها بشأن طبيعة التّشريح، والأحداث التي حصلت في جنح الظّلام، في وقت تشعر فيه الحكومة بوضوح أنّها قادرة على النّجاة بجريمة قتل أو بعملية قتل خارج نطاق القانون.
- 2024-08-19"تعذيب نفسي" للمعتقلين في سجن جو
- 2024-07-07علي الحاجي في إطلالة داخلية على قوانين إصلاح السجون في البحرين: 10 أعوام من الفشل في التنفيذ
- 2024-07-02الوداعي يحصل على الجنسية البريطانية بعد أن هدّد باتخاذ إجراءات قانونية
- 2024-06-21وزارة الخارجية تمنع الجنسية البريطانية عن ناشط بحريني بارز
- 2024-03-28السلطات البحرينية تعتقل ناشطًا معارضًا على خلفية انتقاده ملكية البحرين لماكلارين