إلى جهاد في «رواية جو»: أتمنى لو كان ذاك الإسفلت الذي توسّدته قلبي كي يضمّك ويحميك!
الكاتب: مجهول - 2016-12-22 - 11:29 م
"يمَّه الوطَن ماعَاد إلي واحَة أمَان ودِّي أضمّج وارتوي بلمسة حنان".. استذكرت هذه الكلمات من أنشودة تصف حال شباب البحرين وشابّاتها، وذلك بعد أن أبحرت في سطور «رواية جو» التي جرّدت كل من فيها من إحساس الأمان في وطن يحمل نشيده شعار: بلد الأمان!
قد بدأت بفوضى وألم وانتهت بانتهاكات وأمل! قاسى فيها جهاد الرّاوي السّجين المعذّب البطل شتّى أنواع العذابات الجسدية والنّفسية.
في «جو» تتجرّد الإنسانية من أجساد الوحوش، وتكشّر عن أنيابها ذئاب النظام لتنهش من لحوم الأبطال وتستبيح سفك دمائهم وصبغ أراضي المعتقل بها. ما حدث في تلك المساحة الصغيرة كان ضخما، وما لم يُروى، تجده بين سطور الرواية، في أعماق كل كلمة خطّها جهاد كي يصل بوجعه ولو القليل إلينا.
وجدتني سجينة، مكبّلة، أتعذّب بعذاباتهم، ولكنّي في نفس الوقت مقيّدة الأيدي من حالهم، لا أستطيع سوى التفرّج وانتظار الأفظع كي يروى من لسان جهاد.
جهاد أبي، أخي، زوجي، وطفلي.. كلّ ثكلى تقرأ هذه الرّواية ستجد جهاد في محبّها المكبّل في «جو» وعلى الأخص من كان هناك في ١٠ مارس.
بنظرة الأم التي يعتصر قلبها لـ لقياك، أتمنّى لو كانت ضلوع صدري هي المتكسّرة تحت أحذية الظلمة في ذاك الممر الموحش الذي انتهكوا عظام جسدك فيه. أتمنى لو كان ذاك الإسفلت الذي توسّدته قلبي كي يضمّك ويحميك من برد ولو لوهلة، وتلك الخيمة التي ضمّتك تمنّيتها حضني أخبؤك فيه ولا تعود ترى ظلم الوحش، ليتكـ في رحِمِي بقيت ولم تخرج، ما كدّر صفْو قلبك ظلمهم، ولا آلم جسدك ضرب سياطهم.
كتب في بدايتها أنّه سيرويها بطابع حقوقي ولكنّي وجدتها أعمق من أي رواية درامية قرأتها، فهي تحمل في طيّاتها الكثير من المشاعر ومعاناة اللحظات. لقد أجادت أن تصل إلى أعماق أرواحنا وتبثّ فيها الألم المؤمّل بخلاصٍ قريب.
جهاد، حفظك الله ورعاك أينما كانت خطاك، وأسبل فضله في حمايتك، وجعلك من الفائزين المنتصرين في دنياك وآخرتك.
ودام خطّك وقلمك حبلٌ يلفّ حول أعناق كلّ ظالم، أراد بمكره خداع الناس بوجه البراءة و الإنسانية.
شكراً يا جهاد ..
أمّكـ/أختكـ/زوجتكـ «الصَّابرة»