أوبن ديموكراسي: البحرين تعتمد "الدبلوماسية الرياضية" لصرف نظر العالم عن انتهاكات حقوق الإنسان

2016-09-29 - 6:45 م

مرآة البحرين - خاص: نشر موقع أوبن ديموكراسي  مقالًا أشار فيه إلى "الدبلوماسية الرّياضية" التي تعتمدها البحرين لصرف النّظر عن انتهاكها لحقوق الإنسان.

وذكر الموقع إن بطولة BRAVE  لفنون القتال المختلطة في مدينة خليفة الرّياضية في مدينة عيسى "تمثل محاولة من قبل المملكة لتصبح لاعبًا مهمًا في العالم في فنون القتال المختلطة" وإنها تمثل أيضًا "محاولة في الدّبلوماسية الرّياضية لصرف أنظار الجهات الدّولية عن الانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان".

وقال الموقع إنه "حين تستضيف البحرين الحدث المقبل في الفنون القتالية أو سباق الفورمولا 1، تذكروا قدراتها في القمع والمدى الواسع الذي ذهبت إليه لحماية مصالح النظام".

وأشار الموقع إلى أنه "على مدى الأشهر الماضية، كان الأمير خالد بن حمد آل خليفة، الذي أسس الفريق، يدعمه، وحتى يتنافس كهاو هو نفسه"، غير أنه "على الرّغم من رؤيته الإيجابية لهذه الرّياضة، فقد أثيرت أسئلة حول الانتهاكات المروعة لحقوق الإنسان في البحرين، وكيفية تقاطع السّياسات المحلية مع اهتمامهم بالرّياضة" مشيرًا إلى أنه "من الواضح أن البحرين تواصل الإفادة من الآثار الثّقافية للرّياضة في سياستها الدّاخلية وعلاقاتها الدّولية"، وأنها "تستخدم أيضًا بشكل مثير للجدل الرّياضة كأداة للإلهاء عن خمسة أعوام من التّوتر والاضطراب".

وقال الموقع إن "رؤية الشّيخ خالد بن حمد آل خليفة للفنون القتالية حظيت باهتمام الغرب". ومع ذلك، "شكلت إلهاء عن التوترات المستمرة وانتهاكات حقوق الإنسان الظاهرة في المملكة البحرينية المنقسمة بشكل واضح"، مشيرًا إلى أنه "بإمكان الأحداث الرياضية الناجحة فقط تعزيز العلاقات الدولية، في حين إن الحاجة إلى إخفاء طبيعتهم الحقيقية محدودة".

ولفت الموقع إلى "انغماس الأمير ناصر أيضًا في الرّياضة"، ذاكرًا أدواره المتعددة في هذا المجال وآخرها إطلاق فريق البحرين لسباق الدّراجات. وأشار إلى أنه "على الرّغم من محاولته زيادة احترام الدولة البحرينية من  خلال نجاحه في عالم الرّياضة، غير أنه أثيرت عدة ادعاءات ضده في أعقاب انتفاضة الربيع العربي في العام 2011".

وقال الموقع إن "في حين استطاع الأمير ناصر الاختفاء عن أنظار العلن في أعقاب الألعاب الأولمبية، فإن الإعلان عن فريق البحرين لسباق الدراجات، الذي حصل على ميزانية تتراوح بين 11.5 و13.7 مليون جنيه استرليني، أعاد إحياء الماضي"، وادعى مركز البحرين للحقوق والدّيمقراطية أنها "كانت مجرد محاولة من قبل الأمير لتبييض ماضيه".

وذكر براين كوكسون، رئيس اتحاد الدراجين الدوليين، القراء كيف استغل الأمير ناصر مركزه كرئيس لعدة مؤسسات رياضية لسحق الرياضيين الذين شاركوا في الانتفاضة الشّعبية.

وقال كوكسون إن "الأمير ناصر كان على رأس تدابير عقابية ضد الرياضيين. وفي المجمل، تم وقف حوالي 120 رياضيًا وموظفًا في النّوادي في رياضات كرة القدم وكرة السلة وكرة اليد والكرة الطائرة وبناء الأجسام والسنوكر، بمن في ذلك 27 عضوًا في فرق رياضية وطنية. وتم اعتقال 22 من بينهم على الأقل بين أبريل/نيسان ويونيو/حزيران 2011، مع ادعاء البعض بأنهم تعرضوا للتّعذيب".

وقال موقع أوبن ديموكراسي إنه "في حين قد تستمر مشاركة الأمير ناصر في الرّياضة، فإن مساره يذكر كيف تسيطر الحكومات على الرياضات وتتلاعب بالرّياضيين من أجل الربح السياسي والتأثير الاجتماعي"، لافتًا إلى أن "تأثيره على الرّياضة ساعد في الحد من تأثير اللاعبين المحليين في انتفاضة العام 2011"، وأن "أخاه الأصغر، الأمير خالد سيستخدم الآن الرياضة لإلهاء المجتمع الدولي عن الصراعات المستمرة في البحرين".

وأشار الموقع إلى أنه "على الرّغم من السمعة المتضررة للبحرين والموقف المنقسم في الساحة الدولية، سيجري أمير ويلز ودوقة كورنويل زيارة رسمية إلى الدولة الشرق أوسطية" لافتًا إلى أن "هذا التأييد المستغرب يعطي انطباعًا بأن انتهاكات البحرين لا تثير قلق المملكة المتحدة"، ولذلك، "ليس مفاجئًا  أن تواصل الأسرة المالكة في البحرين زيادة ظهورها من خلال الرياضة".

ورأى أنه "كما في كل نظام استبدادي، لا تستخدم الرياضات في البحرين فقط لأهداف ترفيهية، ولكن لتحقيق مكاسب سياسة وكآلية لتشويه الحقيقة وتقديم صورة مفبركة عن السلام والازدهار أمام المجتمع الدولي"، لافتًا إلى أن "البحرين كانت في واجهة تكتيك الدبلوماسية الرياضية هذا على مدى عدة سنوات. وشمل ذلك جهودها في سباق الفورمولا 1 والألعاب الأولمبية،  وأخيرًا، فريق البحرين لسباق الدراجات".

وقال موقع أوبن ديموكراسي إنّه "حين استضافت البحرين حدث الفورمولا 1 للمرة الأولى، شكل ذلك محاولة لتحويل صورتها من جزيرة غير معروفة نسبيًا إلى وجهة للسياح ومحبي الرياضة. وقد ساعد ذلك على تعزيز اقتصادها واستُخدِم لاحقًا لإلهاء المواطنين عن الانتفاضة الشّعبية في العام 2011"، لافتًا إلى أنّه "وصل الأمر بالبحرين إلى تقديم جوازات سفر لرياضيين من جامايكا ودول أخرى في محاولة لتعزيز سجلها في الألعاب الأولمبية" إذ إن "اهتمامهم بالحصول على ميداليات ذهبية يترافق جنبًا إلى جنب مع احتياجهم لهيبة الدويلة".

وكانت الحكومة البحرينية قد استغلت الرياضة أيضًا كأداة لعرقلة السكان وإخماد الاحتجاجات، وتم تعليق الفرق والأحداث الرياضية خلال انتفاضة العام 2011، وكان يُنظر إليها كتهديد للمملكة لأنها "تسمح للفرق بالتجمع ومناقشة المخاوف المستمرة". وبدلًا من ذلك، تم حض الرياضيين على أن يصبحوا أدوات للدعاية الإعلامية للدفاع عن النظام الملكي ووجوده.

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus