الحاكم العسكري وذاكرة القرصنة: حمد بن عيسى يستعرض "نياشين" قبيلته
2016-02-04 - 3:18 ص
مرآة البحرين (خاص): ليس مستبعدا أن يلقى هذا التوصيف (الحاكم العسكري) استحسان حمد بن عيسى آل خليفة، فالملك الذي يبرع في قمع السكان الأصليين بكل قسوة، يعتبر نفسه وريث الغزو الذي شنهُ جدّهُ أحمد بن محمد آل خليفة على الجزيرة قبل أكثر من 200 عام.
ولكن، يُفترض تذكيره أنه لا يزال محاصرا بجرائمه التي ارتكبها، وأن بزّته العسكرية التي بات يحرص على الظهور بها لا تعكس إلا ذاكرة القرصنة، ومحاولاته البائسة لتخويف معارضيه من أن الخيار الأمني والعسكري ضد المطالب الدستورية لا زال هو المطروح بعد 5 سنوات من ثورة 14 فبراير/ شباط 2011.
فمذ أن ظهر الحاكم بزي الجيش؛ ليعطيه الضوء الأخضر لمجزرة الخميس الدامي (17 فبراير/ شباط 2011) وهو يُكثر من لبس البِدل العسكرية، وكان آخرها في معرض الطيران الذي أقيم أواخر الشهر الماضي، حيث خرج علينا ببدلة زرقاء قاتمة حتى لاستقبال وفود رسمية. ولن تكن تلك المرة الأخيرة، إذ من المتوقع أن يستعرض "نياشينه" التي تمثل ربما عدد غزوات قبيلته وهي تبحث عن موطن لها، غدا الخميس بمناسبة عيد الجيش المستورد.
حليف بريطانيا وأداة السعودية لم يعد بإمكانه أن يسوّق نفسه على أنه حاكم مدني يحظى بقبول شعبي، كما ناور قبل نحو 16 عاما من الآن، عندما أطلق مبادرة ميثاق العمل الوطني. لقد فقد قبوله الدولي وقدرته على المناورة بعد أن رهن خياراته السياسية للسعودية التي شهد عامها الأول من حكم سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أكثر القرارات السياسية والعسكرية والاقتصادية كارثية على الإطلاق.
وعلى الرغم من قبول تحالف دولي انضمامه إلى لمحاربة تنظيم داعش، يبدو أن توجهات الملك الموتور طائفيا تجاه السكان الأصليين من الشيعة، تجعل من قواته الأمنية أكثر وحشية ضدهم، كما تغّذي المتعاطفين مع التنظيم الإرهابي، حتى صارت حالة الانقسام الطائفي في البلاد مادة ثرية للتقارير والدراسات الدولية والإعلام العالمي الذي يستمر في انتقاد سياساته الطائفية.
يجد الحاكم العسكري، اليوم، في إرث الغزو شرعيته الوحيدة، لذلك فإنه دائم الحنين إلى سيف قبيلته، ودائم الحنين إلى أيام الاستعمار الذي كان يمنحه نوعا من الطمأنينة تجاه شبح غالبية السكان الذي لا ينتمي إليهم، وهذا ما يفسر بناءه قاعدة عسكرية بحريّة للبريطانيين، لتأمين حاجته الدائمة لهم، علاوة على حاجته إلى أن يحيط به أكبر عدد من المرتزقة.
ولكن شعور الحاكم الخائف بالأمان، شعور زائف، فهو يعرف جيدا أنه فقد نتيجة استجلاب آلاف المرتزقة والجيوش الأجنبية استقلاله السياسي والاقتصادي تماما. هو اليوم تحت سلطات الممولين والداعمين لا تحت سلطته، وليس أقرب إلى النهاية من حاكمٍ يعتمد في كل شيء على الآخرين.