النظام البحريني يطلب مساعدة "إسرائيلية" لتبييض سمعته في الغرب: اتفاق تعاون مع "ميمري"!
2015-10-04 - 1:48 م
مرآة البحرين (خاص): فضيحة من باب فضيحة. كانت السياسة عبر سنوات خمس أن يواجه النظام كل الحملات الإعلامية الضخمة التي عرّت فضائحه، وأثرت على مواقف الدول الغربية منه، ولكن الفضيحة، لا تولّد سوى الفضائح.
هذه المرّة، يرتمي النظام البحريني في حضن إسرائيل، علنا ودون مواربة.
ليست بروبغندا، ولا إشاعات، بل أخبار مؤكّدة، نقلتها وكالة أنباء البحرين "بنا"، والصحف البحرينية، ومواقع إخبارية عالمية: النظام سيعمل مع معهد "ميمري"، أي مع: إيهود باراك (الرئيس الإسرائيلي الأسبق، ووزير الدفاع السابق، أحد أعضاء مجلس المستشارين في المعهد)، و"ييغال كارمون"، مؤسس ورئيس المعهد، المستشار السابق للرئيسيين الإسرائيليين إسحاق شامير وإسحاق رابين، وعقيد سابق في المخابرات الإسرائيلية.
موقع "ميدل إيست آي" وموقع "الباب"، وموقع البوّابة، نشروا مقالات قالوا فيها باستغراب إن مجموعات مدعومة من النظام البحريني، تسعى للحصول على مساعدة إسرائيلية لتبييض سمعة البحرين أمام المجتمع الدّولي، وتلميع صورتها.
الصّحافي ألكس ماكدونالد قال على موقع ميدل إيست آي إنّ حملة "هذه هي البحرين"، وهي وفد مؤلف من 200 عضو يزورون أمريكا حاليًا، وقّعت مذكرة تفاهم مع معهد الأبحاث الإعلامية للشرق الأوسط (المعروف اختصارا بـ "ميمري")، واصفا إياه بـ"المثير للجدل".
وصرّحت الحملة بأن "الاتفاق وُضِع لتحسين صورة البلاد في الخارج"، التي ينظر إليها كمنطقة معروفة بانتهاكات حقوق الإنسان.
وأشار الصحافي إلى أن بيتسي ماتيسون، الأمين العام لاتحاد جمعيات المغتربين في البحرين (وهي منظمة مدعومة من النّظام في البحرين تشرف على هذه الحملة) قالت إنّهم "يستعدون للعمل بشكل وثيق لتغيير الصّورة السّلبية لدى الإعلام عن الوضع في البحريني" على حد قولها.
ونقل الموقع تصريح ماتيسون من موقع صحيفة "غلف ديلي نيوز" البحرينـية، الناطقة باللغة الإنجليزية.
ماتيسون قالت إن "حملة "هذه هي البحرين" تسعى للعمل بشكل وثيق مع معهد "ميمري" الذي وصفته بأنه "يقوم بعمل مذهل على جبهات عدة".
إلا أن ألبرتو فرنانديز، نائب المدير في "ممري"، اتّصل بموقع ميدل إيست آي لينفي هذه التّقارير، قائلًا إن "ميمري لم تُوقع، ولا تنوي التّوقيع على أي مذكرة تفاهم مع البحرين أو مع ما يفترض أنها منظمات بحرينية غير حكومية".
موقع البوابة، المختص بأخبار الشرق الأوسط، كان أول الوسائل الإعلامية التي نقلت هذا الخبر، لكنّه أزال لاحقا فقرات من تقريره، قائلا إن ما ورد فيها "كان خطأ"، نقلا عن المصدر، وإنّه "لم يتم توقيع أي مذكرة تفاهم".
الغريب أن النفي جاء فقط من طرف المعهد الإسرائيلي، في حين لا يزال الخبر على موقع وكالة أنباء البحرين، وموقع صحيفة غولف ديلي نيوز GDN، وصحيفة الوطن، يؤكّد أن مذكرة تفاهم قد وقّعت بين الطرفين.
الصّحافي براين ويتاكر، المعروف بمتابعته نشاط المعهد، قال في مقال إنّه "ليس من الواضح ما إذا كان اتحاد جمعيات المغتربين في البحرين يدرك علاقة ميمري مع إسرائيل".
هذه هي البحرين!
يقود اتحاد "جمعيات المغتربين في البحرين" ما يسمى بحملة "هذه هي البحرين"، التي جابت عددا من عواصم الدول الكبرى، للتعريف بما سمّته حالة التسامح والحضارية التي تعيشها البحرين، بين مختلف أتباع الديانات، ولمناقضة الحقائق التي يعكسها الإعلام والمنظّمات الغربية عن البحرين - بوصفها بلد التعذيب والاضطهاد - وذلك تحت عنوان "إظهار الصورة الحقيقية للبلد وتصحيح المعلومات المغلوطة عن المملكة"، وهي الأسطوانة المشروخة، التي تكرّرها أجهزة ووكلاء النظام منذ 5 سنوات دون طائل.
مجموعة من المغتربين يروّجون للبحرين! |
تقود هذه الحملة بيتسي ماتيسون، وهي سيدة بريطانية تقيم في البحرين، ويشارك فيها مسئولون وشخصيات دينية وسياسية واجتماعية، من بينها الشيخ صلاح الجودر، الشيخ محسن العصفور، عبد الله المقابي، مؤنس المردي، وآخرون.
ما تريد أن تقوله الحكومة من خلال هذا الوفد، هو أن هؤلاء هم البحرينيون (أغلبهم أقلّيات صغيرة جدا من ديانات متعدّدة، بعضهم منح الجنسية حديثا، والبعض الآخر مسئولون حكوميون وموالون للنظام من الطائفتين).
الصحافي جون لوك وصف منظمي الحدث بأنهم "بريطانيون مغتربون في البحرين، وقد حصل معظمهم على الجنسية البحرينية بعد تقديم ولائهم للنظام".
عبر هذه البلبلة، يريد النظام أن يقول إن البحرين لا تضطّهد الشيعة كما يشاع، بل تشهد تعايشا صلبا بين مختلف المذاهب والديانات تحت رعاية الملك، وأن أجواء "الحرّية الدينية"، هي ما يسود في البلاد، حتى ولو قال بسيوني أن السلطات هدمت 38 مسجدا شيعيا دفعة واحدة، في العام 2011!
صلاح الجودر ومن ورائه لوحة "ميمري"!
بعد انتشار مقاطع فيديو تظهر المشاركين فيها (بعضهم رجال دين) في حفلات راقصة وفنادق ومطاعم وغيرها، أثارت الحملة الكثير من السخرية، وهوجمت حتى من تيارات الموالاة في البحرين.
وبعد حفلات الرقص والغناء، يقف الشيخ صلاح الجودر وجوقته "الدينية المختلطة"، ليلتقطوا صورة ومن خلفهم لوحة معهد "ميمري"، المعروف على مستوى العالم بعدائه للمسلمين والعرب، في منظر مضحك ومخجل لا يعكس سوى أرفع درجات الجهل بما تقودهم إليه السيدة البريطانية، لإرضاء "ولي الأمر".
فعاليات سياحية مترفة هدفها تنظيف سجل البحرين الحقوقي الفاضح، تحوّلت هي إلى فضيحة، بلغ مداها توقيع اتّفاق تعاون مع منظّمة صهيونية عريقة، هدفها الرئيس تشويه صورة العرب والمسلمين في الولايات المتحدة، والغرب، ومن يتّهمما بذلك هم الغربيون أنفسهم، وليس العرب.
من لندن إلى واشنطن: سياحة الوفد الملكي
بدأت الحملة في مايو/ أيار 2014، بمعرض تحت نفس الاسم أقيم في العاصمة البريطانية لندن، وكان من المؤمّل أن يكون المتحدّث الرئيس فيه نجل الملكة البريطانية الأمير أندرو، قبل أن تصفه الإندبندنت بـ"الدوق المهرّج"، وقبل أن تضغط عليه المنظّمات الدولية، لينسحب من رعاية هذا العرض الترويجي، الذي شهد أيضا احتجاج معارضين على بوّابة القاعة التي أقيم بها.
انتقلت الحملة في أكتوبر/ تشرين الأول 2014 إلى برلين، ثم عقدت جولة أخرى في بداية العام الجاري في العاصمة البلجيكية بروكسل، وبدأت تتحدث عن "الجوانب الاقتصادية والاستثمارية في البحرين"، وبلغ عدد المشاركين في وفد الحملة 150 شخصا.
أقيمت النسخة الرابعة من الحدث (الذي يشمل في العادة مؤتمرا، ومعرضا، وزيارات متنوّعة)، في العاصمة الفرنسية باريس في يونيو/ حزيران 2015.
في سبتمبر/ أيلول الماضي وصلت الحملة إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، ليكشف عن فضيحتها الأحدث، بعقد اتفاق مع منظّمة "ميمري" الصهيونية، لإكمال مهمة التزوير والتحريف. شارك في الوفد هذه المرة 200 شخص، يسلطون الضوء على ما سمّوه "إنجازات البحرين الحضارية والتنموية والديمقراطية"!
في التقرير القادم... من يموّل السيّدة البريطانية وحملتها؟