» تقارير
ليلة القبض على 9 من شباب الدير: هل هو عمل استخباري؟
2011-12-20 - 8:49 ص
شاب من الدير يلوح بالعلم في إحدى التظاهرات شبة اليومية بالقرية
مرآة البحرين (خاص): ليلة مفزعة عاشها أهالي منطقة الدير مساء يوم أمس الأحد. فجأة تدفقت دوريات الأمن عبر الأزقة الضيقة التي كانت تغرق في صمت مهيب، لتستقر في النهاية عند أحدها، حيث كان يغطس في الظلام. بدا أنها أتت قاصدة إياه من دون سواه. قدر شهود عيان من القرية العدد بنحو 30 دورية. عم الصمت في أرجاء الحي، لكن من قريب جداً عم صوت آخر مفزع، صوت تحطيم أبواب منزل بعينه، إضافة إلى البرقيات اللاسلكية.
اعتقل عشرة شبان بالتمام، كانوا يتواجدون فيهم، وهم كما تبين لاحقاً: "حسين علي موسى، محمود علي موسى، مرتضى حسن علي المطوع، فاضل عباس عبد الرزاق، محمد علي عبد الرزاق، سيد حسين سيد هادي، حسن حسين العشيري، عباس علي حسن وعيسى عبدالله أحمد"، إضافة إلى أصحاب المنزل نفسه. كان الحدث جللاً على أهالي المنطقة التي تشهد بشكل يومي صدامات متكررة مع رجال الأمن، وضمن وضعية تكاد تكون فريدة فيه، خصوصاً لجهة بعدها جغرافيا عن قرى التحرك الشعبي في مناطق شارع البديع وسترة.
ثمة اعتقاد لدى الأهالي في منطقة الدير أن عملية الاعتقال التي نفذت لم تكن عبطية أو من قبيل الصدفة، وهم يؤكدون أنها "من فعل المخابرات". أحد الأهالي في البيوت المجاورة كشف ل"مرآة البحرين" أنه "سمع أحد رجال الأمن وهو يتحدث بصوت عال.. تم إخبارنا عن هذا المنزل، هذا المنزل مرصود".
وأضاف شاهد عيان آخر كان من بين من تظاهروا تلك الليلة واضطروا لدى مباغتة قوات الأمن للمنطقة، وانتشارها بشكل كثيف، إلى التخفي في أحد المنازل "استرعى انتباهنا هذه الليلة تحديداً وجود شباب لا نعرفهم في المسيرة التي كانت قد انتهت قبل ساعة من مداهمة البيت"، موضحاً "كان هناك على الأرجح 4 وجوه غريبة على شباب القرية في المسيرة لم يسبق لنا رؤيتها". لكنه شدد في الوقت نفسه "على أنهم ليسوا من أبناء القرية". وتابع في هذا السياق "نحن أهالي المنطقة نعرف بعضنا البعض" من دون أن يستبعد "أن يكونوا من قرى مجاورة".
شاهد عيان آخر كان من بين المتظاهرين، قال "إن ما جرى في غمضة عين كان أشبه بالكابوس، وأن كل من تم اعتقاله قد نال الضرب بشراسة". كما ذكر أنه شاهد الشرطة "تطرح المعتقلين على الأرض بعد تعصيبهم ومن ثم يباشرون ضربهم، مع التركيز جهة الرأس". ويتابع" لقد لذت بالفرار بصعوبة، وهناك من حمله الهلع على رمي نفسه من طابق ونصف وقد تكسرت عظامه".
حين ذهب أهالي المعتقلين إلى السؤال عن أبنائهم في مركزي شرطة "سماهيج" و"الحد" شاهدوا منظراً غريباً.فقد تم إغلاق الشارع المؤدي إلى المركزين القريب من مركز سماهيج بعدد من أجياب الشرطة، ونشر مدنيين يحملون سلاح الكلاشنكوف على الطريق لإرجاع المارة، لا سيما أهالي المعتقلين. وهو ما أدى إلى مشادات كلامية مع الشرطة وحالة من الهستيريا بين أهالي المعتقلين.
تقول قريبة أحد المعتقلين"لا أعرف معنى لهذه الفضاضة في التعامل معنا وكأننا يهود (...) ما نراه ونسمعه من قصص تعذيب ودهس وقتل يجعلنا نخشى على أبنائنا".
وتضيف "ما زاد من خوفنا أن من قاد عملية الاعتقال هو الضابط يوسف الملا بخيت المعروف بتزعمه عمليات التعذيب لمعتقلي الدير وسماهيج، ولسانه البذيء".