» تقارير
لتنفيذ توصيات "تقصي الحقائق".. السلطات البحرينية تقدم لكم: رقصة العاهرة الحامل!
2011-12-01 - 8:24 ص
مرآة البحرين (خاص):عقبة العبور الأولى نحو أي إصلاح هي حكومة خليفة بن سلمان، لذلك لا يرغب الملك بإزاحتها، عمه الأمير خليفة بن سلمان لا يعترف بنتائج تقرير لجنة تقصي الحقائق، أصدر أوامره لفرقته الإعلامية بمهاجمة التقرير، وبعدها سياسة الألاعيب والتشبيح إنها ما ستطلق عليه مرآة البحرين رقصة "العاهرة الحامل".
إعلامياً، ها هو رئيس تحرير أخبار الخليج أنور عبدالرحمن الذي تحظى شركة الهلال للمعارض التي يرأس هو مجلس ادارتها ويديرها مباشرة ابنه جبران برعاية خاصة من رئيس الوزراء. اكتب في غوغل شركة الهلال للمؤتمرت والمعارض واحسب عدد المعارض التي نظمتها الشركة وافتتحها رئيس الوزراء خلال الأعوام الماضية. ها هو يبدأ هجوماً مباشراً في صحيفته أخبار الخليج على تقرير تقصي الحقائق ونتائجه، الأمر المباشر لهذا الهجوم جاء من ديوان رئيس الوزراء.
يقول أنور عبدالرحمن في افتتاحية صحيفته "ان المرء لا يملك الا ان يتساءل إذا ما كان بسيوني وفريقه قد درسوا بالفعل بتمعن وعمق وموضوعية كل ما شهدته البحرين من احداث طوال هذه الاشهر، واذا كانت اللجنة لديها الجرأة لأن تتحدى الواقع الملموس وتتجاهل دور ايران وتتستر عليه، فكم من الحقائق والوقائع الاخرى عالجتها بسطحية او تجاهلتها؟"
لمعرفة ما يدور في عقل العائلة الحاكمة، تابعوا تصريحات رئيس الوزراء الأقدم في العالم خليفة بن سلمان الذي قد يدخل ضمن قائمة اليونسكو للتراث، برعاية الشيخة مي بنت محمد الخليفة.
دققوا، خليفة بن سلمان يقول في مقابلته الأخيرة مع صحيفة الرأي الكويتية، إن حكومته "ستلتزم التوجيهات الملكية السامية" التي وردت ضمن عرض تقرير لجنة تقصي الحقائق عن أحداث المملكة.
دققوا جيداً، هو لا يقول إن حكومته ستسلتزم بالتوصيات وستنفذها، بل يقول بتويجهات ابن اخيه الملك. هكذا ببساطة، التقرير ليس ملزما لابن سلمان ولا لابن عيسى بن سلمان، لعبة قديمة يتقنها آل خليفة، شراء الوقت، التمطيط، احتكار التأويل والتنفيذ. وفي النهاية لا تغيير!. هل يمكن القول لهم هذه المرة إنهم: يحلمون!
يكرر الأمير خليفة، حديثه عن (المؤامرة) و(اتخاذ البحرين جسراً لتمرير الفتن)، يتحدث عن (الجانب المتطرف والمدسوس) يؤكد على بقاء قوات درع الجزيرة التي أبطل تقرير تقصي الحقائق سبب وجودها عبر نفي أي تدخل إيراني في ثورة 14 فبراير. هذا هو خليفة بن سلمان وهذا النهج الذي يدعمه ملك البلاد الذي قرر منذ أول يوم أن يمشي على درب من سبقه في دول الربيع العربي.
أول ما فعله خليفة بن سلمان في اليوم التالي لصدور تقرير لجنة تقصي الحقائق هو الذهاب لوزارة الداخلية لدعم راشد بن عبدالله ورجاله وطمأنتهم أن: القمع مستمر.
في اليوم الذي يليه، بدأ الملك بممارسة الاعيبه، يرمي حباله الأولى: اللجنة الوطنية لتقديم مقتراحت تنفيذ توصيات لجنة التقصي. لقد نبهت (مرآة البحرين) في تقرير لها بما يجري في المرآب الخلفي للسلطة من اغتصاب للتقرير من قبل لجنة حكومية خالصة لتنفيذ توصيات لجنة التقصي، وهذه اللجنة هي النسخة الثانية من لجنة تعديل الدستور في 2001 بعد استفتاء الميثاق آنذاك.
في اليوم الذي يلي ذلك، يظهر الملك قليلاً من نواياه بترقية رئيس المخابرات أو ما يطلق عليه جهاز الأمن الوطني، الشيخ خليفة بن عبدالله رئيس المخابرات أصبح أمين عام مجلس الدافع الأعلى الذي هو مجلس دفاع العائلة الحاكمة، فكل أعضائه من آل خليفة وعددهم 13عضواً، بل إن الحارس الذي يقف خلف باب اجتماعات هذا المجلس هو شخص من آل خليفه، وهذه ليست مزحة بل معلومة.
أيضاً تمت ترقية الجلاد عادل بن خليفة الفاضل لرئاسة جهاز الأمن الوطني. لاحظوا أنها ترقيات يسوقها النظام للإعلام الدولي على أنها تغييرات كبيرة في الجهاز الأمني، بعدما كشف تقرير تقصي الحقائق الانتهاكات. إنها لعبة سدنة النظام وفراعنته الذين تهدلت جفونهم من التقدم في السن دون أن يؤمنوا يوماً بوعي الشعب، هل قال أحدهم: الشعب!.
على طرف اللعبة يعلن نائب رئيس مجلس الوزراء محمد بن مبارك وهو من آل خليفة بالطبع، عن البدء في عمليات تدريب لقوات الأمن، وعن بدء تنظيم إجراءت صندوق التعويض.
هل يمكن تجسيد هذا المشهد السياسي بلعب الحواة الذي غمز رئيس تحرير الوسط منصور الجمري له باستعارة صورة (السيرك)؟ بالطبع إنه مشهد يمكن تصنيفه سياسياً بأنه ترويج إعلامي لسلطة ديكتاتورية وحشية بحسب ما يوحي به تقرير لجنة تقضي الحقائق، ترويج سمج يعرض مشهداً بذيئاً، تتقدم فيه عاهرة حامل لاجتذاب رضا الزبائن، مشهد بشع تشمئز منه المشاعر الإنسانية.
هل يمكن الترويج لحكومة بهذا القبح واللإنسانية؟ إنها عاهرة حامل ترقص وتضاحك الزبائن حيث الرأي العام العالمي وحكوماته ومنظماته التي تعرف بحقيقة ما تحويه هذه الحكومة من قبح وسلوك غير إنساني.
خليفة بن سلمان لن يرحل، والمنطق الثوري والسياسي يقول إنه: لا بد من اقتلاعه وأن يعرف من يروجون لبقائه بدءاً من قيادات العائلة المتحكمة بمصير المواطنين البحرينيين لآخر شيخ صغير، أن يتذكروا مصير من ربطوا مصيرهم بزين العابدين بن علي، وحسني مبارك، والقذافي.
إن رفض العائلة الحاكمة لتقرير تقصي الحقائق لا يخفى على متابع، وأن خير معبر عن هذا الرفض هو خليفة بن سلمان.
عملية التضليل عبر زيادة سُمك المكياج لوجه حكومة، إدارتها الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية بهذا العهر القبيح وأكثر، لا يمكن له أن يجذب زبوناً واحداً في هذا العالم فضلاً عن المواطنين الذين يعرفون أن رحيل هذا الحكومة المستبدة، هو مجرد فتح عبور إلى طريق الإصلاح ليس إلا، وإلا هنا تعني أن السيل الشعبي الجارف الفعّال يفتح كل الطرق المغلقة!