ضغوطات قوية من أجل نبيل رجب... لكن لماذا لاتكفي لإطلاق سراحه؟
2015-04-26 - 2:36 ص
مرآة البحرين (خاص): عندما يتعلق الأمر بالحقوقي نبيل رجب فإن الأمور تختلف إلى حدٍّ ما. لقد راكم رأس مال رمزي تحوّل بموجبه إلى شخصيّة دولية مرموقة. فيما يتم النظر له من قبل كثير من نشطاء حقوق الإنسان في العالم كنموذج ملهم لقادة حقوق الإنسان البارزين الذين يعيشون مع الناس ومعهم أيضاً يدفعون الضريبة، كما لو كان مانديلا أو غاندي جديدا.
وبوسع من يلتقي مسئولي الهيئات الحقوقية التابعة إلى الأمم المتحدة في جنيف أو نيويورك أو العواصم الغربيّة الأخرى أن يلحظ الحجم الرمزي الذي يحتلّه في أوساطها والآخذ في الاتساع مع تزايد مستوى استهدافه من قبل سلطات بلاده والأخطار المحدقة به.
هل تعرف نبيل رجب؟ إن هذه هي بطاقة عبورك.
وتقول الناشطة الحقوقية فيوليت داغر "لقد بات رمزًا لصموده الأسطوري تجاه كل ما مورس بحقه من اضطهاد وتنكيل وإهانة للكرامة (...) إنه رمز للشعوب الحرة وهم - السلطات البحرينية - يعلمون ذلك".
غداة اعتقاله في 2 أبريل/ نيسان الجاري صرح المتحدث الرسمي باسم الخارجية الأمريكية جيف راتكه بأن "موقف الولايات المتحدة هو المطالبة بإسقاط التهم الموجهة لنبيل رجب في القضيتين التي يحاكم عليهما والإفراج عنه". في الوقت الذي أعلنت بعثة المملكة المتحدة في جنيف 17 أبريل/ نيسان 2015 بأنها "تتابع قضيته عن كثب".
واعتبر نائب رئيس البرلمان الأوروبي ستافروس لامبرينيديز بأن "الإجراءات بحق نبيل رجب تزيد من تهديد المصالحة الوطنية". أما مفوض الحكومة الألمانية لحقوق الإنسان والمساعدات الإنسانية كريستوف ستراسر فقد وجّه مناشدة طالب فيها بـ"إجراءات عادلة وشفافة بحقه".
إنها أمثلة حيّة على السمعة العالية التي يحظى بها وكمثال على ما صار يمثله. الحق إن كل ذلك صحيح إلى حدّ بعيد. لكنه ليس كافياً - للأسف - لإطلاق سراحه حين سيُعرض على النيابة العامة البحرينية الأحد 26 أبريل/ نيسان 2015 حيث من المتوقع تجديد حبسه أو إطلاق سراحه.
وتقول زوجته سمية رجب رداً على سؤال في هذا السياق "ليست لديّ توقعات البتّة".
لقد طوّرت الحكومة البحرينية نظام تأقلم مع الضغوطات والحملات الدوليّة التي تواجهها في القضايا الشبيهة. وهي تعتمد في ذلك إلى حدّ كبير وحاسم على الحائط الخليجي الذي يكسبها "مناعة جماعية" يشعرها أنها ليست وحيدة أمام الضغوطات.
كما تعتمد على "استخداماتها" للفوضى الحاصلة في الشرط الأوسط في شراء صمت بريطانيا والولايات المتحدة عن ممارساتها. ويقول مدير منظمة حقوق الإنسان أولاً، براين دولي "أصبحت ردة فعل واشنطن حيال القمع الذي تمارسه حليفتها العسكرية البحرين قابلة للتنبؤ، فالمملكة هي جزء من التحالف الذي يحارب داعش".
وعلى أية حال، يمكنك أن تسمع كلاماً جميلاً حول أوضاع حقوق الإنسان في البحرين من قبل المتحدثين باسم حكومة الولايات المتحدة. لكن ذلك لا يعني أي شيء على مستوى الوقائع التي تجري على الأرض. ولم تسفر أي من الحملات القوية أو المواقف الدولية التي رافقت اعتقال أو محاكمة قادة كبار كالحقوقي عبدالهادي الخواجة وأمين عام جمعية "الوفاق" الشيخ علي سلمان عن تغيير أي من السيناريوهات المرسومة لهما.
يواجه رجب مرّة أخرى إذن تهماً تتعلق بإبداء آراء على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" حيث تتهمه السلطات بـ"بث أخبار كاذبة في زمن الحرب".
الحقيقة أنه خلال الحرب على اليمن والتي شاركت فيها البحرين ضمن حلف من عشر دول تتصدرهم السعودية لم تتعدّ تعليقات رجب على صفحاته الشخصية غير المطالبة بوقف الحرب وتمنيات قلبيّة من قبيل اصطلاح الفرقاء المتخاصمين وأن يعم السلام اليمن.
لكنّ ذلك ليس مما يتلاقى مع هوى نظام الحكم في البحرين. فبالنسبة إلى نظام قرّر أن يشن حرباً خارجية استباقية من طرف واحد لم يشاور فيها أي أحد بما في ذلك تلك المؤسسات التمثيلية الصورية، فإن الخيار الوحيد المقنع هو: معنا أو ضدنا. لكن نبيل رجب ليس كذلك.