مرآة البحرين: قال كاتب العمود الصحافي بصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية نيك كريستوف إنه مستعد أن يمنح مساحة في زاويته على موقع الصحيفة للرئيس الأميركي باراك أوباما لو قرر الرد على رسالة رئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان رئيس نبيل رجب الموجهة له. 

وخاطب كريستوف أوباما على حسابه الرسمي في "تويتر" قائلاً "إن كنت تريد التعليق على رسالة نبيل رجب لك، فسأمنحك مساحة مساوية لرسالته على صفحتي".

Oh, and @BarackObama, if you want to reply to Nabeel Rajab's letter to you, I'll give you equal space on my blog http://t.co/k8lKl57lU8

— Nicholas Kristof (@NickKristof) April 10, 2015

وكان نبيل رجب قد نشر أمس (الجمعة) رسالة مفتوحة على صفحة الصحافي كريستوف في موقع "نيويورك تايمز" إلى الرئيس الأميركي أوباما دعاه فيها إلى "الدّفاع عن حق شعوب منطقة الخليج في حرية التّعبير عند لقائه بملوك الخليج" المقرر أن يعقد في مدينة "كامب ديفيد" مايو/ أيار المقبل.

ولقيت كلمات كريستوف تفاعلاً كبيراً من قبل متابعيه، فقد خاطبت الصحافية الأميركية سونيا تشوبرا الرئيس أوباما قائلة "سعادة الرئيس، أتمنى أن تقول شيئاً عنه وكذلك عن جميع النشطاء الذين يقاتلون من أجل الحقوق الأساسية في جميع أنحاء العالم".
فيما علق صاحب مدونة "The Biased Reporter" بأنه "مستعد أن يتبرع بكل مساحة المدونة لرد الرئيس الأمريكي".

وقال رجب في رسالته "عزيزي السّيد الرّئيس أوباما، أكتب إليكم من زنزانتي في سجن بحريني، ولم يكن يُفتَرَض بهذه الرّسالة تجاوز جدرانه".

وأضاف "على الرّغم من أني لم أدعُ يومًا إلى العنف أو إلى إيذاء أي كائن حي، قضيت 28 شهرًا من الأشهر الـ 36 الماضية في السّجن لقيامي بتصرفات تُعد جرائمًا فقط في بلد يضيق الخناق على حرية التّعبير ويُجَرّم التّجمع".

وتابع "لقد وثّقت استخدام حكومة بلادي للتّعذيب. ذكرت قضية سقوط ضحايا مدنيين في اليمن. وكان لديّ آراء مخالفة لرأي الملك. وانتقامًا مني، قد أمضي الأعوام العشرة المقبلة من حياتي في السّجن".

ومضى رجب في رسالته "في حين تعاقبني حكومة بلادي لمطالبتي بوضع حد لاعتدائها على الحقوق المدنية والسّياسية، تُعَرّض دول خليجية أخرى، وخاصة المملكة العربية السّعودية، المدافعين عن حقوق الإنسان لانتهاكات قاسية"، موضحاً "يتضح قمعها في جلد النّاشط من أجل حرية التّعبير رائف بدوي وحكم الإعدام بحق عالم الدّين والمدافع عن حقوق الإنسان نمر النّمر. لقد حكمت المحاكم السّعودية أيضًا على وليد أبو الخير، محامي رائف، بالسّجن 15 عامًا".

وقال "نحن، كمدافعين عن حقوق الإنسان، مستهدفون لتكلمنا باسم المُهَمّشين وحث النّاس على تولي زمام أمورهم؛ لكن حكوماتنا تفعل كلّ ما بوسعها لمنعنا من التّحرك وفقًا لأفضل المبادئ التي يمليها علينا ضميرنا".

وأضاف "الرّسالة التي وجهتموها الأسبوع الماضي إلى حلفائكم الخليجيين أرست الأساس لتغيير حقيقي. كلماتكم اعترفت ضمنيًا بما نفهمه نحن في المنطقة: يمكن للديمقراطية فقط تحقيق الاستقرار في الشّرق الأوسط. وفي حين قد تحتاج الدّيمقراطية إلى الوقت لتتحقق، لا يمكن للعملية أن تبدأ إلّا في حال حماية حقّنا في حرية التّعبير".

وتابع "حاليًا، تُفَرّق حكوماتنا بيننا على أسس دينية، مانعة إيّانا من تحدي التّطرف بشكل جماعي داخل مجتمعاتنا. كذلك يعاقب حكّامنا بقوة انتقادات الكارثة الإنسانية في اليمن. ولكن، نحن نطالب ببساطة، بمشاركة ديمقراطية أكبر في قضايانا الوطنية، وبالقدرة على التّعبير بحرية عن استيائنا من العنف والتّطرف"، على حد تعبيره.

وفيما شكر رجب إدارة أوباما لدعوتها بالإفراج عنه وزملائه، فقد حث الرئيس الأميركي "على الدّفاع عن حقنا في حرية التّعبير عند لقائكم بملوك الخليج، وعلى الدّعوة إلى: الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع السّجناء السّياسيين، إنهاء تجريم حرية الكلام وحرية التعبير، بما في ذلك أي قوانين ضد انتقاد المؤسسات الحكومية أو التّشهير بالملك، وقف جميع أعمال التّعذيب والانتقام في مراكز الاحتجاز في دول مجلس التّعاون الخليجي وحماية فضاء حر ومفتوح للمجتمع المدني، قادر على تعزيز الاستقرار والنّمو على المدى الطّويل في المنطقة".

وختم رسالته قائلاً إن "مواطني البحرين والدّول المجاورة يتمتعون بإمكانات هائلة. وبأصوات غير مقيدة، يمكن لنا بناء الاستقرار وتحدي التّطرف. ما نحتاجه اليوم هو مساحة للتّسامح والتّعددية والحوار الصّادق، وهي أسس لعملية ديمقراطية تسعى عملية الانتقام مني ومن زملائي إلى تقويضها"، وفق تعبيره.