» تقارير
هل ستلفق الحكومة البحرينية جوازات مزورة للمتهمين في الخلية؟
2011-11-15 - 5:44 م
مرآة البحرين (خاص): كشفت مصادر لمرآة البحرين أن اثنين من المتهمين في "الخلية" المزعومة، خرجوا من البلاد باستخدام بطاقاتهم الشخصية ID Card المسموح بالتنقل عن طريقها بين دول مجلس التعاون، كما أنهم تركوا جوازات سفرهم في البحرين، ما ينفي تماما أن يكون لديهم قصد السفر إلى سوريا أو إيران، حسبما زعمت الداخلية البحرينية.
ونقلت الجوازات التي تمثل دليلا كبيرا على بطلان هذه الادعاءات إلى مكان آمن، كما أفادت مصادر مطلعة لمرآة البحرين، وكما أكد أيضا رئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان نبيل رجب.
لكن شكوكا ترتاب المراقبين حول احتمال أن تلفق الحكومة البحرينية جوازات سفر مزورة للمتهمين، وذلك للتغطية على هذه الثغرة، وإكمال أركان المؤامرة، وهو ما قرأوه في اتهام الداخلية للأربعة بأنهم "غادروا البلاد بطرق غير مشروعة".
ورغم خطورة هذا الاحتمال، إلا أنه يبدو صعبا، ومكشوفا جدا، وسيغدو خيارا مرهقا لن تكون نتائجه سوى أن يزيد من ورطة الحكومة. يشار إلى أن السلطات القطرية هي من اكتشف خروجهم غير الشرعي المزعوم، بحسب ما قالت الداخلية البحرينية، إلا أنها لم تورد بأن قطر أحرزت وثائق سفر مزورة بين المضبوطات.
السلطات البريطانية لم تتسلم طلبا باعتقال الشايب ومشيمع
من جهة أخرى، نقلت صحيفة GDN البحرينية الناطقة بالإنجليزية عن مسئولين في السفارة البريطانية في المنامة قولهم أمس إن الأجهزة الأمنية البحرينية لم تتصل بهم بعد لطلب اعتقال أو تسليم اثنين من "العقول المدبرة المزعومة للمؤامرة الإرهابية" كما كان محتملا.
ورغم أن عبدالرؤوف الشايب وعلي مشيمع يحظيان بحق اللجوء السياسي في المملكة المتحدة التي يقيمان فيها منذ سنوات، إلا أن السلطات لم تؤكد ذلك بحسب الصحيفة.
يذكر أن كلا المتهمين حكم عليهما في وقت سابق هذا العام بالسجن 15 عاما من قبل محكمة السلامة الوطنية ضمن ما عرف بقضية الرموز 21 (مخطط قلب نظام الحكم) لما نسب إليهما من دور في ثورة 14 فبراير، رغم كونهما خارج البلاد قبل ذلك.
سهوان تعرض للتعذيب الشديد وشملوه يطلب الصفح من أبيه
من جهة أخرى أكدت مصادر موثوقة أن أحد المتهمين في الخلية وهو محمد سهوان (أخ المنشد المعتقل مهدي سهوان) قد تعرض للتعذيب الشديد جدا خلال التحقيق معه بعد استلامه من قبل الأمن البحريني، وهو حال بقية المتهمين كذلك، وهم عماد ياسين، وعيسى شملوه، وعلي المبارك.
عيسى شملوه الذي اتصل بوالده مساء الجمعة 4 نوفمبر، كان يبكي بشدة، وبنبرة ملؤها اليأس والتأثر، وطلب من والده أن يصفح عنه، وكأنه يتحدث على أن ذلك قد يكون الاتصال الأخير بينهما. أخبر شملوه والده أنه متهم بالانضمام إلى خلية سياسية، لا يعرف عنها شيئا!
مداهمة منزل المسترشد |
عماد ياسين: دهس، تعذيب، اعتقال، وملاحقة منذ 2008
إلى ذلك، قال الناشط عبدالرؤوف الشايب المتهم بالوقوف خلف هذه الخلية المزعومة، في حديث لقناة العالم، إن أحد المتهمين وهو عماد ياسين جريح ومصاب بسلاح الشوزن المحرم دوليا وذهب خارج البحرين ليتلقى العلاج. وأضاف الشايب أن عماد كان يريد التوجه إلى سوريا لتلقي العلاج اللازم لأن السعودية وقطر ترفضان علاج المصابين جراء قمع الاحتجاجات السياسية في البحرين.
يذكر أن عماد ياسين (23 عاما) قد تعرض للاعتقال والتعذيب المبرح عدة مرات في 2008 و2009 و2010 إثر مشاركته في بعض الأنشطة والاحتجاجات السياسية المتفرقة. في ديسمبر 2008 تعرض عماد للدهس من إحدى سيارات الشرطة التي اقتحمت قرية السنابس لتفريق مسيرة احتجاجية، ثم اعتقل.
عماد الذي يعتبر زعيم انتفاضة التسعينيات الشيخ عبد الأمير الجمري ملهما له، أرسل رسالة من خلف القبضان أكد فيها أنه لم يعالج من آثار الضرب والدهس الذي تعرض إليه، وأنه لم يتمكن من لقاء محاميه، وأفاد بأنه والآخرين مضربون عن الطعام احتجاجا على وضعهم السيء، مؤكدا أنه صامد ومستمر في خطه "الرافض للذل والطغيان" حسبما عبر.
في فبراير 2009 حكم على عماد بالسجن لمدة 3 أشهر، ثم أفرج عنه ولأسباب مجهولة أعيد اعتقاله بشكل مريب بعد أقل من شهر، قبل أن يطلق سراحه لاحقاً. وفي سبتمبر 2010 اختطف عماد من قبل مجموعة كبيرة من رجال الأمن المدنيين واقتيد في سيارة مجهولة، تعرض فيها لضرب وحشي حتى فقد وعيه، ثم أطلق سراحه، وكان عاجزا حتى عن الوقوف وفي حالة سيئة جدا.
على إثر ذلك جرت اتصالات بينه وبين العديد من المنظمات الحقوقية، بعد أن رفعت لها مناشدة للوقوف على حالته، ومنذ ذلك للوقت تعرض عماد وعائلته للملاحقة والتحرش ممن يعتقد بأنهم "جهاز الأمن الوطني"، فيما اعتبر محاولة للتكتم على حقيقة استمرار التعذيب والانتهاكات في السجون البحرينية وقتئذ، وقد فرضت على منزل عماد رقابة مشددة لعدة أيام، ثم اقتحم منزله لسبب غير معلوم، ورغم أنه لم يعتقل إلا أن رجال الأمن المدنيين توعدوه بالقتل بعد أن يقبض عليه، وكان مهددا منذ ذلك الوقت.
يشار إلى أن صورة تجمع عماد والشيخ عيسى قاسم تم تداولها على نطاق واسع يوم أمس، وهي للقاء جرى بمكتب البيان التابع لقاسم، وكان للاطمئنان على عماد (الذي يدرس كطالب دين في الحوزة أيضا) بعد ما تعرض له من انتهاكات وتعذيب، إلا أن مواقع موالية استغلت الصورة لتربط بين الخلية المزعومة وبين الشيخ قاسم!