الحكم بالإعدام على محمد فرج: مسجون يواجه "التصلب اللويحي المتعدد" منفردا!
2015-03-07 - 12:11 ص
المرآة البحرين (خاص): "محمد فرج" ذو العشرين ربيعا ، مصاب بمرض نادر لا علاج له، سماه أخصائيو الدماغ و الأعصاب " التصلب اللويحي المتعدد "، وهو مرض يهدد المعتقل فرج بشلل كامل، إضافة إلى فقدانه البصر وقدرته على الكلام.
مرض "التصلب اللويحي" عبارة عن مواجهة خطرة بين الجهاز المناعي والجهاز العصبي عند الإنسان ، فيقوم الجهاز المناعي بترك وظيفته في الدفاع عن جسم الإنسان، ويتحول إلى مهندس هجمات متعددة على الجهاز العصبي، فيفتت الأغشية الواقية للجهاز العصبي و يعطل عمله إما مؤقتا أو بشكل دائم .
وهذا يعني أن الدماغ لن يستقبل طلبات الحركة أو الكلام أو البصر أو الإحساس بشكل عام ، لأن الطريق الموصل لهذه الإشارات وهي الأعصاب تكون معطوبة أو ضعيفة التوصيل، ولا يمكن الحد من تأثير هجمات الجهاز المناعي المتعددة، إلا عبر الرعاية الخاصة الدائمة، و الإشراف الطبي.
لكن "محمد فرج" في السجن وليس في المشفى.
نعم في السجن، ينتظر يوم لا تتحرك فيه أطرافه، ولا تبصر فيه عيناه ولا يتكلم بعد أن قالت المحكمة كلمتها!
على كرسي متحرك في المحكمة
حين سلم " فرج" نفسه للمحكمة، لم يكن يمشي على رجليه، ولم تنقله قوات الأمن بسياراتها، لكنه أخذ مكانه في كرسيه المتحرك وأخذ أهله يجرونه إلى هناك، فهو لا يقوى على المطاردة، و ببساطة سلم " فرج" نفسه ( 26 يناير/ كانون الثاني 2015)، بعد أن أصدرت المحكمة في حقه حكما غيابيا يقضي بسجنه 10 سنوات بتهمة " التجمهر و الحرق الجنائي" ليصبح الحكم بعد الاستئناف 7 سنوات.
قالت كلمتها خلافا لما قاله الدكتور عيسى الشروقي الذي كتب في تقريره يقول "المريض المذكور أعلاه يعاني من داء التصلب اللويحي المتعدد منذ عدة سنوات، وقد أدى هذا المرض إلى اضطراب في الاتزان والإحساس بالأطراف السفلية للمريض"، إذن هذا الشاب اليافع لا يستطيع التوازن كما هو حال الأصحاء، ولا " يصلب طوله " كما تقول الأمهات.
"محمد فرج" يقف على حافة انهيار جسده، ولكن ذلك يكشف أيضا انهيار إنسانية السلطة ومؤسساتها وقضائها.
لقد تمكّن المرض من الوصول إلى النخاع الشوكي، وهو أحد أجزاء الجهاز العصبي المركزي في الإنسان، وإن أي إضرار به يعد خطرا بالغا يؤدي للشلل وفقدان كل القدرات الحركية، وهذا ما يجعل مصير الشاب العشريني "محمد فرج" في مواجهة يائسة مع الشلل.
تقول والدة محمد " ابني كان يتناول أدويته بشكل منتظم قبل الحكم عليه، إذ يحتاج يومياً إلى حقن نفسه بالإبر 3 مرات، وتناول حبوب خاصة، بالإضافة إلى مراجعة طبيبه المختص في مجمع السلمانية الطبي في مواعيد متواصلة".
فهل يملك النظام وقضاؤه تعليقا على كل ذلك؟ أم أنه قد اختار وبشكل نهائي إعدام "فرج" بالحكم عليه بالسجن ٧ سنوات من دون تأمين الوضع الصحي له!