» تقارير
"تجمع الوحدة الوطنية" يبغي اعترافاً.. والاعتراف فوق الجبل!
2011-11-10 - 7:50 ص
مرآة البحرين (خاص): يزداد اغتراب تجمع الوحدة الوطنية يوماً بعد يوم. التجمع المشغول بسحب "اعتراف" له، وهي نقيصة تلاحقه مثل عقدة أوديبية، لمّا يزل يوغل في المراهقات السياسية والطموحات التافهة الصغيرة. ما جعله، ليس فقط لاينال اعترافاً عزيزاً من الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، التي خاطبها كما يفعل الصبية المرحون: "نحن هنا أيضاً"، إنما حتى، اعتراف من ولية نعمته، السلطة، التي أوعزت إلى تأسيسه.
دع عنك مكونات المجتمع البحريني الأخرى - بما في ذلك شركاءه في المزحة "الماردية"، السلف والإخوان -. فحديثه عن يهود ونصارى وبهرة وشيعة، هو ضرب من التخريف يهذي به كيان، بين كل كلمتين تلهج بهما عظمة لسانه، واحدة منهما "سنة" في صيغة العلم المفرد الكامل، والأخرى في جملة: "على سنّة رسول الله"!
ومع توالي الفضائح، وبين ذلك، ما تأكد - بشهادة أحد مؤسسيه - من قيام "الخارجية البحرينية" تمويل سفراته، وحتى "مصروف الجيب" إلى القاهرة، وقريباً إلى تونس، تركيا والولايات المتحدة، تتهاوى الدعابة اللطيفة التي يستقتل من أجل التسويق بها لنفسه أنه: "مستقل" أو "معارض رشيد".
وإن أحداً لايصدق، كائناً ما كان استقتاله! كيف والحال، هو، استقتال في عالم تؤلفه الأوهام وأمضى سيوفه "الدمى الورقية"، يُعاد بها ومعها إنتاج فتن "خير القرون"، بترميزاتها الكريهة الصلبة: روافض ومجوس و"أبناء متعة" وابن أبي سلول وعلقمة، وما وافق شنٌّ طبقه!
لم يفلح "التجمع" في خلق ممايزة بينه وبين السلطة. وهو ما يزال يقف على أرضها، المُحَبّكة بالطين اللازب، تغور فيها رجله ساعة، وتطفو في ساعة، وهو في الحالين، شيخ "السّبهلل" و"أطرش الزفة".
فإذا ما أتى خطابه الفقير الأجوف، والمفرّغ من أية مسئولية وطنية أو أخلاقية، ومن ذلك تصريحات أمينه العام اليوم عبدالله الحويحي بتبنيه أيديولجية اقتلاعية قوامها خطاب فاشيستي مستلّ من بيئة الأربعينات والخمسينات، حيث مجد الفاشية، ونازية جديدة تريد ضمناً سوْق فئة من المواطنين إلى "أفران" السخرة بأثر رجعي، عبر مطالبته إهدار ما دعاه "بعض مواطنية المشاركين في الأحداث، وحقوقهم المدنية" *، نقول، إذا أتى ذلك كذلك، تبين، ليس فقط وقوفه على أرض السلطة، بل المكايدة معها، بلْه المزايدة، على "كوميديا الجحيم" التي تحرق فيها شعبها لمجرد مطالبته بحقوقه.
قبال ذلك، كم تبدو السلطة - وتلك هي المفارقة -، رحيمة، بإزاء "مارد" يقول إنه "معارض مستقل" أو "رشيد"، بحسب منطوق الزعم الكاذب!
بل كم تبدو السلطة، على بشاعتها، وهي، محاصرة بطقم من الالتزامات التي يتطلبها الوجود ك"دولة" في عالم غدا مركّباً ومندغماً بعضه في بعض، فتقدم رجلاً هنا وتؤخر هناك، تبدو متقدمة، بإزاء "تجمع" رجعي التزامه الوحيد هو فك الغرائز من عقالها، وتحرير المكبوت، بوازع مزيج من "الهلوسة" المعطوفة على فتن تاريخية لم نعشها، كبحرينيين، فيكون لنا فيها نصيب، والعقدة المستفحلة، استدراراً لما جرى في الجوار، العراق خصوصاً، وهو أيضاً، شأن لم يكن لنا، كبحرينيين، يدٌ فيه.
وهو في تلك وهذه، يصادر على "سنيّة" وُجدت في تاريخنا المعاصر، امتازت دائماً، بنبوغها المدني، وخطاب قومي كان سباقاً إلى المطالبة بإصلاحات، والدفاع - ليس بالكلام الفاضي - عن شعب واحد غير مقسم إلى "غيتوهات" محرق ورفاع وسنابس، أو "مارد" سني وشيعي. وهو، أي التجمع، إذ يصادر على هذه النسخة "السنية" المضيئة في اجتماعنا البحريني غير البعيد، يفوّت على نفسه بنفسه، فرصة الاعتراف به، رقماً بين الأرقام، أو فصيلاً جدّياً لا ينبغي تجاوزه! وعلى ذلك، ينبغي أن يستقتل. فمن يتهيب صعود الجبال، يعش أبد الدهر بين الحفر!