البحرين: الثورة تولد من رحم الأحزان!
2015-01-28 - 2:14 ص
مرآة البحرين (خاص): سيعني القبول بمس الشيخ علي سلمان، القبول بالقضاء على ثورة 14 فبراير، بالضربة القاضية. الشيخ علي سلمان ليس زعيما للمعارضة فحسب، هو واجهتها الأولى أمام النظام الحاكم، وأمام المجتمع الدولي، والمس به يعني اختراقا عميقا لآخر حصون الثورة، عبر بوّابتها.
متانة التنظيم الرسمي الذي قاده الشيخ علي سلمان، أحدثت نتائج فارقة في خط الصراع بين الشعب والنظام الحاكم، منذ سن قانون الطوارئ في 2011، وأعطت للثورة بعدا قياديا وتنظيميا صلبا وعصيّا على الهزيمة.
سيبدو الشيخ علي سلمان خطا أحمر بما تعنيه الكلمة. جميع التنظيمات والحركات التي تعمل على الأرض رفعته زعيما وقائدا، تتهاوى من أجله القبضات، وتهون دونه الضربات. سلمان هو الزعيم الذي إذا ترك في يد السلطات، استباحت الأرض ومن عليها.
ولأنهم دائما "مثخنون بالجراح، ولكن لا ينحنون"، لن ترى البحرينيين يتركون زعيمهم خلف قضبان السجن. وفي التاريخ عبرة لمن يرى أن تلك مثالية ساذجة، فاعتقال الراحل الشيخ عبد الأمير الجمري، كلّف السلطات قتل رجلين من بني جمرة، وبتر رجل آخر، في حادثة "السبت الأسود".
وبعيدا عن التاريخ، فما شهدته البحرين خلال شهر من اعتقال الشيخ علي سلمان، الزعيم التاريخي للمعارضة، هو ليس مؤشّرا فقط على أن الشيخ لن يترك وحيدا، بل مؤشّر على أن قلب الثورة ينبض، وأن جراحها لم تنل منها، وأنّ الأنفاس الأخيرة في هذه المعركة، لن تكون أنفاس الثائرين.
في كل محطّة من المحطّات، وبعد 4 سنوات من الثورة، يراهن كثيرون على أن النهاية حانت، وأن الناس لم يبلغوا من الضعف مثلما هم عليه اليوم، وفي كل محطة يثبت فشل هذا التنظير، ويخرج الكثير من تحت الرماد.
في العام 1981، كتب الشاعر السوري نزار قباني ديوانه (إلى بيروت الأنثى مع حبي). نزار قال مخاطبا بيروت "قومي من تحت الموج الأزرق، يا عشتار... قومي كقصيدة وردٍ... أو قومي كقصيدة نار... لا يوجد قبلك شيءٌ.. بعدك شيء.. مثلك شيء.. أنت خلاصاتُ الأعمار.. يا حقل اللؤلؤ.. يا ميناء العشقِ.. ويا طاووس الماء.. قومي من تحت الردم، كزهرة لوز في نيسان... قومي من حزنك..
إن الثورة تولد من رحم الأحزان!"