الغارديان: البحريني تركي البنعلي كان ممثّل داعش في مفاوضات مع الـ FBI للإفراج عن الرهينة الأمريكي بيتر كاسيغ
2014-12-20 - 3:17 ص
مرآة البحرين (خاص): قالت صحيفة الغارديان في تحقيق موسّع نشرته يوم أمس، إن مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI دخل في مفاوضات غير مباشرة مع تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، للإفراج عن عامل الإغاثة الأمريكي (عبد الرحمن) بيتر كاسيغ، قبل مقتله، لكنّ جهود التفاوض باءت بالفشل.
وأوضحت الصحيفة، أن المفاوض عن تنظيم داعش كان رجل الدين البحريني المتطرّف تركي البنعلي (30 عاما)، والذي يعتبر أحد رجال الشرع الثلاثة الكبار في التنظيم، وأشهر البحرينيين المنتمين لداعش.
وكشفت هذه المعلومات المكانة الخطيرة جدا التي يحظى بها البحريني تركي البنعلي في داعش، ومستوى تأثيره في صناعة القرار داخل هذا التنظيم، الذي يعدّ أخطر التنظيمات الإرهابية في العالم اليوم على الإطلاق.
واستخدم مكتب الـ FBI رجل الدين الأردني المناصر للقاعدة، عاصم البرقاوي، المعروف بـ"أبو محمد المقدسي"، للتفاوض مع البنعلي حول إطلاق كاسيغ. والمقدسي هو أستاذ البنعلي سابقا حين كان ينتمي إلى تنظيم جبهة النصرة.
وأثار التقرير الحصري للغارديان ضجّة كبيرة بعد أن كشف معلومات هي الأولى من نوعها عن إجراء الإدارة الأمريكية محادثات غير مباشرة مع داعش، للإفراج عن رهائن.
وفيما يلي ترجمة تقرير الغارديان.
محادثات مدعومة أمريكيا بين رجال دين جهاديين وبين داعش في مساع لإنقاذ حياة رهينة
صحيفة الغارديان
ترجمة: مرآة البحرين
كشفت صحيفة الغارديان عن مفاوضاتٍ خطرة جدًّا، بدعم من مسؤولين أمريكيين في مجال مكافحة الإرهاب شملت اثنين من أبرز رجال الدين الجهاديين في العالم، وكذلك معتقلين سابقين في سجن غوانتنامو، بهدف السعي إلى إنقاذ حياة رهينة أمريكية محتجز لدى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).
تظهر الرسائل الإلكترونية التي حصلت عليها الغارديان أنّ المحادثات الأوّلية مع القيادة الروحية لتنظيم داعش التي كانت غايتها الإفراج عن عبد الرحمن (بيتر) كاسيغ بدأت في منتصف أكتوبر/تشرين الأول واستمرّت لأسابيع عدّة على مرأى ومسمع من مكتب التحقيقات الفدرالي.
كان كاسيغ-الذي اعتنق الإسلام خلال فترة اعتقاله منذ أكثر من عام-آخر رهينة أجنبية تمّ قتله على يد داعش. وقد أعلنت الجماعة المتطرفة عن مقتله في 16 نوفمبر/تشرين الثاني عبر فيديو مروّع لا يختلف عن تسجيلات الجماعة الأخرى.
وإنّ الشخص الذي اقترح فكرة هذه المبادرة التي فشلت في نهاية المطاف كان المحامي المثير للجدل يدعى ستانلي كوهن، من نيويورك، الذي كان قد مثّل صهر أسامة بن لادن وأعضاء من حركة حماس في المحاكم الأمريكية.
شجّع كوهن رجلي دين بارزيْن مؤيديْن لتنظيم القاعدة على التّدخّل باسم الأمريكيين والتفاوض مع داعش. أحد هذين هو أبو محمّد المقدسي، الذي يعد من أكثر رجال الدين الجهاديين المعاصرين نفوذًا. أمّا الآخر فهو أبو قتادة، الذي وصفه قاضٍ أسباني بـ "السفير الروحي" للقاعدة في أوروبا. وقد أشرك كوهن-الذي سيقضي 18 شهرًا في السجن في يناير/كانون الثاني بعد أن اعترف بتورّطه بمخالفات ضريبية في أبريل/نيسان الماضي-جهاديّا آخر في هذه المحادثات، وهو كويتي من قدامى قياديي القاعدة ومعتقل سابق في سجن غوانتنامو. وقد طُلب من الغارديان عدم ذكر اسمه لأغراضٍ أمنية.
وردًا على طلب كوهن للمساعدة على إطلاق سراح كاسيغ، أجاب الكويتي: "نريد إنقاذه".
لم تكن غايتهم إطلاق سراح كاسيغ فحسب بل دفع داعش إلى وقف عمليات خطف الرهائن وقتلهم، وهو أسلوب أرعب الكثير من الجهاديين وأجّج الخلاف العقائدي بين الجماعة وتنظيم القاعدة.
وقد أكّد مكتب التحقيقات الفدرالي أنّ كبار مسؤوليهم كانوا على بينة من تحرّكات كوهن. وأكّد المكتب أيضًا أنّه كان سيدفع 24,000 دولار أمريكي (15,000 جنيه إسترليني) من تكاليف رحلة كوهن ومترجمه خلال الـ 17 يومًا التي سيقضيانها في الشرق الأوسط. ولو أنّ المفاوضات نجحت، كانت ستشكّل خطرًا على الولايات المتّحدة الأمريكية. إذ عرض على داعش انفراج على مستوى الخطاب الديني، مقابل ترك عمليات حجز الرهائن ويتمثّل ذلك بعدم قيام المقدسي وأبو قتادة وغيرهما من الشخصيات الدينية البارزة في محيط القاعدة بوصف عناصر داعش بأنّهم متطرفون لا يحظون بمؤهّلات إسلاميات مناسبة.
سافر كوهن إلى الشرق الأوسط في 13 أكتوبر/تشرين الأول ووضع "بروتوكول" لمكتب التحقيقات الفدرالي والسلطات الأردنية لكي يفسح المجال أمام المقدسي للتواصل مع تلميذه السابق تركي البنعلي، وهو رجل دين بحريني يافع من كبار قياديي داعش.
ويقول إيميل البروتوكول، بتاريخ 22 أكتوبر/تشرين الأول: "توافق الأردن على أن لا تطلب من [المقدسي] القيام باتّصالاته [مع داعش] من مواقع تابعة للمخابرات، ولن ترفع دعاوى ضدّه على خلفية هذه الاتّصالات أو تستجوبه بشأنها".
وقال مسؤول مكافحة الإرهاب في مكتب واشنطن الميداني في اليوم التالي إنّه "لن يتم تعقّب الاتّصالات لأغراض عسكرية أو القيام بغارات طائرات من دون طيّار. وإن سمح للشيخ، فإنّه سيود أيضًا مناقشة ضرورة الوقف النهائي لكل عمليات خطف الصحفيين، وعمّال الإغاثة، والمدنيين، والمسلمين، وعدم قتل أي منهم بأي وسيلة من الوسائل"، وأضاف "لقد أخبرني للتو زميلي، في الدولة التي أنتم فيها، أنّه أعطي الضوء الأخضر".
وقال مسؤول في مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI للغارديان إن المكتب لم يحصل أو يقدّم ضمانات على أن المقدسي أو أي شخص آخر يشارك في هذا الجهد سيكون في مأمن من الانتقام بعد الوصول إلى داعش.
لكن كوهين يعتقد أن الصفقة تم الاتّفاق عليها، وأن المقدسي بدأ بعد ذلك سلسلة من المقايضات مع البنعلي من خلال منصة وسائل الإعلام الاجتماعية الواتس أب WhatsApp.
وقال كوهين إن داعش أعطته تأكيدات من خلال وسطاء أن كاسيغ سيبقى على قيد الحياة بينما تجري المحادثات. وقال المحامي إن المقدسي قال له يوم 26 أكتوبر إنه واثق من أنه سيفرج عن كاسيغ، بناء على الحوار المستمر مع رجل الدين الداعشي.
ولكن في اليوم التالي، اعتقلت الأجهزة الأمنية الأردنية المقدسي لـ "استخدام الإنترنت في الترويج والتحريض على آراء المنظمات الإرهابية الجهادية"، وانهارت المفاوضات.
وقال كوهين إنه شعر بالخيانة لأن البروتوكول الذي وضعه لمنع اعتقال المقدسي قد تم خرقه. "أشعر أننا خسرنا فرصة ذهبية ليس لإنقاذ كاسيغ فقط، بل رهائن محتملين آخرين".
من خلال حواره الذي تم عبر الإيميل مع مسؤول مكتب التحقيقات الفيدرالي، يعتقد كوهين أن الولايات المتحدة حاولت الوصول إلى المسئولين الأردنيين لمعرفة ما إذا كان يمكن أن يفرجوا عن المقدسي لإعادة المحادثات إلى مسارها. ولم يعلق مكتب التحقيقات الفيدرالي حول ما إذا كانت وكالات أمريكية أخرى تدخّلت أم لا.
ولا يزال المقدسي في السجن في الأردن، لكن "أبو قتادة" أكّد تفاصيل قناة التفاوض.
وقال، متحدثا إلى وسيلة إعلامية غربية كبرى للمرة الأولى، إنه كان يعمل مع المقدسي للمساعدة في إنقاذ كاسيغ، وإنّه كتب إلى زعيم داعش يحثه على الإفراج عن عامل الإغاثة الأمريكي.
وقال للغارديان إنه كان معاديا تمامل للجماعة المتشددة التي اجتاحت مساحات من سوريا والعراق. "أن تدّعي داعش بأنها دولة هو هدف صعب المنال، في الحقيقة هم حفنة من البلطجية ورجال العصابات وليس لديهم مؤهلات دينية. لا شيء على الإطلاق".
لم تستجب الحكومة الأردنية على أسئلة مفصلة من صحيفة الغارديان حول لماذا تم اعتقال المقدسي أو إذا كانوا على علم بدوره في محادثات كاسيغ.
وقال كبير المتحدثين باسم مكتب التحقيقات الفيدرالي، بول بريسون: "الأولوية القصوى لدى الـ FBI في التحقيقات المتعلقة بعمليات الخطف الدولية هي العودة الآمنة لمواطنينا. ولأن الظروف مختلفة في كل حالة، يعمل مكتب التحقيقات الفيدرالي عن كثب مع بقية مؤسسات حكومة الولايات المتحدة للنظر في جميع الخيارات الممكنة والمسموح بها قانونا لتأمين الإفراج عنهم. للحفاظ على هذه الخيارات، واحتراما لأحبائهم، فإننا نادرا ما نناقش هذه التفاصيل علنا".
وقدمت صحيفة الغارديان لعائلة كاسيغ تفاصيل جهود المفاوضات التي فشلت، قبل النشر، وقد رفضوا أن يعطوا أي ردود.
18 ديسمبر 2014
_____________________________
- 2024-11-13وسط انتقادات للزيارة .. ملك بريطانيا يستضيف ملك البحرين في وندسور
- 2024-08-19"تعذيب نفسي" للمعتقلين في سجن جو
- 2024-07-07علي الحاجي في إطلالة داخلية على قوانين إصلاح السجون في البحرين: 10 أعوام من الفشل في التنفيذ
- 2024-07-02الوداعي يحصل على الجنسية البريطانية بعد أن هدّد باتخاذ إجراءات قانونية
- 2024-06-21وزارة الخارجية تمنع الجنسية البريطانية عن ناشط بحريني بارز