مرصد البحرين: انتهاكات السلطة بحق مراسم عاشوراء شهدت تصاعداً وشملت 25 منطقة

2014-11-09 - 4:03 ص

مرآة البحرين: كشف مرصد البحرين لحقوق الإنسان عن ارتفاع منسوب الانتهاكات في عاشوراء 1436هـ/ 2014 بنسبة 56٪، وذلك بالمقارنة مع عاشوراء 1435 عام 2013.

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده قسم الحريات الدينية بمرصد البحرين لحقوق الإنسان بمقر الجمعية البحرينية لحقوق الإنسان يوم السبت الموافق 8 نوفمبر 2014.

وأكّد مسئول قسم الحريات الدينية في مرصد البحرين لحقوق الإنسان الشيخ ميثم السلمان خلال المؤتمر أن «عدد المناطق المستهدفة في عاشوراء 1436/ 2014 بلغت 25 منطقة، وهي: الدراز، المنامة، رأس رمان، الكورة، توبلي، مدينة حمد، عالي، بوري، المعامير، إسكان عالي، النويدرات، الديه، دمستان، سترة، كرزكان، صدد، المالكية، شهركان، دار كليب، القرية، إسكان جدحفص، سلماباد، دار كليب، كرباباد، المحرق».

وأوضح أن «أكثر المناطق استهدافا هي: كرزكان، بوري، عالي، المعامير، الدراز، المنامة».

وعدّد السلمان 12 نوعاً من الانتهاكات جرت بحق مراسم عاشوراء، إذ قال «شملت الانتهاكات والمضايقات التالي: نزع مئات ألاعلام السود واليافطات الدينية المتعلقة بعاشوراء والقماش الأسود، استدعاء خطيب حسيني للتحقيق معه حول فحوى محاضراته وارائه الشخصية، وتخريب الأعمال والمجسمات الفنية (مجسمات رمزية مستوحاة من واقعة كربلاء)، وقمع مسيرة بالغازات الخانقة، وإعاقة حركة سير المتوجهين لإقامة الشعائر الدينية، وإزالة المضائف الحسينية، وهي عبارة عن موائد متوزعة داخل المناطق تُقدّم فيها الأطعمة والأشربة بمناسبة عاشوراء، ونزع الأعلام من على البيوت واستدعاء المواطنين على خلفية تعليقهم للاعلام السوداء على بيوتهم، واستدعاء إدارات المآتم، وكذلك استدعاء المنشدين ومضايقتهم، وكذلك اعتقال منشد ديني، واستهداف المناطق وعددها 25 منطقة، وإزالة الخيمة التعريفية بمبادئ السلام والمحبة عند الإمام الحسين بقرية المعامير".

وأبدى السلمان استنكاره الشديد «لتصاعد وتيرة التعديات على الحريات الدينية، وتزايد الانتهاكات الممنهجة التي تقوم بها الأجهزة الرسمية في البحرين أثناء موسم عاشوراء»، موضحًا أن «هذه الشعائر يحييها شعب البحرين منذ مئات السنين في ذكرى استشهاد الإمام الحسين "ع"، وقد ألفها شعب البحرين بمختلف أطيافه وتلاوينه».

وأكد أن «الاستهداف الرسمي الذي طال شعائرَ عاشوراء فهو امتداد لأجندة تشطيرية للوطن، لكون شعائر عاشوراء ذات قدسية خاصة ومكانة متجذرة في نفوس أبناء البحرين كافة بمختلف أطيافهم، فهي مناسبةٌ يحترمها أبناء الوطن بمختلف توجهاتهم الآيدلوجية والسياسية والاجتماعية والدينية».

وقدم السلمان تفصيلاً للانتهاكات التي جرت، إذ قال «لقد شهدنا تصاعدًا في نسبة الانتهاكات أثناء موسم عاشوراء في هذا العام، وقد شملت الانتهاكات والمضايقات التالي: استدعاء 3 من إدرات المآتم لاستجوابهم والتحقيق معهم ومساءلتهم حول موضوعاتٍ تدخل في صميم عملهم الإداري للمأتم ونشاطهم الديني، ويعد ذلك انتهاكاً فاضحاً للحرية الدينية المكفولة بموجب الشرائع السماوية السمحة والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان، ومنها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وكذلك دستور مملكة البحرين الذي نص على أن حرية الضمير مكفولةٌ بموجب المادة (الثانية والعشرين) منه والتي نصت على أن "حرية الضمير مطلقة، وتكفل الدولة حرمة دور العبادة، وحرية القيام بشعائر الأديان والمواكب والاجتماعات الدينية طبقاً للعادات المرعية في البلد».

وأضاف «تم استهداف 25 منطقةً سكنية تحيي ذكرى عاشوراء في البحرين بنزع اليافطات والأعلام والرايات الدينية، وتمزيق القماش الأسود (قماش يتم وضعه على جدران المناطق السكنية بهدف إعلان العزاء والحزن على مقتل سبط رسول الله الامام الحسين) في قرى البحرين وبلداتها».

مشيراً إلى أنه «تم هدم 6 أعمالٍ ومجسمات فنية خاصة بعاشوراء، وقد تضمنت الاعتداءات هدم النصب الفني التشكيلي "مجسم الثقلين" وتدميره بمنطقة الجفير رغم إقامة المجسم على أرض خاصة».

ولفت إلى «استهداف مسيرة "لبيك يا حسين" في قرية النويدرات بتاريخ 3 نوفمبر، مما تسبب في وقوع إصابات وصل عددها إلى 6 حالات».

وذكّر السلمان باستدعاء «الخطيب الحسيني السيد موسى البلادي بتاريخ 1 نوفمبر 2014 لمبنى التحقيقات الجنائية للتحقيق معه حول آرائه الدينية والشخصية، وكذلك استدعاء 6 من الرواديد والمنشدين الحسينيين لاستجوابهم في مسائل تتعلق بصميم معتقداتهم وآرائهم الشخصية. كما تم اعتقال الرادود والمنشد فاضل الدرازي بتاريخ 2 نوفمبر 2014 بعد استدعائه لمبنى التحقيقات الجنائية، وأيضاً استدعاء عدد من المواطنين على خلفية وضعهم رايات ومظاهر تتعلق بموسم عاشوراء فوق منازلهم، وهذا استفزاز طائفي خطير وتجاوز صارخ على القانون، واستعداء صريح لشريحة واسعة من المجتمع على خلفية مذهبية وحرمان رسمي للمراطنين من إبداء معتقداتهم الدينية».

وأشار السلمان إلى «مضايقة المتوجهين إلى مراسم الإحياء العاشورائي في بعض المناطق وعرقلة حركة السير المرورية بنقاط التفتيش».

وقال إن المرصد تلقى «بلاغات تفيد بتعرض عدد من المارة بنقاط التفتيش للمضايقة أثناء مرورهم بنقاط التفتيش المنصوبة عند مداخل المناطق التي تحيي شعائر عاشوراء، كما تمت إزالة الخيمة التعريفية بمبادئ السلام والمحبة عند الإمام الحسين في قرية المعامير، وأيضاً إزالة 9 مضائف حسينية تقدم الأطعمة والأشربة في مدن وقرى البحرين.

وتحدث السلمان عن «استهداف القوات الأمنية المدججة بالسلاح 25 منطقة سكنية تحي ذكرى عاشوراء وازالة مئات الأعلام السود والقماش الاسود واليافظات الحسينية».

وقال السلمان «لا مبرر قانوني لمنع المواطنين من ممارسة حريتهم الشخصية وحريتهم الدينية بوضع أعلام تعبر عن معتقداتهم الدينية فوق منازلهم ومؤسساتهم، وفي التعبير الصريح عن حزنهم على استشهاد الإمام الحسين، كما لا يوجد مبرر لتدمير الأعمال الفنية واستهداف مظاهر الحزن في عاشوراء وكل هذه الممارسات تعد حربا صريحة على الحريات الدينية وعلى مكوّن وطني بأكمله».

ودعا السلمان السلطة «لاحترام الالتزامات والتعهدات الدولية كالإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي ينص في المادة (الثامنة عشر): أن لكل إنسان الحق في حرية التفكير والمعتقد والدين، وحرية التعبير عن المعتقد بالتعليم والممارسة وإقامة الشعائر ومراعاتها سواء أكان ذلك سراً أم مع الجماعة».

وختاما أكّد السلمان أن «دعوة المرصد لاحترام الحقوق والحريات الدينية لا تقتصر على طائفةٍ أو ديانةٍ دون أخرى، بل أن احترام الشعائر الدينية حقٌ مكفول لجميع الطوائف الكريمة في ممارستها الشعائر الدينية الخاصة بها وبمعتقدها».

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus