"كونفيدرالية" التجمع تثير حنق العقيد..وحزاوي المستشار الفذ تستلهم النباهة "القذافية"
2011-10-05 - 5:04 م
عادل فليفل (أقصى اليمين) يتصدر اعتصاماً لتجمع الوحدة بعراد 25 يوليو 2011
مرآة البحرين (خاص): يتصاعد الجدل داخل بيئة "الفاتح" بشأن جدوى مؤتمر "الكونفيدرالية" المزمع أن ينظمه تجمع الوحدة الوطنية منتصف أكتوبر/ تشرين الأول المقبل. المؤتمر الذي اختير له عنوان "وحدة الجزيرة والخليج العربي" لا يلقى صدىً داخل جمعية الصف الإسلامي التي يديرها فعليا العقيد السابق المتهم بقضايا انتهاكات لحقوق الإنسان عادل فليفل والذي تم التسويق له خلال الأزمة من قبل جماعة "الفاتح" بوصفه "خبيراً" في التصدي للحركات المعارضة، ويجري تلقيبه ب"الدكتور" في الوقت الذي لم تكشف سيرته عن أية نباهة جهة التحصيل الأكاديمي، اللهم غير نباهة "الاستحمار" التي تكشف عنها تغريداته المشحونة مذهبية وكراهية.
وقد باشر من خلال حسابه على "تويتر" بالقصف جهة المؤتمر غداة الإعلان عنه من خلال بعض الشخصيات في التجمع. حيث قال "الرجاء عدم استضغار العقول البحرينية أو تهميشها في عقد مؤتمر الكونفدراليه". وفي حين سوغ موقفه هذا بالقول "من الأفضل استخلاص مايريده العقل البحريني أولاً ثم الانتقال إلى الاجتماع الخليجي كخطوه ثانية".
إلا أن مراقبين فسروا ذلك بأن فليفل، وهو ابن النظام البحريني وصنيعته، يعبر في الواقع عن موقف صانعه، أي النظام. وقد سبق لجهات نافذة في الديوان أن مررت "أمراً" إلى الصحف بسحب التداول الإعلامي في مسألة الكونفيدرالية الذي لا يلقى ترحيباً من قبل العوائل الخليجية الحاكمة، لا سيما في البحرين والكويت، أخذا بمداليل ذلك التي لا تعني شيئاً غير تمديد حجم "الغول" السعودي، وقضم حيز السيادات المركزية أو تشتيتها من بين يدي الدول الهامشية التي حتى اليوم تبدو هانئة، رغم المنغصات، في كونها إمارات أو ممالك. وذلك في مقابل موقف تجمع الوحدة نفسه، ذي الهوى السعودي، ابناً بالمشيمة، أو الاصطناع.
وهو ما يفسر إلحاحه في طلب "الكونفيدرالية" حتى مع خرافية الفكرة. فالذي يعجز عن تثمير "متحد وطني" يحتضن أبناء البيت الواحد عوضاً عن الكورس الخطابي المرجّع والممل في الصفوية والمجوسية وباقي الردح الشوفيني، يغدو نكتة الموسم و"خرافته" حين يقفز للحديث عن متحد خليجي. على أن التجمع أخذ يضع في الاعتبار حساسية السلطة بإزاء هذا الطرح.
وهنا تأتي تخريجة موظف وزارة الصحة سابقاً وحالياً المستشار "الاستراتيجي" في التجمع عادل علي عبدالله الذي يصوغ تأملاته على شبكات التواصل الاجتماعي بوصفها رؤى عظيمة، في حين لا تعدو أن تكون تخريفاً "قذافياً" على طريقة "حزاوي" الكتاب الأخضر للرئيس الليبي البائد. يقول "الاتحاد في ثلاث مؤسسات هي المؤسسة الاقتصادية والمؤسسة الدبلوماسية والمؤسسة العسكرية بحيث تكون متكاملة".
وفيما اختار التجمع مملكة البحرين مكاناً لعقد المؤتمر حيث سيستضيف "خيرة العقول الخليجية للتباحث في موقف الشعوب وخطواتها نحو الكونفدرالية" - وفق ما صرح عبدالله عبر حسابه - رشحت أنباء من داخل أروقة السلطة أن الأخيرة تتجه إلى الدفع باتجاه إلغاء المؤتمر أو تأجيله أو في أحسن الأحوال عقده في مكان آخر غير البحرين، لكن من غير أن يتسنى التأكد من صحة ذلك.
وعلى أية حال، يرى مراقبون، ربما فك تنظيم المؤتمرات والمهرجانات "الترفيهية" التي تناقش مستقبل البيوتات الخليجية، والتهويم شرقاً وغرباً، عقدة التجمع الداخلية على صعيد الأزمة البحرينية، التي لم يكشف فيها حتى الآن، سوى عن مراهقات سياسية أودت بنسيج المجتمع البحريني، وأعاقت حتى حين، إمكانية التطور الديمقراطي.
وهي مراهقات تشبه ما كان يدعى في مرحلة ما من السبعينات ب"مرض الطفولة اليسارية". لكن هذه المرة، بدمغة مذهبية يحرق بخورها نفر من المتصابين و"الممسوسين" طائفياً، والمتلبسين بجن المذهبية المريض، من أمثال عادل عبدالله ومحمد العثمان وشبههما.