» تقارير
الملك عند راعيه السعودي: يطلب الإذن بتغيير لا يريح أحداً
2011-09-26 - 11:05 ص
مرآة البحرين (خاص): كما يعود الوزير لرئيسه، ستنطلق طائرة الملك حمد بن عيسى من نيويورك إلى حيث يقيم الملك السعودي عبدالله بن عبدالعزيز في جدة، تتخللها استراحة ساعات في قصره الذي كان محاصرا في مارس الماضي، سيخبره بما طلبه الأميركيون، فللملك السعودي حق تقرير ما يجب وما لا جيب في بلاد ليست بلاده، لكن ملكها حمد بن عيسى وعائلته سلموها له على طبق من دم قانٍ.
في التفاصيل، يلتقي اليوم الملك البحريني قادماً من نيويورك ملك السعودية، لبحث عدة أمور، فالملك البحريني أجرى مباحثات غير معلنة مع حلفائه وداعميه الأميركيين الذين قدموا له عدة طلبات لحلحلة الوضع البحريني، وفق سقف مصالحهم لا مصالح الشعب الممتلىء جراحاً، وملك البحرين سيبحث هذه المطالب مع صاحب الأمر والنهي السعودي، الذي تسلم منذ 16 مارس الماضي مقاليد السياسة والاقتصاد في الجزيرة الصعبة على التطويع.
تقول المصادر إن ملك البحرين سيطلب الإذن لتطبيق إصلاحات شكلية أقل مما أقره الحوار الفاشل الذي رعته السلطات البحرينية في أغسطس، إصلاحات من نمط أن يكون للملك حق اختيار رئيس الوزراء، وأن يختار رئيس الوزراء - ولن يكون غير عمه - أعضاء الحكومة ليصدرها الملك بمرسوم ملكي. لا تغيير حقيقي أبداً في الدوائر الانتخابية، وهو الأمر الذي يحث الأميركيون عليه كحد أقصى، لكن عقل الملك وجناح الخوالد وعقلية رئيس الوزراء خليفة بن سلمان قبل العقل السعودي، لم تهضم هذه الفكرة بعد، وهي خطوة غير مقبولة من جانب الشعب الذي لا يقل سقفه عن ملكية دستورية حقيقية وديمقراطية وفق النمط الأوربي.
تشير التطورات إلى احتمالية أن يطلب الملك وبتعبير أقرب للواقع أن يرجو موافقة سعودية على إجراء ترتيبات لسحب قواتها، بداعي أن الأمن قد استتب داخل البحرين، وأنه لا حاجة لبقاء قوات سعودية أو غيرها. رغم أن الوضع ميدانياً أكثر تعقيدا من أيام السلامة الوطنية، إلا إنها الضغوط الأميركية التي عبر عن بعضها حديث أوباما أمام الملك في الأمم المتحدة.
لكن المتابعين للملف البحريني يشكون في أن الملك السعودي سيُخرج قواته من البحرين، فقد جاءته البحرين هدية من حكامها، وشجعه الصمت الغربي الفاضح على استمرار هيمنته عليها، البحرين ابنته كما وصفها، لكنه في الحقيقة لا يريدها إلا جارية من جواريه، رحّب من رحّب وأبى من أبى.
الملك السعودي أمس قال في مجلس الشورى المعين، أنه يرفض أي تدخل خارجي يمس أمن البحرين، من كان يقصد وهو الذي احتل البحرين؟، هل يقصد الإيرانيين وهم الشماعة الدائمة له، أم أنه يقصد في الحقيقة التدخل الأميركي الذي يريد خروج السعودية بهدوء من البحرين؟، لا أحد يعرف، لكن كان واضحاً أن الملك السعودي رحب بعودة الأمن للبحرين. فليخرج إذاً.
كان لافتاً يوم أمس ما قاله أمين عام جمعية الوفاق الشيخ علي سلمان، من أن الجنود السعوديين والخليجيين غير مرحب بهم في البحرين، لأن البحرين لا تتعرض لعدوان خارجي، وأن وجود القوات السعودية وغيرها لا تغطيه اتفاقية الدفاع المشترك لدول مجلس التعاون الخليجي.
الملكان البدويان يعرفان أن شعب البحرين لم ولن ينصاع لهما مهما كان الثمن، يعرفان أن الشعب البحريني "لن يرجع إلى البيوت" كما قال أمين عام الوفاق، وأن ثمة قوة شبابية قررت المضي لأجل التغيير حتى آخر الشوط. إنها إرادة شعب التي لا رادّ لها.
اليوم، قد يعطي الملك السعودي الإذن لملك البحرين بتغيير شكلي أو لا، وقد يوافق على ترتيب لانسحاب قواته من البحرين وقد لا يوافق، لكن الأيام المقبلة ستفصح عن الكثير مما يدور في الإقليم، وما دار في نيويورك، خصوصا لقاء الملك البحريني بمفوضية الأمم المتحدة، ولقاء وكيل وزارة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان مع وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد لمدة ساعة ونصف في بلاد العم سام.