» تقارير
خليفة بن سلمان يقود مظاهرة مضادة في الستي سنتر
2011-09-24 - 9:58 ص
الأمير العجوز في شاشته
مرآة البحرين (خاص): تغيرت المعادلة بشكل أوضح اليوم، وبات خليفة بن سلمان وقواته في موقع الدفاع بعد أن أحكموا قبضتهم الشرسة على البلاد طوال 6 أشهر من القمع والتنكيل.
هرول رئيس الحكومة إلى مجمع سيتي سنتر ليقود تظاهرة لمؤيدي الاستبداد والديكتاتورية استجابة لهتافاتهم عصر اليوم والتي واجهوا بها تظاهرة أولى نفذها شباب مناهضون للحكم في أروقة المجمع.
بنات البحرين: معتقلات سيتي سنتر |
برز المتظاهرون فجأة في المجمع حاملين أعلام البحرين، ساروا بشكل جماعي وهادئ للعبور من إحدى مداخل المجمع، عازمين بإصرار على المسير تجاه الدوار،رغم وجود ثكنة عسكرية كبيرة محاذية للمجمع.
لكن قوات الأمن التي باغتت المكان سريعاً، فرقت التجمع واعتقلت عددا من الرجال والنساء من داخل المجمع ومن مواقف السيارات، حسبما أكدت مصادر خاصة وبيان وزارة الداخلية الذي صدر لاحقاً. مشاهد الصراخ والضجيج التي تم تصويرها، تذكر بأحداث الجامعة، لكنها تطورت هذه المرة إلى اعتداء المرتزقة بلباس الشرطة بأيديهم على الفتيات، والتلفظ جهراً بشتائم مذهبية.
قبل تدخل قوى الأمن، واجه عدد من الأشخاص الموالين للنظام هذه التظاهرة بإطلاق هتافات (الشعب يريد خليفة بن سلمان) كانت تسير بهدوء وعلى طرف الرواق منعاً لإحداث أي إرباك، لكن المحتجين الغاضبين ردوا على هذه الاستفزازات بهتاف (يسقط حمد)، وأكد أحد المشاركين أن من بين الموالين كان (هشام أبو الفتح) أحد بلطجية الإعلام الحكومي، الذي وجه كلمات عنصرية لهم من قبيل (اذهبوا إلى إيران).
خليفة يقود تظاهرة مضادة
هذه البلبلة التي تسبب بها الاصطدام بمؤيدي الاستبداد أدت إلى إخلاء المجمعمن مرتاديه وإغلاق جميع محلاته، وفي السابعة والربع أظهرت صور بثتها شبكاتإخبارية على تويتر ومن ثم على تلفزيون البحرين وصول رئيس الحكومة مع وزير العدل خالد بن علي ووزير الٌعلام فواز بن محمد إلى المجمع، حيث قادا مظاهرةموالية، دوت هتافاتها باسمه في أرجاء المجمع، وحمل المشاركون فيها العلم السعودي إلى جانب علم البلاد.
حدث ظهور (خليفة بن سلمان) الذي كان هدفا رئيسا للاحتجاجات السياسية المعارضة، هو الثاني من نوعه بعدما قام بجولة مفاجئة في شوارع العاصمة بعد أن استفزه (طوق الكرامة) الذي حاصر المنامة يوم الأربعاء، فيما يبدو تبدلا في المعادلة، واختلالاً في الحسابات، إثر الضجة الكبيرة التي أحدثتها الاحتجاجات النوعية الأخيرة على مستوى البلاد، والتي يصفها مراقبون بالقبضة الناعمة.
(الإعلام) و (العدل).. حاشية الفزعة |
مظاهرتان في وقت متقارب وفي المكان نفسه، لكن المسافة بينهما طويلة جداً. فأكثر ما ظهر فيهما أن الأمر بالنسبة للحكومة وقوى الأمن لا علاقة له بالتخريب ولا بالترهيب ولا بشل الاقتصاد، أو التأثير على حركة السياحة والتسوق، كما أنه لا علاقة له بتاتاً بالقانون، فعناوينه مختلفة تماماً، وحدة الرأي والاتجاه السياسي، موالاة خليفة بين سلمان هي ما يحدد إن كنت تقوم بمظاهرة في (سيتي سنتر) أم لا، وما إذا كان هتافك شغب، ترهيب، أو ربما تخريب، أو لا، وقتها ربما يقمعك الأمن، أو يحميك.
وفيما يظل نائب الملك سمو ولي العهد الأمير سلمان بن حمد بعيداً عن الساحة بكل أحداثها المتسارعة، يهرول رئيس الحكومة أينما هتفت مجموعة باسمه، لسد عقدة النقص الكبيرة في نفسه بعد الاحتجاجات المناهضة لسلطته المستبدة وسياساته الفاسدة، فهو في حاجة دائمة للظهور والدفاع عن نفسه، خصوصا بين أنصاره و(مريديه) المدعيين، ليستمر في طمأنتهم رغم أن أحدا لم يكن يستطيع اليوم أن يتجول بأدنى حرية في أهم الشوارع الرئيسية بالبلاد، بعد تشديد الحصار الأمني عليها.
المظاهرات غير المحرمة! |
تجمع الوحدة يدعو أنصاره للدفاع عن أنفسهم
من جهته أصدر تجمع "الوحدة الوطنية" الموالي للاستبداد، بياناً حول ما أسماه "اقتحام مجمع سيتي سنتر التجاري" حيّا فيه ضمناً التظاهرة المؤيدة لرئيس الوزراء، وتصدي البعض للتظاهرة المعارضة واصفاً إياها بأعمال الترهيب والترويع "قامت بها مجموعة تدعي المطالبة بالديمقراطية"
ودعا التجمع مناصريه إلى الاستعداد "للدفاع عن أسرهم وحياتهم الخاصة وحرياتهم" حسب قوله، ثم في تصريح متناقض وفي نفس البيان قال التجمع "إن الأمن مسئولية الداخلية فلندع لهم هذه المسئولية وذلك لنفوت على مثيري الشغب جر البحرين نحو الصراع الطائفي".
آخر محاولات الترهيب الفاشلة والمستهلكة لفواز والحمد وعبر حسابه على تويتر
قال فواز آل خليفة، رئيس هيئة الإعلام، إن التلفزيون سيعرض صوراً لمن أسماهم "بلطجية" مجمع السيف، داعياً متابعيه علانية لإبلاغ الشرطة عن من يتعرفون على هويته منهم.
يأتي هذا التطور، مصحوباً باستدعاء عاجل للنجم المتخصص في هذا المجال، سعيد الحمد، ليقوم بتقديم البرنامج الذي بث خصيصاً لهذا الغرض. وبعد أن بث التلفزيون عدة أغان تمجد في "سمو" الأمير العجوز، عرض البرنامج صورا للمتظاهرين من زوايا مختلفة، مذيلة بدعوة مكتوبة للإبلاغ عن "أي مخرب يتم التعرف عليه".
في حين رجع الحمد لهوايته في التحريض والتهريج، لكنه بدا متململاً ومتعباً، ودون جديد، كما بدت نكاته مستهلكة، وغير مجدية. ولكي يكتمل السيرك، استضيفت الكاتبة الفذة سوسن الشاعر، لتنفس عن امتعاضها وحرقتها من خطاب أوباما الأخير، مطالبة من جديد بالقصاص ثم القصاص، رغم أن ريقها قد نشف وهي ترعد بذلك منذ بداية الأزمة.
المتظاهرون الذين ألفوا هذه الفتنة، ونالتهم أنواع أشد من الاستهداف والتنكيل والعذابات، لم يلتفتوا إليها، ولم تلق أي صدى أو ردود فعل منهم، سوى السخرية والتجاهل.
يريد فواز المتهم بتعذيب صحفيين اعتقلوا فترة السلامة الوطنية، أن يساهم في تخفيف الأزمة الخانقة التي تعصف بالحكومة وتضعها في أسوأ المواقف وتحاصر محاولاتها اليائسة لإظهار الحياة طبيعية وفي أكثر الظروف حساسية عشية الانتخابات التكميلية المفترضة، عبر محاولات أخرى للترهيب والترعيب، بعد أن سقطت كل محاولاته السابقة وباءت بالفشل الذريع.
ليس غريباً أن يقوم التلفزيون الرسمي بمهمة كشف الجناة المزعومين بدلاً من وزارة الداخلية، التي ستظل عاجزة عن فعل أي شي أمام هذا المد من الاحتجاج النوعي، ولا غرابة أن لا يذكر أي شيء مما حدث لاحقا في مجمع الريم بالرفاع حين عمد بعض المخربين إلى تكسير واجهات مقهى كوستا التابع لرجل الأعمال المعروف فيصل جواد.
لكن ما أثار نقمة المتظاهرين، هو اعتقال قوات الأمن فعلاً لعدد كبيراً من الفتيات من داخل المجمع وما قام به مرتزقتها من الاعتداء الآثم على حرماتهن حيث التقطت عدة صور لهن وهن مكبلات وملقيات على الأرض بشكل لا أخلاقي ومهين.
وتوعّدت مجاميع شبابية برد رادع يتناسب وحجم هذا الاعتداء ممن وصفوهم بأشباه الرجال، مؤكدين أنه لن يؤثرعلى عزيمتهم في استرجاع ميدان الحرية المحتل وتحريره من أيدي الطغيان والاستبداد، وأن الزحف تجاه الحرية مستمر اليوم كما كان مخططاً له.
- وكالة أنباء البحرين: زيارة خليفة لمجمع الستي سنتر