» تقارير
البحرينيون وميدان الشهداء: حانت ساعة الصفر!
2011-09-23 - 7:57 ص
مرآة البحرين (خاص): بعد ساعات يصنع التاريخ من جديد، إذ يعتزم الشباب البحريني القفز بثورتهم الفتية نحو منطقة أكثر حرجاً، يريدون كسر إرادة الآلة العسكرية التي دشنها دخول قوات درع الجزيرة التي تسللت السعودية باسمه لاحتلال البحرين والسيطرة على القرارين السياسي والاقتصادي.
كما قال لهم أمين عام جمعية الوفاق الشيخ علي سلمان على المستوى السياسي "خسئتم"، فإن الشباب البحريني التواق للانتقال ببلده نحو الديموقراطية، سيقول غداً الجمعة وبعده السبت لأصحاب القرار العسكري "خسئتم".
الجميع على أعصابه، نظاماً ومحتجين، فتباشير يوم الجمعة 23 سبتمبر تلوح، فبعد سبعة أشهر من خروجهم منه، سيزحف ثوار البحرين للعودة المباشرة إلى موقع دوار اللؤلؤة الذي هدمه النظام، سيكون اسمه الجديد ميدان الشهداء، فقد أعلن ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير قبل أسابيع تاريخ العودة للميدان، وحدد يومي الجمعة 23 والسبت 24 سبتمبر يومين للزحف الجماهيري للوصول نحو موقع الميدان.
السلطات العسكرية بسبب معرفتها بجدية خطوات ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير، اتخذت إجراءات أمنية متعددة، أولها نشر نقاط تفتيش في عدد من المفارق والدوارات، ثانيها: ملأت ميدان الشهداء بمدرعات جهاز الحرس الوطني الذي يقوده شقيق الملك، ثالثها: عاد عسكر الحرس الوطني والمخابرات بكثافة إلى مستشفى السلمانية الطبي لأجل إخفاء أية جريمة يقوم به العساكر مع المتظاهرين، بينما انتشر مرتزقة جهاز الأمن الوطني في المناطق والشوارع لمراقبة كل شاردة وواردة. السلطات العسكرية التي يقودها المشير الفاشل عمدت إلى جلب سيارات مدرعة، هي صهاريج لرش الماء الحار على المتظاهرين، إضافة لذلك طوق سيارات قوات المرتزقة العاملين في جهاز مكافحة الشغب مسلحين بالرصاص الانشطاري والمطاطي، وقذائف مسيل الدموع والغازات الخانقة. كما تمّت زيادة عدد حواجز الأسلاك الشائكة حول ميدان الشهداء، الميدان حالياً محاط بالتفافات شائكة من كل جهاته.
منذ الليل حوصرت المناطق القريبة من ميدان الشهداء مثل: السنابس، الديه، جدحفص، البرهامة، وذلك منعا من تدفق الشبان والشابات نحو المناطق التي يتوقع النظام أن الثوار سيزحفون منها نحو الميدان.
من جهته، قام ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير بإخفاء خطة العودة لميدان الشهداء، وأصدر عدة بيانات، أولها نداء للمفوضية السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية العالمية لمراقبة ما سيفعله النظام غداً وبعد غد، كما أصدر بياناً ثانياً هو عبارة عن نداء لوسائل الإعلام لمتابعة الأحداث التي ستعصف بالبحرين منذ يوم الغد.
الائتلاف الشبابي، أصدر بيانين آخرين يوم الخميس، أعلن فيهما عدة أمور أولها الطلب من المتظاهرين رفع أعلام البحرين بكثافة واتباع أسلوب الهرولة نحو الميدان، واستخدام مكبرات الصوت اليدوية لرفع الشعارات الملبية للبحرين والشهداء، من أجل شحذ الهمم وتقوية روح الحماس، كما طلب الائتلاف من المواطنين الحذر من الشائعات التي يعمد النظام إلى بثها.
وكان النظام قد أطلق شائعة اتضح كذبها، مفادها أن الديوان الملكي أرسل وفداً لإقناع الشيخ عيسى قاسم بنصح الشباب بعدم التوجه لموقع ميدان الشهداء لكيلا تقع مجزرة، اتضح الكذب البيّن لهذه الشائعة وفشلها في النيل من الروح الزاحفة بقوة نحو لؤلؤة الميدان.
تحول تويتر إلى ساحة للتواصي والتحفيز، حضر ذكر الشهيد رضا أبو حميد، حضرت الشهادة وغابت السياسة. البحرينيون الذين أنتهو للتو من إحكام طوق الكرامة باتو من يسيطر على نتائج البحث عن هذه الكلمة. باتت الكرامة بحرينية، وصار المخيف أن لا أحد خائف!
الكل يسأل عن ساعة الصفر التي سيبدأ فيها الزحف، لكن الائتلاف الشبابي ترك ساعة الصفر سراً سيعلن عنه في وقت مناسب.
في المناطق التي تقطنها غالبية معارضة، صدحت أصوات التكبير عند العاشرة ليلاً، وفتحت المساجد مكبرات الصوت بالأدعية الدينية لشحذ الهمم، وينقل أحد النشطاء أن البحرين تعيش هدوء ما قبل العاصفة تماماً كما كانت ليلة 14 فبراير.
ساعات قليلة وينجلي الغبار، فأمام الثوار يومان لاستعادة ميدان الشهداء وجعله منطقة مركزية للاحتجاجات، كما كان الحال منذ 18 فبراير حتى 16 مارس.