» تقارير
5 أيام مرعبة تطوق الحكومة: من طوق الكرامة إلى ماراثون مجلس الوزراء
2011-09-20 - 11:28 ص
مرآة البحرين (خاص): دخلت الحكومة بكل أجهزتها السياسية والعسكرية في حالة طوارئ واستنفار مع التحشيد الكبير للفعاليات الجماهيرية القادمة وعلى رأسها (طوق الكرامة) أو ما أسمته شبكة CNN بحصار المنامة.
ماراثون المفصولين |
وأظهرت الحكومة تخوفها الكبير من (طوق الكرامة)(1) وهي الفعالية التي دعا إليها مطلقو شرارة 14 فبراير عبر ملتقى البحرين (بحرين أون لاين) كاستئناف للحضور الجماهيري على الأرض مجدداً، وكنوع من العصيان المدني السلمي عبر التوجه بالسيارات جماعياً إلى الشوارع المحيطة بالعاصمة، لشل الحركة المرورية فيها تماماً في شكل (حلقة مغلقة) يوم غد الأربعاء 21-9-2011.
بتلكو تقطع الاتصال والمشير يتفقد وحدة قتالية
وفي تطور لافت، بينت شركة بتلكو للاتصالات أن شبكة (3G) للهاتف النقال ستتوقف عن العمل في الفترة من 8-12 صباح يوم الأربعاء وذلك بغرض التحديث جنوب البلاد (وهي منطقة تكاد تخلو من السكان ومقر للقواعد العسكرية)(4)، فيما صنف ضمن التدابير التي اتخذتها الحكومة لعرقلة الفعالية.
من جانب آخر قالت وزارة الداخلية إنها "ستتعامل بموجب الصلاحيات القانونية المخولة لها لمنع أي محاولات للخروج عن القانون" وأضافت أن ذلك يأتي في إطار "متابعة ورصد الدعوات التي يتم بثها عبر المواقع الالكترونية أو تداولها بأية صورة والتي تدعو إلى تعمد تعطيل حركة المرور باستخدام السيارات" ي إشارة لفعالية طوق الكرامة.
وهددت الوزارة بإجراءات صارمة ضد كمل من يتم ضبطه مشاركا حسب تعبيرها، وكانت هيئة شؤون الإعلام قد أصدرت بياناً صحفياً أدانت فيه بشدة الدعوات التي يتم بثها عبر المواقع الالكترونية "والتي تدعو إلى تعمد تعطيل حركة المرور" وقالت إن هذا العمل ليس عصياناً مدنياً بل عملاً غير قانوني.
وفي لهجة غريبة، أعربت الهيئة عن "استنكارها" لهذه الدعوة المغرضة وحذرت من أنه لن يتم التسامح مع هذه الدعوة الرامية إلى شل الاقتصاد وعرقلة سير الانتخابات التكميلية، بل وحرّضت الهيئة المواطنين للتعبير عن مواقفهم التي يجب ألا تكون إلا "إدانة الدعوة إلى تعطيل الحركة في مملكة البحرين" بحسب البيان.
وهذه هي المرة الأولى التي تعلق فيها جهات رسمية على دعوات تحشيدية مجهولة المصدر تنتشر عن طريق القنوات الإلكترونية، وبهذه اللغة التهديدية الصريحة، كما أنها المرة الأولى التي تقوم فيها شركة اتصالات بتحديث شبكتها في الفترة الصباحية!
من جانب آخر، وكما هو معتاد قبل أي حدث قد يشكل نقطة انعطاف ميدانية، قام القائد العام لقوة الدفاع المشير خليفة بن أحمد بزيارة تفقدية لإحدى الوحدات القتالية بقوة الدفاع، وذلك للاطلاع على "مدى الجاهزية القتالية"، يذكر أن المشير قام بمثل هذه الزيارات قبيل ضرب الدوار في المرة الأولى، وكثف هذه الزيارات قبيل الضربة الثانية، وللتو استأنفها اليوم بعد أكثر من 3 أشهر من انتهاء فترة "السلامة الوطنية". ويترافق مع الزيارة التفقدية للمشير،أنباء عن دخول مزيد من القوات العسكرية السعودية، تحسباً لما يمكن أن حدث في هذه الأيام الخمسة.
5 أيام غاضبة ستحرج الملك في الأمم المتحدة
وبينما يستعد الملك بمعونة مستشاريه من أهل الأدب والإنشاء، بالإعداد لخطابه الذي سيلقيه في اليومين القادمين أمام الدورة 66 للأمم المتحدة. ستسند خطابه 5 أيام غاضبة يستعد الإعلام الدولي لتغطية أحداثها بشكل موسع، ما سيلقي بظلال كثيرة على هذا الخطاب.
وفي الوقت ذاته، تعيش الحكومة اضطراباً مع إصرار الجماهير على تصعيد وتوسيع رقعة الاحتجاجات لتأخذ الشكل المركزي مجدداً، والحكومة التي لا تعرف سوى الحلول الأمنية، بدت متخبطة في التصرف مع هذه الدعوات نظراً لانشغالها بتنظيم العملية الانتخابية ومواجهة حملة المقاطعة من المعارضة السياسية، ويأتي تخوف الحكومة من عدم القدرة على منع مثل هذا التحرك والسيطرة عليه، وما يمكن أن يحدثه من تداعيات.
ويتقاطع حدث الانتخابات التكميلية مع 5 أيام (غاضبة) تبدأ من غد الأربعاء، حيث فعالية طوق الكرامة التي تتميز بأنها لا تتبع أي جهة أو طرف سياسي، ما يظهرها جماهيرية وشعبية، وصارت الفعالية الحديث الوحيد للناس عبر وسائل الاتصال، إذ امتلأ فضاء تويتر بالتعليقات والإشارات التنظيمية وتبادل التحشيد، ورحب بهذه الفعالية النوعية العديد من الشخصيات المعروفة، منها النائب السابق علي الأسود والحقوقي نبيل رجب وغيرهم.
وتأتي الفعالية لنقل الحراك والاحتقان العام من النفوس والعوالم الافتراضية، إلى الميادين مجدداً، ولكن بصورة حذرة وهادئة، وكمنعطف جديد يظهر مدى الاضطراب والتأزم السياسي عند قطاع عريض من الشعب، تعرضت كرامته وحريته للهدر والاستهداف عبر حملة القمع المنظّمة.
من جانب آخر، تستعد الجمعيات السياسية إلى أول تجمع مشترك وذلك تحت شعار (يوم الوحدة الوطنية) في توبلي عصر الخميس 22 سبتمبر/أيلول، وتنتظر جماهير المعارضة يومين شديدين هما الجمعة والسبت، إذ تشتغل قوى شباب 14 فبراير منذ فترة على التحشيد لمظاهرات كبيرة تتزامن مع الانتخابات التكميلية، بهدف تحرير دوار اللؤلؤة واستعادته، ووعدت القوى الشبابية بالكشف عن الخطة والتفاصيل لاحقاً.
وبحسب مراقبين، فإن هذين اليومين سيكونان من أخطر الأيام منذ إخماد الاحتجاجات السياسية في مارس/آذار الماضي، وذلك لامتلاء الناس بالغضب الشديد على النظام، بعد قتل 3 شبان بينهم طفل خلال الشهر الجاري، والتنكيل بجنائزهم، علاوة على القمع اليومي المستمر، والنكث بوعود إرجاع المفصولين والرجوع عن محاسبة بعض من أوقف مؤخراً بتهمة الاشتراك في عمليات التعذيب، وانسداد الأفق في ظل انحلال تدريجي في السلطة المركزية للنظام.
والملفت، أن صحيفة GDNالبحرينية (3) قد نشرت خبراً عن دعوات المشاركة في (طوق الكرامة) كما نشر موقع سي إن إن باللغة العربية تقريرا قال فيه "إن المعارضة البحرينية تتجه إلى حصار المنامة بزحف أكبر عدد ممكن من السيارات والمركبات إلى وسط العاصمة تعبيرا عن احتجاجاتها ضد الحكومة" ويؤمل أن يستغل الوجود المكثف للإعلام الدولي بسبب الانتخابات لتغطية هذه الفعاليات ونقل حركة الشارع المعارض للرأي العام العالمي.
بين طوق الكرامة، وماراثون تطويق مجلس الوزراء، خمسة أيام، قد تكون كفيلة بتغيير المشهد مجدداً.