» تقارير
مسافة شرف: بين سترة و(دوار الساعة)
2011-09-15 - 9:03 ص
تجمع دوار الساعة (يمين)، الفتى الشهيد علي الشيخ في مهرجان "من أجل الوطن": مسافة شرف
مرآة البحرين (خاص): بينما شبكات التواصل الاجتماعي وأجهزة الاتصال، تتناقل بغضب، خبر استشهاد جواد أحمد هاشم مرهون من منطقة سترة (مواليد 1976)، بسبب تعرضه للاختناق بالغازات السامة والمسيلة للدموع التي يلقيها رجال الأمن بكثافة غير طبيعية على المحتجين في منطقة سترة وداخل بيوتها، كان دوار الساعة في منطقة الرفاع، وما تسميه الموالاة (ساحة الشرفاء) في البسيتين ليلة أمس، يشهدان غضب آخر. إنه غضب خبر تحويل 4 من رجال الأمن المتورطين في تعذيب المعتقلين السياسيين للتحقيق.
سقوط الشهداء واحداً وراء الآخر على يد رجال الأمن، وحكايات الانتهاك والتعذيب التي لم يعد بإلامكان إخفائها أو التستر عليها، والتي أكدها بسيوني عبر تصريحاته، وأعاد الملك التأكيد عليها في خطابه الأخير في العشر الأواخر من رمضان، هذه الانتهاكات لم تحرك غضب (الشرفاء) ولا حتى مرة واحدة، لكن يكفي أن يُنشر خبراً، وإن كان شكلياً، عن تحويل أحد رجال الأمن من المتورطين في الانتهاك أو القتل إلى التحقيق، ليقوم غضب (الشرفاء)، ولتقوم قيامة شرفهم. الشرف في الدفاع عن القاتل وتخوين المقتول.
وبينما يتم، من قبل الأمن، قمع كل خروج، يطالب بحقوق الشعب في داخل القرى، بمسيلات الدموع والغازات الخانقة، يقوم الأمن نفسه، بحماية خروج (الشرفاء)، وتنظيم الازدحام المروري الذي يسببونه، وتعطيل حركة شارع رئيسي في الرفاع، وفي ساحة البسيتين. الأمن نفسه، لكن الشرفاء ليسوا أنفسهم.
وفيما يتهيأ الشارع ليوم الغد، حيث جنازة جديدة، وتوديع جديد لشهيد آخر للقمع، ويتبادل عبر رسائله وتغريداته: "وأنت ترفع كفيك للقنوت، تذكر أن سترة اليوم قدمت شهداء على عدد أصابعك، غداً في التشييع ارفع الكفين للسماء واقرأ الفاتحة للشهداء"، فإن الطرف الآخر من (الشرفاء)، يتناقلون عبر رسائلهم التي يتبادلونها "تكبير يا أهل السنة، يتجمع أهل السنة والجماعة ضد التنازلات والتخاذل الواضح ضد الخونة الشيعة في الحنينية الساعة 5 مساء يوم السبت القادم انشالله.. تكبير يا أهل الخير والدين تكبير.. يا أهل المحرق والرفاع سيعلمون يوم السبت القادم أننا لا يمكن أن يتم تهميشنا.. وأننا لم ولن نرضى بالمزيد من التنازلات.. الرفاع ستهز سترة وجدحفص بالتكبير وذكر الله.. الرفاع ستزلزل البسيوني وأوامره المتخاذلة.. ضغوط الرفاع أقوى من الضغوط الدولية.. تكبير تكبير تكبير". التكبير نفسه، لكن الكبير ليس واحداً.
كانت ليلة البارحة تعبر عن هذه المسافة تماماً، إنها المسافة بين الشهداء ومن يطلقون على أنفسهم الشرفاء، المسافة بين نفرة وطن وفزعة طائفة، بين ثمن يُدفع وثمن يؤخذ، بين شرف يُدّعَى وشرف يُنال.