مرآة البحرين (خاص): بعد سلفنة وزارة التربية والتعليم على يد وزير المكارثية ماجد النعيمي، وتحويل إداراتها إلى كانتونات طائفية ذات لون سلفي وإخوانجي مذهبي، فإن الوزارة، بدأت العمل على سلفنة المدارس التابعة لها أيضاً بشكل أكثر صراحة هذا العام، إغراق مدارس التعليم الأساسي والثانوي بمعلمين وافدين من جنسيات مختلفة يغلب عليهم اللون السلفي والإخواني، وقد حصل الوزير المكارثي النعيمي على الفرصة الذهبية لفعل ذلك بعد حركة الاحتجاجات ذات الغالبية الشيعية في فبراير الماضي، وما تبعها من انتقام ممنهج ومسيس، متضمناً أنواع مختلفة من الانتهاكات أحدها سياسة التجويع الطائفي.

ففي الوقت الذي تم فيه فصل وتوقيف المئات من المعلمين المؤهلين والمدربين من الكوادر التعليمية من حملة شهادات البكالوريوس والماجستير والدكتوراة في التخصصات العلمية المختلفة لأسباب سياسية طائفية، وتم تعطيل توظيف عدد من الخرجين وحملة الشهادات لنفس الأسباب، تم توظيف متطوعين من أصول بحرينية وعربية، ممن يحملون شهادات دون الإعدادية والثانوية، وجلب معلمين من جنسيات مختلفة للتدريس في المدارس الحكومية.

أحد أولياء الأمور يروي لمرآة البحرين متعجباً من حدث غريب يشهده لأول مرة في مدارس البحرين، وهو أن معلمة سعودية الأصل تم توظيفها هذا العام في وزارة التربية والتعليم (تربية إسلامية بمدرسة أم كلثوم الاعدادية للبنات)، أمرت الطالبات منذ دخولها الأول عليهن في الصف أن يرتدوا مريولاً طويلاً (ماكسي)⁽¹⁾ في حصتها، وقالت لهم بطريقة زاجرة ومنفرة: "ألا تستحون أن ترتدوا مريولاً يظهر جزءاً من أرجلكم؟ أنا أستحي أن أرى طالبة ترتدي مريولا يظهر منها شيء"، وحين قالت لها إحدى الطالبات أن مريولها غير قصير بل أن طوله تحت الركبة، وأنها لا تملك مريولاً (ماكسي)، أجابتها لا يهمني ذلك، من لا تملك مريولاً طويلاً لا تجلس في حصتي هكذا، فلترتدي العباءة وتجلس بها في الصف. وحين قالت لها طالبة أخرى إننا طوال سنواتنا السابقة لم تطلب منا معلمات التربية الإسلامية ذلك، قالت لا تهمني الأخريات، أنا قلت لا أريد في حصتي أن تجلس طالبة دون ثياب طويلة محتشمة، في إشارة إلى أن من لا يرتدين المريول الماكسي غير محتشمات. كان هذا بالإضافة إلى خشونتها في التعامل مع الطالبات كافياً لنفرة الطالبات منها واستياءهن من حصة التربية الإسلامية التي لم تبدأ بعد.

يضيف ولي الأمر، أن النظام في مدرسة أم كلثوم يمنع ارتداء مريول فوق الركبة، وهو قانون تحرص عليه المدرسة منذ سنوات، ويحترمه أولياء الأمور، ويلتزمون به، لكن أن تأتي معلمة وتفرض على الطالبات ارتداء "الماكسي"، فهذا جديد وغريب وفيه تجاوز للحريات الشخصية للطالبات، فليس جميع الطالبات محجبات، ولهن حرية أن يلبسن ما يشأن طالما لم يخالف القوانين المتعارف عليها في وزارة التربية، وتعد هذه ظاهرة غريبة في مدارسنا.

1. الماكسي: تصميم فضفاض طويل للثوب المنسدل (قطعة واحدة في الأغلب) ليصل إلى جوزة القدم.