هل تطيح أزمة تكدس حافلات الجسر بمجلس إدارة «الغرفة»؟
2014-07-09 - 7:48 م
مرآة البحرين (خاص): أفادت معلومات من غرفة تجارة وصناعة البحرين أن أزمة تكدس الشاحنات على الجسر قد تطيح برئيس مجلس إدارة الغرفة بخالد المؤيد ومجلس إدارته، الذين فازوا بالمجلس عبر توازن هش بين القائمتين الرئيسيتين المتنافستين، وهما قائمة خالد المؤيد التي اكتسحت الانتخابات وقائمة خالد الزياني التي فاز منها بضع أفراد.
ويأتي هذا الشعور تجاه المجلس الحالي بعد أن بدا أعضاؤه المنتخبون حديثا ورئيسهم عاجزين تماما عن فعل أي شيء مفيد لطابور طويل من الشاحنات تتكدس يوميا على الجانب البحريني من جسر الملك فهد، وهو الرابط البري الوحيد بين البحرين والعالم عبر السعودية ومضى على افتتاحه أكثر من ربع قرن.
ولم يشهد جسر الملك فهد في تاريخه هذا التكدس إلا بعد أحداث العام 2011 حين بدأت ممارسة الانتقام من كل التجار بمختلف أطيافهم وخاصة الشيعة منهم أو من لديهم نسبة عمالة أكبر من الشيعة وخاصة سائقي الشاحنات أو أولئك الذين لم يمتثلوا لأوامر النظام.
وذكرت المعلومات أن "الجميع يدرك أن معظم أعضاء مجلس إدارة غرفة التجارة والصناعة ليسوا ممن يعانون فعليا من مشكلة الجسر لأن معظمهم تجار تقوم تجارتهم تقوم على الاستيراد، خاصة وأن الجانب السعودي لا يعطل الشاحنات الواردة إلى البحرين بهذا الشكل".
وإن كان هناك تكدس ما على الجانب السعودي إلا أنه ليس مماثلا لنظيره على الجانب البحريني. ولذا، فإن من يعاني بشكل أكبر من المشكلة هم الصناعيون الذين يصدرون منتجاتهم من البحرين إلى العالم برا عبر الجسر بما فيهم تجار سعوديون تصل بضائعهم من الخارج إلى موانئ البحرين ثم تصدر إليهم عبر جسر الملك فهد.
وكان المؤيد وكتلته والكتلة الأخرى المنافسة له قد خاضوا انتخابات غرفة التجارة منذ بضع أشهر على وقع شعارات رنانة عن أنهم سيحلون مشكلة تكدس الشاحنات، إذ حصل المؤيد على تطمينات من شخصيات عالية المستوى في الحكومة أن الحكومة ستقدم له حلا سريعا للمشكلة يجعل من فوزه علامة ذات مغزى للتجار والصناعيين، لكن ما حدث أنه بعد فوز المؤيد ومعظم أفراد كتلته بعضوية مجلس إدارة الغرفة أصبح الوضع أسوأ مما كان عليه قبل انتخابات الغرفة.
وحسب المعلومات فإن "المبررات التي تساق والحلول التي تطرح باتت مضحكة ومحل سخرية التجار الذين نظمت لهم غرفة التجارة ثلاثة لقاءات تشاورية ودعت إليها إدارة الجمارك، لكنها تحولت بدلا من وضع حل للمشكلة إلى تحميل التجار المسئولية حيث اتهمتهم إدارة الجمارك بأنهم لا يفهمون في آليات ختم شهادات المنشأ ويحتاجون إلى التدريب أو حملت الجانب السعودي اللوم بالقول إن السبب هو مشكلة دوام موظفي الرقابة على الجانب السعودي".
وقال بعض التجار: "جئنا لنتشاور معهم في الحل فحملونا مسئولية التكدس وحولوا الموضوع بقدرة قادر إلى مشكلة شهادات المنشأ أو ألقوا اللوم على الجانب السعودي وهو منها براء، بل الواقع إن الجانب السعودي نفسه مستغرب من بطء تفويج الشاحنات على الجانب البحريني وعرض حلولا عديدة حال دونها عقلية الجانب البحريني ورغبة القائمين على زمام الأمور في الانتقام وتعذيب أصحاب الصادرات على خلفية الانتقام منهم لأسباب تتعلق بأزمة العام 2011 وتداعياتها".
وسخر أحد أصحاب مصانع الأغذية خلال اللقاء من إدارة الجمارك قائلا لهم إن الحدود الإماراتية ـ السعودية "يتم عبرها تفويج عشرة أضعاف العدد الذي يتم تفويجه عبر الجسر"، وهو ما قوبل بتصفيق حار من التجار في اللقاء في تهكم على اقتراح الجمارك باستخدام الشحن البحري مجددا عبر ميناء خليفة إلى ميناء الجبيل أو عبر الزلاق إلى ميناء العجير.
ويتساءل أحدهم بالقول: "كيف نعود القهقرى للشحن البحري كأننا في زمان الفرضة؟ بعد كل هذا الاحتفاء الذي قيل في تدشين الجسر وتدبيج القصائد فيه خاصة قصيدة المرحوم غازي القصيبي الذي وصفه بقوله "ضرب من العشق لا دربٌ من الحجرِ / هذا الذي طار بالواحات للجزرِ" عشية افتتاحه في العام 1986"ز
ويتندر التجار على تصريح نائب رئيس الغرفة بعد حضوره غبقة السفارة السعودية، فبدلا من أن يبشر بحل مشكلة الشاحنات على الجسر جاء يبشرهم بفتح فرضة جديدة في الزلاق، ما دفع التجار إلى القول بأن هذا التصريح "ليس إلا سخرية من معاناتهم".
وعن خلفية النزاع المفترض بين العضو في مجلس الإدارة نبيل كانو والرئيس التنفيذي للغرفة نبيل آل محمود، قال المصدر: "هذا غيض من فيض وهو فقط ما نراه على السطح إذ أن أزمة الشاحنات هي المؤذن الأكبر اليوم بشرخ غائر في الغرفة كتعبير عن أزمة ثقة بين مكونات الطيف التجاري بفعل انحياز الحكومة لطيف ضد آخر وبُعد مهني بفعل عدم اكتراث من تقوم تجارتهم أساسا على الاستيراد بمصالح أولئك الذين تقوم تجارتهم على التصدير والذين هم الضحايا الأكثر لمشكلة تكدس الشاحنات".