سائق المشرحة والد الشهيد العبار: سلَّم جثث الشهداء ومازال ينتظر جثة ابنه
2014-05-20 - 5:23 ص
مرآة البحرين (خاص): لم يكن يوم أمس كسائر الأيام عند والد الشهيد عبد العزيز العبار (27 عاما)، ركب سيارة نقل الجثث كالعادة بعد أن نقلت الجثة فيه، انتظر مرافق الجثة ليركب معه، ومنذ الوهلة الأولى لمح الحزن الفظيع على ملامح الرجل، عيناه محمرتان من البكاء، أنفاسه كانت ترسل ألما فظيعا، ليكتشف بعدها أن المرافق الذي يركب معه هو والد الشهيد "علي فيصل" الذي قتل في سترة يوم الجمعة الماضي في ظروف غامضة.
عرّف والد العبار بنفسه وهنا كانت المفاجأة لوالد الشهيد علي فيصل، أبدى تعجبه واستغرابه "أنت والد الشهيد العبار، يا لصبرك! لقد هوّنت حزني، كنت أظن أنني الوحيد المفجوع بابني، لكن وجدت أن مصيبتك أعظم من مصيبتي!" تساءل والد الشهيد فيصل "كيف يمكنك القيام بنقل الموتى؟ وأنت لم تستلم جثة ابنك بعد!!!"
يعمل والد العبار في قسم المشرحة بمستشفى السلمانية، وهو من يقوم بنقل الجثث بسيارة المشرحة ويسلمها لذويها في المقبرة. في الشهر الماضي ومنذ استشهاد ابنه تغيّر كل شيء، مضى أكثر من شهر وهو يرى جثة ابنه ممددة أمامه دون أن يستطيع فعل أي شيء.
يوم أمس كان يوما آخر في صمود هذا الرجل. لقاء هو أشبه باللقاء في الجنة بين والدي الشهيدين، وما يميّزه هو تلك القدرة الغريبة على الصبر والتأسّي!
لم يكن الأمر بالسهل على والد العبّار، فأمام ناظريه تخرج الجثث يوميا وتسلم إلى ذويها، عدا جثة ابنه التي أصبحت حبيسة ثلاجة المستشفى "لكنني مؤمن بإرادة الله تعالى، وسيأتي اليوم الذي تتحرر فيه جثة ابني ويوارى الثرى كسائر الموتى".
مضى على استشهاد العبار أكثر من شهر، لكنه لا زال في ثلاجة الموتى بعد رفض عائلته تسلمه جثته بسبب عدم بيان المسبب الحقيقي للوفاة، وهو إصابته بطلق ناري أدى إلى تلف دماغه ودخوله في غيبوبة مدة 55 يوما توفي بعدها. قتل العبّار على يد أجهزة الأمن التي لا تزال تفتك بالمتظاهرين في البحرين، لكن مأساته لم تنته عند هذا الحد!
هو ليس كسائر الموتى، ولربما عبر تاريخ مشرحة مستشفى السلمانية كله، لم تكن هناك جثة تبقى كل هذه المدّة دون مواراة، لكن الأكثر تأكيدا أنّ أي ميت كان، مهما طالت مدة بقائه في ثلاجة الموتى، هو ليس ابن الرجل الذي ينقل الموتى كل يوم من المشرحة!
- 2024-11-13صلاة الجمعة.. لا بيع أو شراء في الشعيرة المقدّسة
- 2024-11-13ملك المستعمرة أم ملك البحرين: كيف تتعامل المملكة المتحدة مع مستعمرتها القديمة؟ ولماذا لم تعد تثير أسئلة حقوق الإنسان على فارس صليبها الأعظم؟
- 2024-11-05الجولة الخائبة
- 2024-11-03هكذا نفخت السلطة في نار "الحرب" على غزة كتاب أمريكي جديد يكشف دور زعماء 5 دول عربية منها البحرين في تأييد عمليات الإبادة
- 2024-10-29هذه النماذج التي صدّرتها عائلة آل خليفة للعالم العربي