كاتب إمارتي يدعو لاستئصال شيعة البحرين...وملك السعودية لإيقاف تدخل أوباما بشؤون المنامة

خلف أحمد الحبتور
خلف أحمد الحبتور

2014-03-19 - 2:47 م

مرآة البحرين: في مقال تحريضي، دعا الكاتب الإماراتي في صحيفة "البيان" الإماراتية خلف أحمد الحبتور، إلى استئصال شيعة البحرين، مطالبا ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، للعمل "مع نظرائه قادة دول مجلس التعاون الخليجي، لوضع حد نهائي لهذا الانحطاط". كما دعا الحبتور ملك السعودية لأن "يُسمِع الملك عبدالله الرئيس أوباما الكلام الذي يستحقّه، في حال تجرّأ على انتقاد المنامة".

وقال الحبتور "لقد طفح الكيل، على البحرين أن تفعل كل ما بوسعها لاستئصال هذا الوباء من الخليج، قبل أن تنتقل العدوى إلى جيرانها. ينبغي على صاحب الجلالة، الملك حمد بن عيسى آل خليفة، أن يعمل مع نظرائه قادة دول مجلس التعاون الخليجي، لوضع حد نهائي لهذا الانحطاط. وفي الوقت الذي يتدفّق فيه الأشخاص من مختلف أنحاء العالم للعمل والتقاعد في الخليج، لأنهم يدركون تماماً أننا نقدّم لهم ما يعجز معظم البلدان الأخرى عن توفيره، على الشيعة في البحرين، الذين يرفضون طريقة عيشنا وأسلوبنا في الحكم، أن يعيدوا النظر قبل أن يجدوا أنفسهم في عزلة أكبر".

وربط الحبتور بين الملف السوري والملف البحريني حين قال "آمل حقاً أن يُسمِع الملك عبد الله الرئيس أوباما الكلام الذي يستحقّه، في حال تجرّأ على انتقاد المنامة. لقد تنازل الرئيس الأميركي عن حقّه في التدخّل في الشؤون العربية عندما أخلّ بتعهّده بإنهاء النزاع السوري، وعاقب مصر على تخلّصها من حكومة "الإخوان المسلمين"، وبدأ يتملّق لإيران".

وأضاف "كنت في مرحلة سابقة المعجب الأول بأوباما، لكنني لم أعد كذلك! لقد خُدعنا عندما صدّقنا أنه يعني فعلاً ما يقول، حين مدّ يده إلى العالم العربي في مطلع ولايته الرئاسية الأولى. تراودني شكوك قوية بأنه يخبّئ أجندة سرّية، يسعى من خلالها إلى عقد صفقة كبرى مع الأئمة الإيرانيين".

وأشار الحبتور في بداية مقاله "من يعتقد جدياً أن الاحتجاجات في البحرين هي مجرد مظهر آخر من مظاهر ما يُسمّى خطأً "الربيع العربي" (أشخاص عاديون يطالبون سلمياً بإصلاحات سياسية)، إما مسيَّر أيديولوجياً أو مضلّل جداً، وإما خدعته الدعاية المضللة. يدرك البحرينيون المتمسّكون بوطنيتهم، أنهم من الأوفر حظاً على وجه الأرض، لأنهم مواطنون في هذه الجزيرة التي أنعم الله عليها، وتتمتّع بواحد من الاقتصادات الأكثر ليبرالية وتنوّعاً في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا".

واستدرك "لكن المتظاهرين - أو بالأحرى المشاغبين - وبدلاً من أن يحمدوا ربهم على هذه النعم، يعمدون إلى تشويه الطابع السلمي لهذه الدولة الخليجية، ويعطّلون تقدّمها الاقتصادي طوال الأعوام الثلاثة الأخيرة. وقد تحوّل ما يُعرَف بـ "ائتلاف 14 فبراير" الذي شكّله طلاب عبر وسائل التواصل الاجتماعي عام 2011، إلى تنظيم متشدّد يدعو للثورة المسلّحة، ويُقرّ بفخر واعتزاز بتورّطه في تفجيرات إرهابية".

ولخص الحبتور الثورة البحرينية، بمنظار من نوع "يفتعل الفوضويون التوتّر لأسباب واهية، لأنه ليست هناك مشاكل جوهرية كي يشتكوا منها، مثل مستوى المعيشة أو الفرص أو حرية التعبير. إنهم يلفّقون حججاً وأعذاراً لا أساس لها من الصحة"

وزعم أن ما يحدث "خدمة لهدف أكبر، خطّط له في طهران، التي لطالما سعت لوضع يدها على أراضٍ بحرينية، وتعمل على توسيع ما يُعرَف بالمثلّث الشيعي الذي يمتد من العراق إلى سوريا، وصولاً إلى اليمن جنوباً".

واتهم الحبتور إيران بـأنها "تعمد إلى تلقين العقيدة لعناصر ينتمون إليها في البحرين، وتمويلهم بهدف تأجيج الاضطرابات الاجتماعية والاقتصادية. بثّت شبكات التلفزة الإيرانية، بما فيها القناة الإيرانية الناطقة بالإنجليزية "برس تي في"، تقارير ترويجية منحازة، تسيء إلى سمعة السلطات البحرينية، فيما تصوّر المتظاهرين بأنهم أبرياء فقراء ومظلومون".

واتهم الكاتب الاماراتي منظمات حقوق الإنسان الدولية بأنها واجهات لحكومات معادية، قائلاً "لسوء الحظ، مع أنه ليس أمراً مفاجئاً، وقع أقصى اليسار في الولايات المتحدة وأوروبا في فخ الخداع بخطى سريعة، في حين انضمّت منظمات حقوق الإنسان والمنظمات غير الحكومية - التي أشكّ في أن بعضها هو مجرّد واجهات لحكومات معادية - إلى جوقة الشتّامين الذين يكيلون الانتقادات للبحرين".

وبنبرة متعالية متحدية قال الحبتور "ليس من مكان أنسب من سلّة المهملات لتُلقى فيه اتهاماتهم الباطلة. فلا البحرين ولا حلفاؤها في الخليج مستعدّون للإصغاء إلى "النصائح" التي يسديها غوغائيون في العواصم الأجنبية، يتظاهرون بأنهم أصحاب نوايا حسنة، عندما يكون أمنهم القومي مهدّداً".

لكنه اضطر للاعتراف بدور هذه المنظمات، حين أورد في مقاله "قد نجحت تلك الجوقة في استقطاب أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون وتحويله ناطقاً باسمها، فهو يُبدي قلقاً إزاء التقارير التي تتحدّث عن وقوع صدامات، وقد ناشد السلطات البحرينية التحرّك واتخاذ إجراءات صارمة تنسجم مع الأحكام الدولية في مجال حقوق الإنسان. لكن ماذا عن حقوق الإنسان لهؤلاء البحرينيين الذين لا يزالون متمسّكين بوطنيتهم، والذين ضاقوا ذرعاً بتلك الاضطرابات التي تعطّل حياتهم اليومية، والذين يطمحون إلى رفع البنيان لا إلى تدميره؟" وفق تعبيره.

وانتقد الحبتور الرسالة التي وجهها مجموعة من الخبراء "إلى الرئيس أوباما، يناشدونه فيها ممارسة ضغوط على العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، لـ "إقناع" البحرين بـ "عدم اتهام الأشخاص أو اعتقالهم على خلفية ممارستهم حقهم في حرية التعبير، و"تهيئة الظروف المؤاتية للحوار مع المعارضة".

وعلّق "لم تأتِ الرسالة على ذكر المعركة التي تخوضها البحرين ضد الإرهاب، واقع الحال أنها مجرد محاولة سطحية تهدف إلى ليّ ذراع الحكومة البحرينية كي تُذعن للابتزاز".

وتساءل "من هم أولئك "الخبراء"؟ إنهم يمثّلون مراكز الأبحاث نفسها التي كانت وراء تأجيج الاضطرابات المدنية في يوغسلافيا السابقة وأوكرانيا. والمقصود بذلك "فريدوم هاوس" و"مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي" و"معهد بروكنغز" و"معهد المبادرة الأميركي".. إلخ".


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus