قاسم: قرار غلق «العلمائي» قديم اختارت السلطة توقيته لقطع الطريق على الحوار

2014-01-31 - 1:51 م

مرآة البحرين: أكد الشيخ عيسى قاسم أن غلق "المجلس الإسلامي العلمائي" "قرارٌ قديم وقد اُختير لإعلانه هذا التوقيت الخاص محاولة لقطع الطريق على دعوة حوارٍ قد تفضي بمقتضى نوع الظروف القائمة إلى إصلاح مطلوبٍ لسلامة الوطن".

وقال الشيخ قاسم، خلال خطبة الجمعة اليوم في جامع الإمام الصادق (ع) في الدراز، إن "التشبث طال في محاولة إيجاد مخرجٍ شكلي لحل المجلس بعدم شرعيته القانونية لعدم استناده لإجازة من الجهة الرسمية"، متسائلاً بالقول: "متى اعتمدت الشعائر والواجبات الدينية في هذا البلد على الضوء الأخضر من السلطة وانتظرت اذنها أو توقفت لمنعها حتى تأتي المحاولة بعد المحاولة لفرض الهيمنة على الدين وتبعيته للقرار السياسي وهوى السياسة؟".

وأوضح أن قضية المجلس "قضية دينٍ وشعب والنيل منه نيلٌ من حقهما وحرمتهما وأن الحكم المتخذ ضده حكمٌ سياسي طائفيٌ عدائيٌ بغيضٌ ترتكبه السلطة في سياق محاولات لا تنقطع لإحداث شرخٍ طائفي خطير في بناء هذا الشعب الكريم، ولامتحان غيرة المؤمنين وإفساد أي محاولة فيها شمّة الاقتراب الأولي من قضية الإصلاح"، مشددا على أن تغييب المجلس "لن يغيب دوره وستبقى عودته مطلباً ملّحاً ودائماً إلى نشاطه العلني بإسمه الصريح، ولن ينساه الشعب والعلماء، إنما هو جزئية من وضعٍ سياسي فاسدٍ محتاجٍ بالضرورة للإصلاح".

وقال: "أما التعلّل في غلق المجلس الإسلامي العلمائي والحكم الصادر بهذا الشأن بأن المجلس يشجع على العنف والإرهاب فذلك لشيءٍ واحد: منطلق ذلك أن السلطة ترى أن المطالبة السلمية بالحقوق إرهابٌ وتعاقب عليه".

من جهة أخرى، أكد قاسم أن بينما يمكن عدّ البحرين هي الأولى حراكاً سياسياً ومطالبةً عملية من قبل الشعب بردّ الحقوق التي سلبتها السلطة فهي الأخيرة والتي لا زالت تمتنع من تقديم أي استجابة في الاصلاح من بين الدول الأخرى"، موضحا "البحرين وحدها هي التي ما زالت السلطة فيها تراهن على استعمال القوة لإسكات صوت الشعب، وتواصل الإفراط في استعمالها وتمتنع من الإصلاح، وتعتمد لغة القمع والشدة".

وذكر أنه "إذا سجلت آلة القمع فشلها الواضح أمام إرادة الجماهير وأسقط الإفراط في استعمالها عدداً من الأنظمة فيما سمي بالربيع العربي، فهل سيثبت في البحرين - أي استعمال القوة القامعة - وحدها نجاحه ويحول دون إصلاحٍ أو تعديل؟"، مضيفا "إذا كان من تصوّرٍ لأحدٍ بأن استمرار أزمة الوطن ينفعه أو لا يضرّه اليوم ولا غدا، وأن ضررها إنما هو على غيره، وأن من مصلحته هو أن يعرقل أي محاولة لإصلاح فهو غارق في الوهم جداً". 

وتابع "من يتصوّر أنه يمكن له أي يُنهي الأزمة وقد بلغت هذا الحد بمعالجة سطحية مازحة وشبه اصلاحٍ كاذب، الواقع الذي لا شك فيه أن الكل متضررٌ من استمرار الأزمة، وكلٌ نصيبه منها أثر، ومن لم يرَ هذا اليوم لابد أن يراه مع استمرارها وتفاقمها، وأن السلطة مثل غيرها تعاني وتخسر وتفقد من مصلحتها الكثير كلما طال أمد الأزمة".



التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus