القصص التي لم تجد لها مكاناً وسط زلزال اغتيال الشهيد عبد الله المدني في السبعينيات (2-4)
2013-11-20 - 2:07 م
مرآة البحرين (خاص) في هذا التقرير نحاول فتح مساحة الكلام الذي بقت مخنوقة طوال 37 عاماً منذ اغتيال الشهيد المدني، لا من أجل تبني الأحكام، بل من أجل السماح للتساؤلات أن تطرح نفسها، والحالات الإنسانية المؤلمة التي عايشها الأهالي، أن تعبّر عن عن نفسها للمرة الأولى.
قال هندرسون!
رئيس جهاز الاستخبارات (أيان هندرسون) في تقريره للسفير البريطاني:" الاثنان والعشرون عضوًا منتخبًا سوف يتوزعون على ثلاث مجموعات (الأولى ستكون من البعثيين، والثانية: خليطًا من المعتدلين ومن السياسيين القدامى الأليفين ومن الدينيين. والأخيرة ستكون من المتشددين)، المُلْهَمين بأفكار الجبهة الشعبية لتحرير عمان والخليج وغيرهم وهؤلاء سيتم قطفهم من الساحة الواحد بعد الآخر اذا ما تهيأت الظروف لذلك" (يوليو 1973)
الرحى ذاتها
لم تكن الأجواء السياسية وقت إجراء الانتخابات النيابية في 7 ديسمبر 1973 طبيعية، الاعتقالات والمداهمات مستمرة. الجبهة الشعبية (امتدادها اليوم هي جمعية وعد) قاطعت انتخابات المجلس التأسيسي بعد أن رفضت السلطة إلغاء الأحكام العرفية ومنع المرأة من المشاركة والترشح للانتخابات، إضافة إلى الحملة الأمنية واغتيال كوادرها.
من جانبها، تولت السلطة الرابعة (الإعلام) دورها في تحريف مناقشات جلسات المجلس الوطني في الصحف الرسمية، وذلك من أجل إظهار النواب بمظهر العاجز عن حل قضايا الناس. وفي محاولة لكسر التعتيم الإعلامي تقدم النواب باقتراح برغبة لنقل الجلسات عبر الإذاعة والتلفزيون، لكنه قوبل بالرفض.
تمّ وأد حلم المجلس الوطني قبل أن يكمل بعد فصله التشريعي الثاني، حُلّ في 26 أغسطس 1975 من قبل الأمير عيسى بن سلمان، فالمجلس الوطني كان يعرقل قانون أمن الدولة الذي يتيح للحكومة اعتقال أي شخص بدون محاكمة. الأجواء المحتقنة بدأت تتسع بما يُنبئ بعاصفة محققة لابد من كبحها. تهيأت الظروف أخيرًا باغتيال رئيس تحرير مجلة المواقف الأسبوعية المرحوم عبد الله المدني في 19 نوفمبر 1976، فتلقفها هندرسون ليبدأ فصلاً طُبع في الذاكرة البحرينية لم يتكرر.
غدًا الإعدام
تهيأت العائلة للموعد الأخير في 7 مارس 1977م، انطلقت السيارة تشق طريقها إلى قلعة المنامة (مقر وزارة الداخلية) يقودها الأب، وغبار الأسئلة المبهمة عالقة في ذهنه. بعد التفتيش الدقيق التقوه أخيرًا، كان علي فلاح ذو ال 21 ربيعًا، المتهم الثالث في قضية اغتيال عبد الله المدني جالسًا على السرير مكبلاً بالأصفاد محاطًا برجال الأمن.
لحظات قد تختصر مشاعر البؤس التي حلت على العائلة منذ ثلاثة أشهر ونصف هي عمر القضية. لم يكن هناك متسع للكلام، للشرح أو للفهم، وحدها الأعين الحبلى بوهج الرجاء ترسل شاراتها. بدا الجو مربكًا حين قطعها صوت رئيس المخابرات أيان هندرسون قائلأ: يمكنكم أن تقولوا أي شيء، يمكنكم حتى سَبِنا. العائلة تنظر إلى هندرسون بعيون زائغة، لكنها مشبعة بالكلام الذي لا يقال.
هي العتبة الأخيرة إذًا، الزفرة الأخيرة، الصراخ في سقوطه المدوي على بلاط الصمت. برجلين تكادان تنهاران، يقترب الأب من ابنه متحشرجاً بصوته: علي، لا تنسى أن تكرر الشهادتين. غدًا الثلاثاء سيغادر وحده، العناق الأخير، الوصية الأخيرة. تلمسوا وجهه، رعشته الأخيرة، مقصلة الغد، الجدار الفولاذي الذي غادره الطلاء سيصوب رصاصته الأخيرة. لم يلحظ الحرّاس أثناء وداعهم بأنهم سرقوا روحه ووزعوها مناصفة داخل عائلته. لم تعد السيارة إلى البيت وإنما الى بيوت الوجهاء تطرق أبوابهم الموصدة لربما توقف عملية الإعدام غدًا، لكن الأبواب الخرساء لم تكن لترد أبدًا.
عادت الأسرة تائهة إلى البيت، قال الأب: ابتهلوا في الدعاء ربما يجد في دعاء الصغار استجابة سريعة. توجه الأب لصلاته الطويلة. اختلط الرجاء بالدعاء والنحيب لربما يؤجل الإعدام غدًا ما دام الأمير الشيخ عيسى خارج البلد، حيث لا يتم تنفيذ حكم الإعدام إلا بتوقيع الأمير، هي المرة الأولى التي يصدر فيها حكم رسمي بالإعدام في البحرين. أخذتهم غفوة قصيرة قبل أن يوقظهم صوت البلبل أول الصباح. تمتم الأب بحرقة: انتهى!
أخبره قريبهم أن الناس تتناقل خبر محاصرة رجال الأمن لمقبرة الحورة، شهدت للتو دفن جرائم النظام في العسس الأخير من الليل. الأكيد أنهم جاءوا لدفن الثلاثة الذين أعدموا صباح اليوم في منطقة سافرة رميًا بالرصاص. توجه الأب إلى المقبرة فأشار له من قام بالغسل الأخير للقبور الثلاثة المصطفة بالترتيب معرفًا أسماءهم. وضع الأب فيما بعد شاهدًا على قبر ابنه مكتوبا عليه "مهندس الصنايع".
الذين تم إعدامهم لا جنازة لهم، لا مجالس عزاء. حينما طلب الأب من أحد المشايخ أن يقرأ مجلس العزاء رفض بداية، وبعد أن اتفق الأب مع آخر، عاد الأول معتذراً. أما مجلس عزاء النساء فقد تكفلت معلمة القرآن بالحي بقراءة المجلس؛ غلبتها الرحمة حين رأت في منامها ثلاث نعوش متشحة بالإخضرار مرّت خلف بيت (علي فلاح) في طريقها للأماكن المقدسة فتيقنت أن الشاب كان بريئًا، تلك الرؤى زادت يقين العائلة ببراءته.
أما المحكومان الآخران اللذان يسكنان قرية أبو صيبع، فأهل الحي منعوا إقامة مجالس عزائهما. لم تشفع المكانة الدينية لأب المتهم الأول محمد طاهر( 19 عاما). منذ اعتقال ابنه، لازمه الصمت المطبق، وهو رجل الدين الذي يأتي الناس لاستشارته في المسائل الشرعية.
لم يحضر الشيخ جلسات المحاكمة ولا توديع ابنه قبل تنفيذ حكم الإعدام. والدة المتهم اصطحبت الجدة وابنتها الصغيرة للقلعة، صعدن السلم الحديدي لبرج الذي يقبع فيه أعلى القلعة، كان ممدًدا على السرير فقد أصيب في قدمه عندما حاول الهرب من شباك الحجرة في زنزانة القلعة أثناء التحقيق، أو هكذا ادّعت الجهات الامنية، لكن الغريب أن (محمد طاهر) ظل مُقعدا على كرسيه المدولب طوال جلسات المحاكمة حتى لحظة إعدامه.
انتزع ابتسامة مرّة ليُهدئ روع الأم والجدة، لم تفهم أخته الصغرى سر بكائه وهو يحاول أن يصور لهم المشهد الأخير نديّا. كان منظر الجدة مؤلمًا وهي تتعفر أرضًا وسط ساحة المنزل والأم تنتحب معها بعد التأكد من إعدامه. بقى الأب صامتًا تمامًا بعد أن كانت ضحكاته تملأ المكان. حتى مع محاولة المحامي دفع الأب للشهادة في المحكمة بأن عمر ابنه أقل من 19 عامًا، كي ينقذه من الإعدام باءت بالفشل حين قررت المحكمة رفع سنين عمره إلى 21 عامًا. بقى الأب مصدومًا، لم يتفهم أهل الحي قسوة الأب على نفسه وعلى ابنه، فكانوا أقسى عليه من مصيبته، لا تقف الحياة على فقدان أحد، لكنها قد تمضي الحياة دونه بشكل مختلف.
موكب الشهيد
كان مقتل الشهيد (عبد الله أحمد علي المدني) المباغت مفجعًا للعائلة التي ترك فيها 7 من الصغار، أكبرهم ابنة عمرها 10 سنوات وأصغرهم عامين عند اغتياله، كل شيء يصغر إلا اليتم يكبر مع العمر. من فوق عليّة البيت كان التشييع مهيبًا والجنازة تشق طريقها ليلاً لمقبرة جدحفص، الطريق الذي ألف قافلة الموتى بدا مختلفًا في توقيته وحشوده المشاركة، آثرت الناس وقتها أن تنام داخل الغرف بدلاً من علية البيت خوفًا أن تتكرر حادثة القتل. تعطش الناس إلى متابعة التطورات كان كبيراً جداً والصحف تنفذ سريعاً، لهذا صار صاحب المكتبة يمنع بيع أكثر من نسخة واحدة لكل عائلة.
القاضي الشيخ سليمان المدني أخو الشهيد عبد الله المدني، كان حريصًا على حضور بعض جلسات المحاكمة، لم تبخل السلطة بدعوتهم لمنطقة سافرة العسكرية، فمشهد الغسق الأخير من إعدام الشبان الثلاثة بالرصاص قد يشفي قلوبهم الموجوعة ببشاعة قتل المدني الشهيد. لم تنهِ الرصاصات أسئلة أبنائه الصغار التي كبرت معهم لماذا؟ وكيف؟ وماذا؟ الجسد النحيف الذي يكفيه بضع طعنات أشبع بـ 18 طعنة. لم يشف أحد ممن دخل قسرًا في دوامتها، كلهم أصيبوا بدوار الغموض!
الموت من الخاصرة
لم يسمح للمتهمين بلقاء أهلهم إلا مرة واحدة. طوال الأشهر الثلاثة والنصف، كانت الأخبار تأتي من صحف الدولة، قضاء الدولة، محكمة الدولة. لم تكن لديهم فرصة ليبوحوا لأهلهم، لم يكن سوى الصمت في حضرة القاضي، وأعين زائغة يرسلها (علي فلاح) لأبيه.
كل شيء يبدو غامضاً، إلا حقيقة واحدة، أن اغتيالاً بشعاً لشخصية وطنية معروفة قد وقع، سريعاً ما تمّ القبض على متهمين، شنت عملية قبض واسعة شملت أعداداً كبيرة من الشباب، وسريعاً ما نشرت وسائل الإعلام الاعترافات التي وردت في الرواية الرسمية، وسريعاً ما عقدت جلسات المحاكمة، وسريعاً ما صدر الحكم، وجرى تنفيذ الحكم بالإعدام، كل شيء كان سريعاً وسط ركام من التناقضات والأسئلة والشكوك التي تحيط بالسلطة.
الجريمة الصدفة - الرواية كما ترويها أجهزة الأمن
اجتمع ثمانية من الشباب في تمام الساعة 7 مساءً من ليلة الجمعة الموافق 18 نوفمبر 1976، بمزرعة عند مدخل قرية المقشع للاستماع للأغاني وتناول المشروبات الروحية، عدا عيسى إدريس الذي امتنع عن الشرب فكلفوه بشراء العشاء من المنامة. وفي طريق عودته إلى شارع البديع أطلق شخص يعرفه بوق سيارته، وكان معه رفيقه فدعاهما للسهر بالمزرعة.
بعد فترة، والرواية لا تزال للداخلية، جاء الشخص مع رفيقه وهذا الرفيق هو "علي فلاح" الذي تعرف على الشباب أول مرة في تلك الليلة. أخذ إبراهيم مرهون وعلى فلاح يتهامسان حتى خرجا من الغرفة وعادا بعد نصف ساعة بعد أن اتفقا على اختطاف أحد رؤساء التحرير الثلاثة: علي سيار رئيس تحرير مجلة " صدى الأسبوع"، الأسبوعية أو محمود المردي رئيس تحرير جريدة " أخبار الخليج" اليومية، أو عبد الله المدني رئيس تحرير "مجلة المواقف" الأسبوعية، وذلك لإطلاق سراح المعتقلين السياسيين.
استبعد محمود المردي لكون بيته يقع على الشارع، ولديه كلاب حراسة، وأما بيت علي سيار وعبد الله المدني فهما غير معروفين بالنسبة لهما، لكن الأخير سهل الوصول إليه لأنه من منطقة جدحفص.
طلب (إبراهيم مرهون) من ابنة خالته استعارة سيارتها الداتسون الحمراء، رفضت لأنهم في حالة سكر عندها طلب منه (عيسى إدريس) مرافقتهما. ركب ابراهيم مرهون في المقعد الأمامي وعلي فلاح في المقعد الخلفي بعد أن طلب إبراهيم مرهون من عيسى إدريس التوجه إلى قرية أبو صيبع أولاً للقاء شخص من قريته، فلما طرق الباب لم يجب أحد من منزله، ثم طلب منهم التوجه إلى النادي وفق رواية الداخلية.
في الساعة 9:45 كان محمد طاهر (19 عاما- عسكري بقوة الدفاع ) متواجدًا في نادي أبوصيبع يتابع برامج التلفزيون مع عدد من أعضاء النادي. ناداه إبراهيم مرهون خارج النادي قائلاً: احضر المسدس الذي أعطيتك إياه منذ 4 أشهر، بالإضافة إلى مسدسك والسكين أيضا. فأحضر الأسلحة وركب معهم السيارة فناول محمد طاهر إبراهيم مسدسًا كما ناوله سكينًا، وقلّب إبراهيم المسدس، حين وصلوا الى قرية المقشع أنزلوا عيسى إدريس وقاد ابراهيم مرهون السيارة وهم يعاينون الكيس الذي يحوي ما يُعرف بسلاح السونكي الذي يشبه الحربة، المسدس الصغير لا يعمل ومسدس كبير وثلاث طلقات لا تصلح للاستعمال. أخبر إبراهيم مرهون وعلي فلاح محمد طاهر بموضوع خطف عبد الله المدني فوافق على الفكرة.
وتكمل رواية الداخلية أنه في الساعة 11 مساء توجه الثلاثة إلى قرية جدحفص، وبما أنهم لا يعرفون بيت عبدالله المدني (..)، طرقوا باب أحد البيوت وكان بيت عبد الله البناء سكرتير مدرسة أبو صيبع. فسألوه عن مكان بيت عبد الله المدني، فأشار بيده إلى بيته ثم دخل فورًا لمتابعة مشاهدة التلفزيون مع عائلته وهو يحاول أن يستذكر أن الطارق هو نفسه محمد طاهر الذي سجل اسمه في قائمة طلاب السنة الثانية لمحو الأمية في مدرسة أبو صيبع.
ظنوا أنهم أخطأوا البيت حين طرقوا الباب فلم يجبهم أحد، اختاروا بيتًا آخر فخرج معهم بالسيارة فأرشدهم إلى نفس البيت ثم أعادوه ثانية إلى بيته. تسلق إبراهيم مرهون جدار البيت ونزل بالداخل ليتأكد من وجود الضحية ثم عاد وطرق الباب وذهب علي فلاح وطرق شباك البيت فخرج عبد الله المدني، وقال له إبراهيم إنهم من المباحث وسيأخذونه للقلعة.
جلس (المدني) في المقعد الخلفي للسيارة مع محمد طاهر حيث قاد إبراهيم السيارة، وبعد أن اجتازوا المناطق المأهولة أخذوا يناقشونه فيما يحرره وينشره في مجلته (المواقف) وما يبديه من عداء للشباب عمومًا، ولما وصلوا الى بر سار قطع علي فلاح ومحمد طاهر ملابسه ليربطوه وطلبا منه أن ينزل من السيارة وكان موثوقًا، فزحف حتى سقط على الأرض.
في المقطع الأخير تعددت روايات المتهمين الثلاثة التي ساقتها الداخلية: "ابتعد علي فلاح ليتفق مع إبراهيم مرهون عن المكان الذي سيتم إخفاء المدني، لكن محمد طاهر عاجله بطعنه 18 طعنة بـ ''السونكي'' (رأس حربة) وهو مغمض العينين دون أن يكمم فمه، سواء في السيارة أو حين الإجهاز عليه. حين عادا إليه قال محمد طاهر: قتلته. غضب علي فلاح فليس من ضمن الاتفاق القتل وإنما الخطف فقط. فقال محمد طاهر لو لم أقتله لفضحنا".
في الساعة 12:17 بعد منتصف الليل لفظ المدني أنفاسه الأخيرة.عادوا أدراجهم وأنزل إبراهيم مرهون المتهم الأول محمد طاهر بقريته بعد الاتفاق على اللقاء غدًا صباحًا.
كانت تلك هي الرواية الرسمية لاغتيال المدني كما قدمتها الداخلية. كيف جرى القبض على المتهمين وما تفاصيل محاكتهم؟ في الحلقة القادمة
هامش:
* عبد الله أحمد علي المدني (38عاما) متزوج ولديه 7 أبناء :4 أولاد و3 بنات أكبرهم بنت عمرها 10 سنوات وأصغرهم بنت عمرها سنتان عند اغتياله. رئيس تحرير مجلة المواقف. أصدر أول عدد من مجلة "المواقف" في سبتمبر 1973 فنافست الصحف القديمة كصدى الأسبوع.بكالوريوس لغة عربية 1971.عمل معلما لمادتي اللغة العربية والدين ثم اشتغل بالمحاماة. فاز في 1973 في انتخاب المجلس التأسيسي الذي صاغ دستور الدولة وصوت له الأعضاء ليكون امين سر المجلس الوطني.
*بعد ضرب هيئة الاتحاد الوطني في نوفمبر عام 1956 نشأت الحركات الوطنية السرية وهي جبهة التحرير الوطني البحرانية ( المنبر التقدمي، حاليًا) وحركة القوميين العرب (الجبهة الشعبية لتحرير عمان والخليج لاحقًا وجمعية وعد حاليا)، وحزب البعث العربي الاشتراكي . لعبت هذه التنظيمات دورا كبيرا في الحراك السياسي وطلب الإصلاحات السياسية.