» تقارير
صدقت يا هيات: فواز يدمر الرياضة البحرينية!
2011-06-23 - 9:35 ص
مرآة البحرين (خاص):
في البحرين مثلاً، جميع المساجين السياسيين مظاليم؛ رغم أنهم لم يقترفوا ذنبا سوى التعبير عن الرأي والمطالبة بمزيد من الحقوق والحريات، لكن طموحاً مشروعا كهذا، قد يتحول إلى جريمة في نظر النظام، فهو يعتبر هذه الجزيرة ملكية خاصة لأسرة آل خليفة لا يحق للناس فيها أن يكون لهم حقوق أو رأي معارض!
من بين المساجين المظاليم في السجون البحرينية، الصحافي فيصل هيات، وقد أوصى باعتقاله رئيس هيئة شؤون الإعلام فواز بن محمد آل خليفة، أما التهمة فهي غير معروفة، لكن المقربين من هيات يؤكدون بأنه ضحية لعملية "تصفية حسابات" يقودها فواز بن محمد ضد كل من يختلف معه في الرأي والمصالح.
تفاصيل الحكاية يرويها شخص مقرب من الزميل المعتقل، إذ يقول إن هيات يعتبر أحد الشخصيات المنبوذة من رئيس هيئة شؤون الإعلام، بسبب مقالاته المناهضة لسياسته أبان الفترة التي كان فيها رئيساً للمؤسسة العامة للشباب والرياضة، ويوضح بالقول: مشاركة هيات في مسيرة الإعلاميين المناهضة لأداء تلفزيون البحرين الذي ينظر إلى ثورة 14 فبراير بعين واحدة، كانت القطرة التي أفاضت الكأس، فأصدر فواز بن محمد توجيهات لمعارفه في وزارة الداخلية تقضي بحبس هيات تحت أي ذريعة، مستغلاً
تطلعات السلطة في كبح جماح الثورة وإعلان حالة السلامة الوطنية التي عطلت القوانين وانتهكت حقوق الأنسان.
يضيف الراوي أن "هيات وقف بقوة ضد سياسة التجنيس الرياضي التي طبقها فواز بن محمد على المنتخبات الوطنية، وكان يؤكد على الدوام أن رئيس المؤسسة يتبع أسلوب البناء من الطوابق العليا لتحقيق إنجازات شخصية سريعة، ويشدد على أن عملية استيراد المواهب الخارجية لها نتائج عكسية مدمرة للرياضة، فهي تقتل طموح المواهب المحلية المتراكمة في طوابير الانتظار وتنمي المطامع لدى نظرائهم المستقدمين من الخارج الذين يدينون بالولاء إلى المال وليس الوطن".
هذا ما يقوله هيات، هيات الذي واجه في السجن أقسى معاملة، لأنه حسب من التقوه في مركز النعيم قبل نقله إلى سجن جو وبعد ذلك إلى مركز الحورة، واجه كل أنواع التعذيب والاضطهاد أمام مرأى فواز بن محمد بالذات، فقد كان يحضر بعض "حفلات التعذيب" التي يقيمها الجلادون على شرفه بهدف التشفي من جهة، ومن أجل التأكد من سير عملية "تصفية حساباته" من جهة أخرى.
تتطابق هذه المعلومات مع طبيعة فواز بن محمد، فحسب ما هو معروف عنه، أن له متابعات شخصية في مناسبات من هذا النوع، لعل أشهرها واقعة مسيرة الديوان التي اعترض طريقها قوات الأمن والبلطجية المدججون بالسيوف والأسلحة البيضاء عند دوار الساعة في منطقة الرفاع، وقد تناقلت المنتديات صورة التقطت لفواز وهو في موقع الحدث.
هذه الحقائق تثبتها أيضا صفة من صفات فواز الحميدة رغم قلتها، فهو معروف عنه المتابعة الشخصية، وقد كان يرافق المنتخبات الوطنية خلال مشاركاتهم الخارجية على الدوام أيام كان رئيساً للمؤسسة العامة للشباب والرياضة، أما قسوة قلبه على تحمل مشاهد تعذيب هيات وغيره ممن يعتبرهم أعداءه، فهي خصلة ورّثها له والده محمد آل خليفة الوزير السابق للداخلية أبان حقبة قانون أمن الدولة بالتحديد.
أما مظاليم تصفية حسابات فواز بن محمد فهم كثيرون، ولا يعتبر فيصل هيات المظلوم الوحيد الذي يرزح في السجون بسببه، فهناك لاعبا المنتخب الوطني لكرة القدم المعروفان الشقيقان حبيل، علاء ومحمد، إلى جانب مشرف المنتخب عبدالرزاق محمد الذي يعرف جيدا العاملين في القطاع الرياضي، أنه شخصية يمقتها فواز بسبب صداقته مع عدوه اللدود الصحافي السابق والعامل في مجال السمسرة وبيع اللاعبين محمود أبو أدريس إلى جانب ولائه المطلق إلى رئيس اتحاد الكرة سلمان بن ابراهيم آل خليفة الذي نجح في أحكام قبضته على أعلى المناصبة الرياضية بعدما أزاح فواز من منصبه في المؤسسة العامة.
لكن فواز لا ينسى، وهو الأمر الذي يضاعف من خطورة انتقامه، فالرجل يستغل موقعه الجديد كرئيس هيئة شؤون الإعلام لتصفية أعدائه من خلال تركيزه المفرط على الرياضيين المشاركين في المسيرات المطالبة بالإصلاحات، ومحاكمتهم على الهواء مباشرة في برامج تلفزيونية، ليتم حبسهم وفصلهم من وظائفهم في اليوم التالي، وفي ذات الوقت يمارس هوايته بتأكيد كفاءته أمام أرباب عمله في السلطة، وبعدم مبالاة منه، أحدث شرخاً عميقاً جداً في النسيج الوطني بعد الكم الهائل من الحملات الطائفية التي عكف على بثها عبر آلة الإعلام الرسمية لتشويه صورة الثورة وإعطائها صبغة طائفية، فضلاً عما تسبب به من دمار شبه كلي للقطاع الرياضي الذي يفتقد خيرة كوادره ونجومه، بعدما تم حجزهم في السجون.
من هنا، تتأكد صحة نظرية الصحافي المعتقل فيصل هيات، فخطوات فواز تثبت يوما بعد يوم أنه يبحث دائماً عن المصلحة الشخصية وليس الوطنية، وبمجرد النظر إلى سياسة التجنيس التي كان يتبعها في المجال الرياضي دون التفكر في عواقبها العكسية على مستقبل الرياضة، أجده يمارس سياسة مشابهة في الإعلام من خلال العبث في النسيج الوطني وتسويق الأكاذيب والفتن لتحسين صورة النظام. لكنه عبثاًَ يفعل ذلك، فاللعب في الرياضة فوزاً وخسارة، أما اللعب في السياسة فهو أشبه ما يكون لعباً بالنار، الأمر الذي يعني أن أصابع هذا الرجل ستحترق في يوم رياضي ما أو في لعبة سياسة ما!