» تقارير
علي سلمان في خطاب سترة الجماهيري: لا عودة إلى ما قبل 14 فبراير.
2011-06-19 - 7:00 ص
مرآة البحرين (خاص): صعّد الشيخ علي سلمان أمين عام جمعية الوفاق من شدّة خطابه السياسي قبل أسبوعين من بدء الموعد المحدد للحوار، معتبراً إياه مسرحية هزلية لن تنطلي على المجتمع الدولي، ووجّه سلمان خطاباً شديد اللهجة لولي العهد سمو الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، وحمّله مسئولية المعتقلين والمفصولين، وذلك في كلمته بمهرجان "من أجل الوطن" في سترة يوم أمس.
وقال سلمان "صرح سمو ولي العهد أكثر من مرة بحق الناس في التواجد في الدوار، فقال: أنا أعرف أن الشباب في الدوار لهم رأي، وأنا بودي اليوم قبل غد أن أخاطبهم مباشرة، فماذا لو خاطب ولي العهد شباب الدوار مباشرة، هل سيقدّم لمحاكمة عسكرية؟"
وقال إن ولي العهد صرح كذلك "عندنا الآلاف يتجمهرون في الدوار بكل حرية وراحة ويعبرون عن آرائهم" معتبراً أن في هذا الكلام إقرار بمشروعية وجودهم بل دعوة إلى التواجد والتعبير بحرية.
وخاطب سلمان ولي العهد بنبرة معاتبة "أقول لولي العهد، إن الناس الذين دعوتهم للذهاب إلى الدوار، يسجنون ويفصلون من أعمالهم، عليك إرجاعهم إلى أعمالهم وإخراجهم من السجون".
على الصعيد نفسه، تطلّع سلمان لأن يكون لملك البلاد دور في التحول للملكية الدستورية، على شاكلة ملكي المغرب والأردن، إذ تحققت لهذه الشعوب ما طالبت به في وقت قياسي، ودون أن يتكلفوا سقوط الضحايا وسيل الدماء.
وفيما يخص الحوار، اتهم سلمان مسئولين في موقع القرار بأنهم لا يؤمنون بالديمقراطية والإصلاح، وقال إن المجتمع الدولي يرصد الحوار ولا يمكن الضحك عليه بحوار مفرغ من المضمون، وأن مفردة حوار جاد وحقيقي جاءت على لسان أوباما وبان كي مون.
وذكّر سلمان ببيان مساعد وزير الخارجية الأمريكية قبل يومين حول تهيئة أجواء الحوار بتوفير مناخ الاحترام والحرية، والتجمع السلمي، وحرية الرأي بالطرق السلمية، واستغرب بشدة من استمرار الاعتقالات والمحاكمات، وفصل الناس من أعمالهم، وقال "ما معنى استمرار محاكمة الرموزالسياسية و تقديم نواب الشعب للمحاكمة العسكرية؟"
وحمل على التلفزيون الرسمي ووسائل الإعلام الأخرى وطالب بوقف ما تقوم به من تحريض وتجريح وبث للكراهية، وحث سلمان على تغيير جوهري يجب أن يطال الأجهزة الأمنية واعتبرها جذراً من جذور الأزمة، ونادى بأن ينتهي دور تخويف الناس الذي تمارسه بما ارتكبته من جرائم وتجاوزات في نقاط التفتيش ومراكز الشرطة وغيرها. واتهم القضاء بأنه غير مستقل وغير نزيه، وأن ثقة الناس فيه قد ذهبت.
وسخر سلمان من خليفة الظهراني المكلف بإدارة الحوار، وقال: كيف يسند الحوار لشخص كان يقول أعطوني البلدوزر لأقوم بفض مسيراتهم؟ وشبه الحوار بالحفلة الاجتماعية تعليقاً على دعوة 60 جهة إليه.
ولفت سلمان إلى أن العدالة تقتضي النظر في أكثر من 32 فقيداً من الشعب لم يقدم أحد للمحاكمة بتهمة التسبب في قتلهم، وقال إن أحداث جامعة البحرين فصل فيها الطلبة المعتدى عليهم بدلا ممن تسبب في اقتحام الجامعة من غير الدارسين فيها والتي شهدت الصور والأفلام بوجودهم المريب.
وكان سلمان حازماً في ما يخص مطلب الحكومة المنتخبة، وقال متوعداً أن الشعب لن يعود بعد 14 فبراير مهمشاً من صناعة القرار، فالشعب بعيد كل البعد عن اختيار حكومته ومنح الثقة إلى الوزراء، والإرادة الشعبية ملغية في ذلك، وإذا أردنا الإصلاح لا بد أن ينتخب هذا الشعب حكومته.
ولأول مرة، دخلت قناة الحرة (الأمريكية) على الخط، وفي إطار تغطيتها للحدث على موقعها الإخباري في الإنترنت، نقلت عن سلمان أن المعارضة البحرينية ليست مناهضة للحوار مع السلطة، كما نقلت عن خليل المرزوق قوله إن هذا الحوار يفتقد مقومات النجاح بسبب الضبابية التي تحيط به وإن تكليف الظهراني إدارة الحوار شكل صدمة. وبحسب الموقع، فقد طالب المرزوق العاهل البحريني بخطاب يؤكد فيه خطوات الإصلاح كي يجنب البلاد أي اضطرابات مستقبلية.
ونقلت القناة عن الشيخ عادل المعاودة "أن تعهد ملك البحرين وولي عهده بالإصلاح والحوار قوبل دائماً بالرفض" وأنه أوضح بأن مبادرة الحوار تبقى في يد ولي العهد البحريني من أجل متابعة هذا الملف. وأشار إلى وجود قصور في نظرة المعارضة لكثير من الأمور المطروحة في البلاد.
ردود الفعل: اتهامات، تهديدات وتحفظات
من جهتها قالت جمعية الأصالة السلفية ردا على خطاب سلمان، أنه قوّل ولي العهد كلاما لم يقله، وأنطقه معاني لم يقصدها ولم يوردها، واستنكرت عليه أن يتحدث باسم الشعب، وقالت إنه رفض دعوة ولي العهد للحوار، ظناً منه أن النظام كان على وشك السقوط، واتهمته بالكذب فيما يتعلق بنسبة الوفاق من الأصوات الانتخابية، وقالت إن الوفاق أقلية وهي لا تمثل كل الشارع الشيعي. واتهمت الأصالة علي سلمان بأنه يأتمر بأوامر المرشد الإيراني، وأنه لو كان يتكلم في دولة الولي الفقيه، وهاجم النظام ورموزه، لشنق في ميدان عام.
وفي رده على تحركات الوفاق وخطابها، نقلت صحيفة الوطن عن ناجي العربي أنه قال في خطبة الجمعة "ينبغي على علي سلمان أن يعلم أن الشعب لا يقبل باشتراط إطلاق المخربين لبدء الحوار حتى وإن وصل الأمر لعدم دخول الحوار'' وخير جمعية الوفاق بين تغيير قيادتها أو استبدال سياساتها، مؤكداً أن الوفاق لا تمتلك الشارع الذي تدّعي أنها تُمثّله، ومرجعاً ذلك إلى المؤشرات الأخيرة التي تدّل على انحسار حاد في شعبيتها حسب قوله.
من جهة أخرى، عبّر متظاهرون عن خشيتهم من أن تكون هذه التجمعات بغرض التنفيس عن احتقانات الشارع، وأبدوا قلقهم من أن يؤثر ذلك في الزخم المطلوب لتحركات الشارع، وطالبوا أن تكون الوفاق أوضح في تعبيرها عن مواقفها تجاه التطورات السياسية وما يتعلق بالحوار، كما طالبوا أن يشترك نخبة من الشباب بالإضافة إلى شخصيات مستقلة وجهات سياسية أخرى في رفد الحراك السياسي، وأن يكون لهم ظهورهم في المشهد السياسي، وطالبوا بتكثيف التحركات الجماهيرية والرفع من مستوى ظهورها.
وقالوا إن أغلب المتظاهرين تعرضوا للتضييق في أرزاقهم وحرياتهم، وانتهكت كرامتهم وحرمة بيوتهم، وهم إما ضحية فصل من العمل أو هم أقرباء لمعتقلين أو شهداء، ويشكل ذلك ضغطاً كبيراً على الموقف السياسي للمعارضة، ويجعله أكثر تعقيداً.