» تقارير
كاميكاز مدنيون بحرينيون
2011-06-17 - 11:47 ص
مرآة البحرين (خاص): ربما يتحول البحرينيون إلى كاميكازيين، أسوةً بالطيارين اليابانيين الانتحاريين الذين كانوا يصوبون أنفسهم نحو الأهداف الأميركية في الحرب العالمية الثانية بعد أن ندرت السبل الأخرى للمواجهة. إذ سجلت في البحرين حالتين لأشخاص أعلنوا خلال الموقع الإلكتروني البحريني الشهير “ملتقى البحرين” أنهم سوف يقومون في الخامس عشر من يونيو الحالي بالتوجه إلى “ ميدان اللؤلؤة ” بالأكفان، وإن كان دونهم الموت على طريق شهداء اللؤلؤة.
مع هذا الإعلان، صارت البحرين أمام سابقة من “ مشاريع ” و “ عمليات ” المقاومة اللاعنفية التي ما فتئ البحرينيون يبتكرون ألواناً جديدة لها منذ الرابع عشر من فبراير، ما يجعل السلطة في البحرين مجدداً أمام اختبار آخر، وهي على أعتاب التمهيد للحوار الوطني المأزومة أرضيته !
“ لن أبالي ولو وقع الموت علي ” هكذا خط أحد المبادرين شعاره السلمي، وأضاف “ سوف أحرر الميدان وحدي وإن استشهدت في سبيل ذلك .. سوف أرجع لكم كرامتكم .. ولن أنتظر منكم الفرج ” لغة صارمة، لكنها في عرف المقاومة المدنية سلمية. تستبطن داخلها دعوة الجميع للتحشيد إلى هذا اليوم كأنه يوم العودة إلى الميدان. الشاب الذي قال إنه سجل رسالةً من ثلاث دقائق، يعرف فيها عن نفسه، ووعد أن ينشرها في الوقت المناسب، طلب من الحقوقي نبيل رجب إيصال صوته إلى العالم وأبدى استعداه للالتقاء برجب، لإطلاعه على التفاصيل.
بعد هذا الإعلان بأربعة أيام كتبت بدورها شابة بحرينية اعلانها تحت عنوان “ أنا امرأة سوف أرتدي كفني وأحمل قرآني وأذهب إلى الميدان ” وهي الأخرى وجهت أيضاً دعوة خاصة للنساء للاعتصام في الميدان “ من منكن سيأتي معي يا حرائر البحرين ” بيانها أكثر طولاً و تحضيراً وفق ما يبدو. ويتضمن الكثير من التشبيهات التي تحيل إلى ثقافة دينية وموروث كربلائي، ولكنها في الوقت نفسه تتجاوز العواطف، وتنص بصراحة “ لا يظنن أحدكم أن الميدان هو هدفي وغايتي رغم ما أحمله في قلبي من معزة له، فالغاية هو إثبات قوة هذا الشعب وإطلاق إرادته ليراها العالم، وليعرف العالم وكل القوى الكبرى وكل الجهات السياسية، أن هذا الشعب لن يرضى بأنصاف الحلول” و قالت في جزء آخر إنها كتبت كلمة إلى الشعب، وتركت وصيتها وكلمات أخرى إلى زوجها، وأهلها وأبنائها وإلى الإعلام سوف تنشر ساعة التنفيذ لتفويت فرصة “تشويه المشروع ونشر الأكاذيب عنه ”
هذا ما حصل في العالم الافتراضي، أما على الأرض، فقد عُلِم أن شاب اسمه عبد القادر درويش خرج بعد ظهر يوم الأربعاء متوجهاً إلى ميدان اللؤلؤة، وحسب ما أفاد الحقوقي نبيل رجب في حسابه على تويتر، فإن الشاب البحريني قد اعتقل على الحاجز الأمني القريب من المنطقة. وقد ظهر على موقع “يوتيوب” تسجيل غير واضح لشاب يسير على الطريق العام المؤدي إلى دوار اللؤلؤة التي تطلق عليه السلطات في البحرين اليوم “ تقاطع الفاروق ” في إشارة إلى اسم عملية إزالة دوار اللؤلؤة التي قامت بها السلطات الأمنية بالتعاضد مع قوات درع الجزيرة.
أشار محللون إلى أن هذه العمليات اللاعنفية، تحتاج إلى تغطية إعلامية وتوثيقية لتحقق أهدافها، وهذا ما لم يكن واضحاً في فاعلية (عبد القادر درويش)، إذ إن الهدف هو جلب الاهتمام العالمي والدولي عبر خلق مادة توثيقية وإعلامية واضحة وصريحة وقابلة للتداول . بيد أنه من المتوقع بحسب ما يتناقل في المنتديات الالكترونية أن تكون هناك عمليات في ذات السياق، إلى أن تتحقق مطالب ثورة الرابع عشر من فبراير البحرينية.