"الميدان" لم يكن بـ"الميدان": كراجسكي يتحرك لقضيّة "تقي" وتدهور مفاجئ في صحته
2013-08-29 - 9:02 م
مرآة البحرين (خاص): تقي عبد الله محمد تقي الميدان، والدته بحرينية من "السنابس"، والده سعودي، لكنه أميركي الجنسية بالولادة.
كان عصر ذلك اليوم، الـ"5 " من أكتوبر 2012 يوم كسار فاتحة الشهيد محمد مشيمع، مع والدته وأخواته في المنزل، فجأة يسمع أصوات طلق كثيف، أصابه فضول فصعد إلى الأعلى، على سطح منزله الكائن بمنطقة السنابس ليراقب الحدث وماذا يجري في الخارج (...)..كانت طائرة عمودية (هيلوكبتر) تحلق على مستوى منخفض لمراقبة مشيّعي الشهيد الذين ملأوا الشوارع، على الأكثر أخذت له بقميصه أزرق اللون مجموعة صور، وأخذت بطبيعة الحال، صورا أخرى لموقع بيته العتيق عنواناً وتحديداً بعدد النفوس التي تسكنه .. وبالتفاصيل الاستخباراتية المعروفة.
بهذه الكلمات بدأت والدة "الميدان" حديثها لـ"مرآة البحرين"عن مأساة فلذة كبدها الشاب الذي أثار تقرير أعدته "رويترز" عن حالته جدلا كبيرا.
لابد لمن (يفبرك) القصص والمسرحيات من أجل تلفيق التهم ضد النشطاء والسياسيين والحقوقيين وضد الأبرياء، أن يترك أثرا ما يفضحه، التناقض في الروايات ومجريات القضية وحتى في مسمى المتهمين أنفسهم لابد أن تكون شاهداً على بطلان القضية من الأساس، وهذا ما حدث في قضية تقي الميدان الذي يحمل الجنسية الأمريكية والذي اتهم في عدة قضايا ملفقة اتضح بطلانها.
في أوراق النيابة العامة التي رفعت إلى المحكمة واتهمت فيها تقي الميدان بست قضايا ذكرت اسمه في محضر القضية صحيحا مع عنوان منزله في قرية السنابس وهو (تقي عبدالله محمد تقي) وذكرت أنه سعودي الجنسية، وأسردت النيابة القضايا المتهم فيها تقي مع آخرين.
إلا أن في أوراق القضية نفسها المرفقة من قبل النيابة العامة ومن خلال شهادة (شاهد الإثبات) في القضية وهو ملازم أول في وزارة الداخلية، والذي ذكر في شهادته أن المتهمين الأربعة الذين توصلت إليهم الداخلية من (مصادر سرية موثوقة)، قد اشتركوا في الواقعة والجرائم المشار إليها، وفي سياق كلامه، كرر أكثر من مرة أن المتهم اسمه (تقي علي عبدالله تقي) في حين أن اسمه الحقيقي في الجواز (تقي عبدالله محمد تقي)، والنتيجة واحد من اثنين: إما أن يكون الملازم كاذباً وملفقاً التهم لتقي الميدان، أو أن الشخص الذي اعتقل وعذب ولفقت إليه التهم، ليس هو الشخص المطلوب فعلاً !!!.
وتنامى إلى علم "مرآة البحرين" أن السفارة الأميركية بالمنامة قدمت رسالة إلى الحكومة البحرينية تطلب فيها زيارة السفير توماس كراجسكي إلى سجن الحوض الجاف للقاء أحد المواطنين الأميركيين من أصول بحرينية سعودية، المعتقل تقي عبد الله محمد تقي الميدان.
وأبلغت القنصل دانيلا في اتصال هاتفي الثلاثاء الماضي والدة تقي الميدان أن السفارة تقدمت برسالة رسمية للقاء كراجسكي بابنها، لكنها (القنصل) لم تتوقع سماح السلطات البحرينية بهذا اللقاء، غير أن السفارة تحاول تحاول الترتيب لمثل هذا اللقاء وضرورته بعد أن تكشفت أمور كثيرة في قضيته التي تتابعها السفارة باهتمام بالغ.
وأبلغ مصدر من عائلة تقي الميدان "مرآة البحرين" أن القنصل دانيلا قالت لوالدة تقي، أن السفارة "تعتقد أن تقي الميدان بريء"، وأنه من خلال حضورها لجلسات المحاكمات ومراقبتها لعدد من القضايا، لأول مرة تكتشف أن المعتقلين الآخرين يعانون من نفس حالة تقي، حيث أن جل الأدلة المقدمة التي يدينون بها تقي هي نفس الأدلة التي أدانوا بها المتهمين الآخرين.
وقال المصدر لـ"المرآة" أن القنصل دانيلا كانت مصدومة من الإجراءات المتبعة ضد المتهمين، لكنها قالت أنه من خلال متابعتنا لقضية تقي تمكنا من أخذ نظرة على المحاكمات التي تجري على أرض الواقع وليس من خلال التصريحات.
يشار إلى أن السفير الأميركي توماس كراجسكي كان له لقاء مع وزير الخارجية البحريني خالد آل خليفة الثلاثاء الماضي، ورجح مصدر مقرب من عائلة تقي أن اللقاء تناول قضية الميدان، لكنه استدرك وقال ربما هذا اللقاء يتعلق بـ"التطورات الخطيرة في سوريا".
وكانت القنصل دانيلا في إحدى الزيارات الأولي لتقي الميدان في معتقله بالحوض الجاف قالت له بدون اكتراث: "شيء جيد أنك لست في سجن غوانتنامو!!"، في إشارة إلى أن السجون البحرينية أفضل بكثير من سجون غوانتنامو الأميركية في كوبا، فيما يبدو أن السفارة الأميركية على قناعة بمصداقية الرواية الرسمية على ما ينسب من اتهامات خطيرة إلى مواطنها "الميدان"، غير أن تحولاً جديداً طرأ على موقف السفارة الأميركية من خلال حضورها الدائم لجلسات المحاكمات في البحرين.
وفي وقت سابق، أبلغت والدة تقي "مرآة البحرين"، إنه أثناء تعذيب ابنها للإدلاء بالاعترافات تحت الإكراه، كانوا يهينونه بعد كل ضربة بشتمه بكلمات بذيئة ويهددونه باغتصاب والدته وأخواته و"إذا لم تعترف سنرميك في زنزانة أو نرسلك إلى السعودية ليعدموك ويقطعوا رأسك لأنك قتلت عدداً من الشرطة"، وكانوا يصرخون عليه: "يا يهودي يا أوباما!!".
وكشفت والدة تقي، أن ابنها سلمها رسالة إلى السفارة الأميركية في الزيارة الأولى إليه وقد تمت مصادرتها من قبل الشرطة أثناء خروجها بعد انتهاء الزيارة، وقد أشار في الرسالة إلى أسماء ضباط كانوا يعذبونه وينعتونه أثناء التعذيب بـ"اليهودي أوباما".. وفشلت كل محاولات استرجاع الرسالة من سلطات الأمن رغم إلحاح والدة تقي للحصول عليها وإرسالها إلى سفارته، حيث أكدت سلطات الأمن لها بأن هذه الرسالة "تمس الأمن القومي البحريني".
محطات في قضية الميدان
· أثناء الزيارة الأخيرة (20/8/2013) لاحظت والدته ملامحه قد تغيّرت، وجهه شاحب، ووزنه انخفض 15 كيلوغراما، وشعر رأسه ولحيته يتساقط، وقد قال لها منذ فترة وشعري يتساقط ولا أعرف ما السبب ؟!!
· انتهت الزيارة فأخبرت والدته السفارة الأميركية بالتغيرات الخطيرة على ابنها وفي 21 من الشهر الجاري اتصلت دانيلا بتقي في السجن لمدة عشر دقائق فأكد لها ذلك، وقيل له في هذا الاتصال أن السفير يريد مقابلتك وهو مهتم بقضيتك.
· وعدت السفارة أن يحاول توماس كراجيسكي بزيارة تقي الميدان بالسجن وفي يوم الخميس 22 أغسطس/ آب أعلن عن لقاء بين السفير الأميركي ووزير الداخلية وتُرجح معلومات عن تناول كراجسكي قضية تقي الميدان مع الشيخ راشد.
· الثلاثاء 27 أغسطس/آب توماس كراجسكي يلتقي وزير الخارجية البحريني، واتصال بوالدة تقي لإعلامها بإرسال رسالة من السفارة الأميركية إلى السلطات البحرينية بطلب ترتيب لقاء كراجسكي بتقي الميدان.. بانتظار الموافقة على هذا اللقاء.
· جلسة النطق في قضية تقي الميدان في 14 سبتمبر/أيلول المقبل.
روابط:
- البحرين تعتقل وتعذب المواطن الأمريكي تقي الميدان والولايات المتحدة لا تحرك ساكنًا
- جدل كبير يثيره تقرير "رويترز" الأخير عن البحرين
- رويترز: أزمة مواطن أمريكي في سجون البحرين تسلط الضوء على العلاقة المعقدة بين واشنطن والمنامة