أتت (من فوق)، مادة خاصة بمهاجمة النائب عبد العال في صحيفة البلاد
2013-08-04 - 3:11 م
مرآة البحرين (خاص): حتى وقت متأخر من ليلة البارحة، كان قسم التنفيذ في صحيفة البلاد المحسوبة على رئيس الوزراء، يترك مكاناً فارغاً لمادة جاهزة ستصلهم (من فوق)، كما هي عادة باقي صحف السلطة. المادة التي تأتي (من فوق) تنزل للقراء بلا اسم، فقط: "محرر الشؤون المحلية"، لكن ذلك لا يتضارب مع ما يأتي من مواد جاهزة إلى (كتبة) بعينهم، يذيلوها بأسمائهم فيما بعد.
المادة التي وصلت البارحة (من فوق)، ونشرت اليوم 4 اغسطس 2013 أُعدّت خصيصاً لمهاجمة النائب خالد عبد العال، بعد أن فاجأ السلطة بمداخلة غير متوقعة كما يبدو، في جلسة الفضيحة التاريخية للمجلس الوطني بتاريخ 28 يوليو 2013، والتي عقدت من أجل التواطؤ على الشعب، وإصدار توصيات تهدف إلى النيل من فئة عريضة منه، باسم مواجهة الارهاب.
وكان عبد العال في مداخلته قد انحاز إلى الشعب المنتهك، وأدان ممارسات الجهاز الأمني قائلاً "الشعب البحريني منتهك، فهل من المعقول أن نناقش قانونا بإمكانه أن يضاعف مظلومية الناس؟"، وأضاف "ماذا سيفعل هذا القانون بعد كل ممارسات الجهاز الأمني خلال السنتين والنصف الماضيتين؟". وعدد عبد العال انتهاكات النظام في حق أبناء الشعب قبل أن يستنكر "نجتمع اليوم برغم كل هذه الانتهاكات و الظلم لنشرع وسائل ظلم جديدة نضعها في يد جهاز متعسف أهدر كل حقوق الإنسان، هل هذه هي العدالة و الإصلاح؟"
وكعادة الصحف المترهلة، وما يلقى إليها من كتابات (من فوق) لا يقلّ عنها ترهلاً، تتجنب الرد على الحقائق، وتلجأ إلى الضرب في الأشخاص والنيل منهم. المادة التي أتت (من فوق) بدأت باتهام عبد العال بالرشوة: "هذا النائب طلب في أحد جلسات الاستجواب مبلغا ماليا مقابل سحب توقيعه من استجواب، وفي حادثة أخرى طلب أيضا مبلغا ماليا ليقف في صف الشعب الرافض للإرهاب، وحين لم يبلغ مراده اتجه لأحد الجمعيات التي أعطته الخطاب العرمرم جاهزا ليلقيه أمام الشعب".
المضحك في هذه التهمة التي أتت (من فوق)، أنها تحاول إقناع قرائها، أن (المرتشي) عبد العال، سيترك الهبات والعطايا والأراضي والعقارات التي تسكبها السلطة على أتباعها بإسهال مَرَضي، ليلوف وراء عطايا جمعية سياسية محاصرة ومهددة بالحلّ (!).
والمضحك أكثر، أن مادة جاهزة تأتي (من فوق)، تتهم خطاباً يلقيه أحد النواب بما لا يتوافق مع هوى أسيادها، بأنه خطاب جاهز أعطته إياه الجمعية الراشية (!).
كان القاصم في خطاب عبد العال، والذي أثار المتواطئين على الشعب تحت قبة البرلمان، هو تصريحه باسم رئيس الوزراء: "نعم صدق رئيس الوزراء حينما أعلن في أحد المجالس بأن العائلة الحاكمة وبعض العوائل والأجهزة الأمنية فوق القانون، هذا وهو رئيس السلطة التنفيذية المنوط به تنفيذ القوانين".
وما زاد حنق الصحيفة التابعة لرئيس الوزراء، وما استلزم أن تأتيها مادة (من فوق) للنيل منه، قوله قبل أن يعلن انسحابه من جلسة الفضيحة التاريخية: "إنكم باختصار لا تناقشون هموم الناس مطلقاً، وهذا النظام فضل الإبقاء على 28 شخصا يفقدون النزاهة وغير كفوئين... فلو أقيلت الحكومة برئيسها، لما دخلت البحرين هذا النفق الذي نعاني ويعاني منه الجميع".
المادة التي أتت (من فوق)، قرّعت عبد العال لجرأته غير المتوقعة تلك، ووصفته بأنه "لم يتورع عن الإساءة إلى من أحسن إليه وإلى من مهد له الطريق ليكون بهذه المكانة وتلك الوضعية التي لم يكن ليحلم بها ونقصد، بذلك قيادة البلاد". وهي بهذا تستسخف دور الإرداة الشعبية في اختيار من يمثلونها في الوصول إلى قبة البلرمان، وتؤكد على أن الوصول إلى البرلمان إحسان من القيادة، ووضعية لم يكن النائب يحلم بها، وعليه أن يبقى عبداً للقيادة لكي يستحق المزيد من الإحسان.
هوامش
- 2024-11-25هل تُقفل السلطة ملفات الأزمة في ديسمبر 2024؟
- 2024-11-13صلاة الجمعة.. لا بيع أو شراء في الشعيرة المقدّسة
- 2024-11-13ملك المستعمرة أم ملك البحرين: كيف تتعامل المملكة المتحدة مع مستعمرتها القديمة؟ ولماذا لم تعد تثير أسئلة حقوق الإنسان على فارس صليبها الأعظم؟
- 2024-11-05الجولة الخائبة
- 2024-11-03هكذا نفخت السلطة في نار "الحرب" على غزة كتاب أمريكي جديد يكشف دور زعماء 5 دول عربية منها البحرين في تأييد عمليات الإبادة