جلسة العيب + 18
2013-07-29 - 11:25 ص
مرآة البحرين (خاص): ليس للملك جماهير يخرجهم لـ«يفوضوه». وليس له أن يقبل بتحدي الشارع بالشارع. هو أعجز من ذلك، وفاشل في التقليد.
لذا لجأ إلى عصابته في مجلسي النواب والشورى فيما سمي عبطاً «جلسة المجلس الوطني». إن أي مراقب بسيط للثورة البحرينية، يعرف أن وزن المجلسين لا يعادل وزن الريشة في المعادلة القائمة اليوم.
هل يقبل الملك ومن وراؤه، بتحدي الشارع؟ هل يريد استفتاءاً على استمرارية الثورة نحو الحرية من عدمها؟ هو عاجز ولن يقبل بذلك، ولا يجب انتظار جوابه.
وماذا لدى النواب والشوريين ليقدموه له؟ نوّاب انتخبهم أقل من 20 في المئة من الكتلة الناخبة التي قاطعت تماماً الانتخابات التكميلية بعد انسحاب الكتلة الأكبر في 18 فبراير/ شباط 2011. وشوريون هو من عينهم لاعتبارات مضحكة وهزلية، أو عنصرية وقبائلية. ليس لدى هؤلاء سوى أن يقدموا له وصلات من الردح والرقص السياسي الفج.
كل ردّاحة تنتطر دورها للخروج وأداء الوصلة على إيقاع حدده الديوان لهم سلفاً. في حين يقوم خليفة الظهراني وعلي الصالح، مقام ضابطي الإيقاع. هذا ليس تجاسراً بل وصفاً دقيقاً لمسرح سياسي قامت فوقه أمس الأحد 28 يوليو/ تموز 2013 وصلات من الشتم والردح السياسي الرّخيص. حدّ وصف فئة من المواطنين بـ«الكلاب». وهي وصلة الراقص الشهير على وتر الدين والدنيا معاً عادل المعاودة. وحدّ نفي الأخوةّ بين المواطنين الشيعة والسنة، وهي وصلة التكفيري عبدالحليم مراد، جامع المال والذهب والأسلحة لتنظيم القاعدة في سوريا. ثم حدّ وصلة سوسن تقوي بالغة الوقاحة والبذاءة التي لم تتحمل صراحة النائب أسامة التميمي، فراحت تطلب ودّ أسيادها قائلة «چب»!
أما وصلة ضياء الموسوي، فهي أكثر ما يدعو للرثاء. فقد انتشل من بين أشلاء الشهداء والجرحى وعيونهم المفقوءة، وصلة مديح للملك شكره فيها على إعادته للبلاد قبل أكثر من عقد ونصف من الزمان. قبل أن يصوّت على مادة تجيز سحب الجنسيات من البحرينين! هي وصلة تعرٍ كاملة من الحياء والإنسانية.
مجلسان لا يمثلان شعب البحرين، ولا ثقافته، ولا تكوينه السياسي، ولا الاجتماعي. فقط من بين كل طقم الردّاحين، بدت كلمتان شجاعتان عبّرتا عن مكمن «الوجع» البحريني، وتمثلت في كلمتي النائبين أسامة التميمي وخالد عبدالعال.
فيما أشار إبراهيم بشمي عضو مجلس الشورى، للهدف الحقيقي من الجلسة، حين قال: «يبدوا لي من الجوّ العام كأن الشيعة هم المستهدفون من هذه الجلسة».
بشمي صدم ضابطيّ الإيقاع فوق المنصة، ليعاد دوزنة الطبلة نحو وصلة ردح أخرى. ودقّي يامزّيكا!