» رأي
عفواً سوسن الشاعر: كلمة أخيرة
نضال الوطني - 2011-05-31 - 12:18 م
نضال الوطني*
سوسن الشاعر معدّة ومقدمة البرنامج المميز (كلمة أخيرة) وهو ذاته عنوان عمودها في الصحف المحلية لسنوات طويلة مضت، ولا أنكر أنني كنت من المواظبين على قراءة عمودها مذ كنت في السابعة عشر من عمري، أي منذ ما يقارب اثنين وعشرين عاماً، ولكن شتـّان ما بين كتاباتها السابقة، ومواقفها اليوم. كنت أقرأ لها لأنني كنت أشعر أنـّها حرّة في طرحها، موضوعية في نقدها، معتدلة في خطابها، وفجأة تمر السنون، تتغير المواقف وحتى الأشكال، وترشـّح الصحفية المميزة سوسن الشاعر لجائزة رئيس الوزراء خليفة بن سلمان، وتنقلب الأمور رأساً على عقب، وتتحوّل المواقف وتتبدل الكلمات، وهنا يتوقف المرء ضاغطاً على فرامل الحياة ليعيد حساباته ترى ما الذي يغيـّر البشر، وما هي الأسباب التي تدفعهم للتنازل عن مبادئهم.
سوسن الشاعر اليوم تقود حملة وطنية - من خلال الإعلام البحريني الرائع! – بتميـّز لا نظير له، فتارة تكون متحمسة جداً، وتارة تبكي وتمسح دموعها تأسفاً على شباب الوطن المغرر بهم، حيث تقول في إحدى حلقاتها: أتعجب من هؤلاء الشباب الذين يقفون بكل جرأة أمام الرصاص، ثم تعقـب متسائلة ومستنكرة: لماذا علمتموهم ( فلسفة الموت)؟؟
وأنا أقول لكِ عفواً سوسن الشاعر فلتسمعي مني (كلمة أخيرة) لأنّ ما تسمينه فلسفة موت هو ( فلسفة حياة) لم تدركي حقيقتها بعد، إنـّه الموت من أجل الحياة، هؤلاء الشباب كانوا ولا زالوا مستعدين لأن يقدّموا أرواحهم قربانا من أجل هذ الوطن، آثروا الموت بل الحياة الأبدية في قلوب الناس، وفي ذاكرة وطنهم، كي تعيشي أنتِ وأنا وأمثالنا مواطنين بحرية وعزّة وكرامة، حتى لا تكوني مضطرة لتبجيل فلان ومجاملة علان، وتقبيل خشم فلتان، أو التعلق ببشت آخر.
قدّم شبابنا الحر أعمارهم لكي يعود قلمكِ حراً كما كان، ولكي يستنشق الشعب هواءً نقيًا خالٍ من الذل والقمع.
أتذكر حين كنـّا في مستشفى السلمانية - بتاريخ 15مارس ونحن نرصد الجرحى- وجه ذلك الشاب المبتسم رغم رصاص الشوزن الذي ملأ وجهه والجراح التي طالت كل أعضاء بدنه، ورغم ذلك كان مبتسما ويرفع علامة النصر، اقتربت منه مذهولة، متفائلة متسائلة: أنت تبتسم؟ قال نعم، فسألته: ألست موجوعاً، قال: بلى ولكنني سعيد أنني انضممت لقوافل الجرحى، وكنت أتمنى الشهادة.
هذه الفلسفة عزيزتي صعبة عليكِ، وإن كنت لا أشكك في وطنيتكِ ولكنني أشكك في فهمكِ لها.
*كاتبة بحرينية
سوسن الشاعر معدّة ومقدمة البرنامج المميز (كلمة أخيرة) وهو ذاته عنوان عمودها في الصحف المحلية لسنوات طويلة مضت، ولا أنكر أنني كنت من المواظبين على قراءة عمودها مذ كنت في السابعة عشر من عمري، أي منذ ما يقارب اثنين وعشرين عاماً، ولكن شتـّان ما بين كتاباتها السابقة، ومواقفها اليوم. كنت أقرأ لها لأنني كنت أشعر أنـّها حرّة في طرحها، موضوعية في نقدها، معتدلة في خطابها، وفجأة تمر السنون، تتغير المواقف وحتى الأشكال، وترشـّح الصحفية المميزة سوسن الشاعر لجائزة رئيس الوزراء خليفة بن سلمان، وتنقلب الأمور رأساً على عقب، وتتحوّل المواقف وتتبدل الكلمات، وهنا يتوقف المرء ضاغطاً على فرامل الحياة ليعيد حساباته ترى ما الذي يغيـّر البشر، وما هي الأسباب التي تدفعهم للتنازل عن مبادئهم.
سوسن الشاعر اليوم تقود حملة وطنية - من خلال الإعلام البحريني الرائع! – بتميـّز لا نظير له، فتارة تكون متحمسة جداً، وتارة تبكي وتمسح دموعها تأسفاً على شباب الوطن المغرر بهم، حيث تقول في إحدى حلقاتها: أتعجب من هؤلاء الشباب الذين يقفون بكل جرأة أمام الرصاص، ثم تعقـب متسائلة ومستنكرة: لماذا علمتموهم ( فلسفة الموت)؟؟
وأنا أقول لكِ عفواً سوسن الشاعر فلتسمعي مني (كلمة أخيرة) لأنّ ما تسمينه فلسفة موت هو ( فلسفة حياة) لم تدركي حقيقتها بعد، إنـّه الموت من أجل الحياة، هؤلاء الشباب كانوا ولا زالوا مستعدين لأن يقدّموا أرواحهم قربانا من أجل هذ الوطن، آثروا الموت بل الحياة الأبدية في قلوب الناس، وفي ذاكرة وطنهم، كي تعيشي أنتِ وأنا وأمثالنا مواطنين بحرية وعزّة وكرامة، حتى لا تكوني مضطرة لتبجيل فلان ومجاملة علان، وتقبيل خشم فلتان، أو التعلق ببشت آخر.
قدّم شبابنا الحر أعمارهم لكي يعود قلمكِ حراً كما كان، ولكي يستنشق الشعب هواءً نقيًا خالٍ من الذل والقمع.
أتذكر حين كنـّا في مستشفى السلمانية - بتاريخ 15مارس ونحن نرصد الجرحى- وجه ذلك الشاب المبتسم رغم رصاص الشوزن الذي ملأ وجهه والجراح التي طالت كل أعضاء بدنه، ورغم ذلك كان مبتسما ويرفع علامة النصر، اقتربت منه مذهولة، متفائلة متسائلة: أنت تبتسم؟ قال نعم، فسألته: ألست موجوعاً، قال: بلى ولكنني سعيد أنني انضممت لقوافل الجرحى، وكنت أتمنى الشهادة.
هذه الفلسفة عزيزتي صعبة عليكِ، وإن كنت لا أشكك في وطنيتكِ ولكنني أشكك في فهمكِ لها.
*كاتبة بحرينية